حكومة الدعم السريع.. أسباب التأجيل
19 فبراير 2025
بصورة مفاجئة، قررت اللجنة الفنية المنظمة لمراسم التوقيع على الميثاق السياسي للحكومة المزمعة تشكيلها في مناطق سيطرة الدعم السريع تأجيل التوقيع ليوم الجمعة 21 شباط/فبراير 2025، دون الإفصاح عن الأسباب الحقيقية وراء التأجيل.
رغم تأكيد اللجنة المنظمة اكتمال جميع الاستعدادات للتوقيع على الميثاق السياسي للحكومة الموالية للدعم السريع بالعاصمة الكينية نيروبي، إلا أنها عادت وأجلته للمرة الثانية على التوالي
ورغم تأكيد اللجنة المنظمة اكتمال جميع الاستعدادات للتوقيع على الميثاق السياسي اليوم الثلاثاء 18 شباط/فبراير 2025 بالعاصمة الكينية نيروبي، إلا أنها عادت وأجلته للمرة الثانية على التوالي، بعد أن كان مقررًا للتوقيع الثلاثاء الماضي.
ولم يغيّر وصول قيادات القوى السياسية والإدارات الأهلية المؤيدة للميثاق السياسي إلى قاعة "كيناتا" بالعاصمة الكينية نيروبي، وعلى رأسها القائد الثاني لقوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو، ورئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو، من أمر التأجيل شيئًا، على الرغم من المخاطبات السياسية التي تمت في القاعة.
أسباب التأجيل
وقالت مصادر محلية لـ"الترا سودان" إن تأجيل التوقيع على الميثاق السياسي جاء بسبب خلو الميثاق السياسي من عبارة "علمانية الدولة"، التي اعترض عليها رئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو، الذي خاطب الحاضرين.
وهذا ما أكده رئيس حزب الأمة القومي المكلف اللواء فضل برمة ناصر، بأن تأجيل التوقيع على الميثاق السياسي وإعلان الحكومة جاء استجابةً لطلب عبد العزيز الحلو.
فيما ذهب البعض إلى أن التأجيل جاء بسبب ضغوطات مُورست على الدولة المضيفة للتراجع عن الخطوة، التي من شأنها أن تؤدي إلى إرباك المشهد في القارة الأفريقية، التي تشهد عددًا من الصراعات المستمرة.
رجّح مصدر دبلوماسي لـ"الترا سودان" أن تأجيل التوقيع جاء بسبب اعتراض الحكومة الكينية على إقامة الفعالية على أراضيها، عقب احتجاج الحكومة السودانية وتلويحها بطرد السفير الكيني
ورجّح مصدر دبلوماسي لـ"الترا سودان" أن تأجيل التوقيع جاء بسبب اعتراض الحكومة الكينية على إقامة الفعالية على أراضيها، عقب احتجاج الحكومة السودانية وتلويحها بطرد السفير الكيني من السودان وقطع العلاقات معها.
وأشار المصدر إلى أن الحكومة الكينية بصدد إبلاغ وفود الحكومة الموازية في مناطق الدعم السريع بمغادرة أراضيها.
وتوقع المصدر أن تعتذر كينيا عن إعلان الحكومة على أراضيها بعد تعرضها لضغوط من الاتحاد الأفريقي، الذي ينظر إلى هذه الخطوة باعتبارها سابقة خطيرة قد تؤدي إلى وجود عدة حكومات في الدول الأفريقية التي تشهد صراعات مستمرة.
فيما تعارض الحكومة السودانية قيام الحكومة الجديدة، التي يمكن أن تنازعها الشرعية، كما تخطط المجموعة التي تسعى إلى تكوينها، وأعربت الحكومة عن قلقها بشأن نية القوى السياسية تشكيل حكومة موازية، في حين رحبت قوات الدعم السريع بذلك وأبدت استعدادها للتعاون معها.
