خلال جلسة مجلس الأمن الطارئة.. دعوة أممية لحماية المدنيين في السودان

ناقش مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، 26 شباط/فبراير 2025، الوضع الإنساني المتفاقم في السودان، حيث قالت مديرة العمليات والمناصرة بمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إيديم ووسورنو، إن الصراع المستمر منذ ما يقرب من عامين أدى إلى معاناة هائلة، مع نزوح أكثر من 12 مليون شخص، بينهم 3.4 مليون عبروا الحدود، فيما يعاني أكثر من نصف سكان البلاد، أي 24.6 مليون شخص، من الجوع الحاد.

أوضحت المسؤولة الأممية أن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تحقق من وقوع إعدامات ميدانية في المناطق التي شهدت تغييرات في السيطرة بالعاصمة الخرطوم

ووسورنو، التي تحدثت نيابة عن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة توم فليتشر، أكدت أن تدهور الأوضاع في شمال دارفور، وخاصة في مخيم زمزم للنازحين، أصبح مصدر قلق كبير، حيث يستخدم العنف بشكل متزايد ضد المدنيين. كما اضطرت منظمة أطباء بلا حدود إلى تعليق عملياتها في المخيم نتيجة التدهور الأمني، فيما علق برنامج الغذاء العالمي توزيع المساعدات الغذائية بسبب انعدام الأمن.

وأوضحت المسؤولة الأممية أن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تحقق من وقوع إعدامات ميدانية في المناطق التي شهدت تغييرات في السيطرة بالعاصمة الخرطوم. وأشارت إلى انتشار القتال إلى شمال وجنوب كردفان، مما زاد من تعقيد عمليات الإغاثة، مع ورود تقارير عن فظائع جديدة في ولاية النيل الأبيض، أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين.

ورحبت الأمم المتحدة بقرار السلطات السودانية تمديد تفويض استخدام معبر أدري لتسهيل الحركة الإنسانية، وتمكنت وكالات الإغاثة من تقديم الدعم لنحو 15.6 مليون شخص خلال العام الماضي، رغم استمرار ما وصفت بـ"العوائق البيروقراطية والأعمال العدائية التي تعرقل الوصول إلى المحتاجين".

وخلال الاجتماع، جددت الأمم المتحدة دعوتها لتعبئة دعم مالي غير مسبوق، حيث أطلق وكيل الأمين العام فليتشر والمفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي خطط الاستجابة لعام 2025، والتي تتطلب 6 مليارات دولار لدعم 21 مليون شخص داخل السودان و5 ملايين لاجئ في الدول المجاورة.

ودعت ووسورنو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وزيادة التمويل لدعم عمليات الإغاثة. كما شددت على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي ووقف الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية.

واختتمت مداخلتها بالتأكيد على أن الشعب السوداني يستحق استجابة دولية أكثر قوة وفعالية، مشددة على أن المجتمع الدولي، وخاصة أعضاء مجلس الأمن، يجب أن يبذلوا جهودًا إضافية لمواجهة الأزمة غير المسبوقة التي تهدد الملايين داخل السودان وخارجه.