قنوات غير مرئية
من جهته، يقول الخبير الدبلوماسي السفير ياسر خضر إن الحكومة السودانية سيكون لها موقف إزاء كينيا، ولكن لا يمكن التكهن بالموقف الذي ستتخذه، والذي سيُبنى على التواصل الذي يجري عبر قنوات غير مرئية.
وكانت الخارجية السودانية قد اتهمت كينيا بتشجيع تقسيم السودان، واعتبرت خطوة الحكومة الكينية باستضافة المؤتمر بأنها "بمثابة إعلان العداء لكل الشعب السوداني".
واستبعد الخبير الدبلوماسي، في حديثه لـ"الترا سودان"، أن يورط الاتحاد الأفريقي نفسه في الاعتراف أو التعاطي مع حكومات منفى أو حكومات تقوم على خلفية صراع سياسي أو جهوي، وليس ببعيد عن الذاكرة تجربة منظمة الوحدة الأفريقية ومنحها مقعد الصحراء الغربية، وموقف المغرب من ذلك القرار.
وأشار إلى أن الحكومة في مناطق الدعم السريع لن تكون أحسن حالًا من وضعية حفتر، أو الحكومة التي شُكلت في عدن من بعض العناصر الموالية لأبوظبي، والتي لم يعد يُسمع لها تأثير في مجريات الصراع في اليمن.
خبير دبلوماسي: الحكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع ربما وجدت اعترافًا من بعض الدول ذات الارتباط بالإمارات
وتابع: "الحكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع ربما وجدت اعترافًا من بعض الدول ذات الارتباط بالإمارات".
ولم تعلن أي دولة حتى الآن اعترافها بالحكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع، ولم يُرصد وجود دبلوماسي أفريقي أو أجنبي في قاعة الاحتفال أمس الثلاثاء.
ورغم ذلك، أكد رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس وجود ضمانات من دول للاعتراف بالحكومة الموازية في السودان، مبينًا أن ميثاق حكومة السلام مفتوح، ويرحب بانضمام الجيش إليه.
وقال إدريس، في تغريدة على منصة "أكس"، إن الميثاق يحتوي على ديباجة تؤكد على إيقاف الحرب، وحل جذور الأزمة، بالإضافة إلى التأكيد على وحدة السودان كدولة ديمقراطية، ووحدة الجيش.
دعم ورفض
ومن أبرز الداعمين لقيام الحكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع، رئيس حزب الأمة القومي المكلف اللواء فضل الله برمة ناصر، ورئيس الجبهة الثورية ورئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي الهادي إدريس، وقائد حركة تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر، ورئيس حركة العدل والمساواة - فصيل سليمان صندل، ورئيس مؤتمر البجا المعارض أسامة سعيد، وشخصيات مدنية.
وفي المقابل، رفضت قوى سياسية فاعلة في تحالف "صمود"، تقدمت سابقًا، أبرزها حزب الأمة القومي، وحزب المؤتمر السوداني، وحزب التجمع الاتحادي، بجانب تجمع المهنيين وقوى مدنية ولجان المقاومة، تشكيل حكومة في المنفى أو أي شكل من أشكال الحكومة.
بيد أن القيادي بحزب المؤتمر السوداني، عادل بخيت، يرى أن قيام حكومة جديدة في مناطق سيطرة الدعم السريع يعمّق الأزمة السودانية، ولا يؤدي إلى حلها كما يعتقد الداعمون لقيامها.
وقال بخيت، لـ"الترا سودان"، إن الحكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع تم رفضها داخل مؤسسات حزب المؤتمر السوداني، ولا يعترفون بها حال قيامها، لأنها تعقد المشهد في السودان، وتجعل الوضع مشابهًا لما حدث في ليبيا.
تقسيم السودان
وقريبا من ذلك، يقول المحلل السياسي طاهر المعتصم، إن الخطوة التي أقدم عليها المؤيدون لتكوين الحكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع ستقود إلى تقسيم السودان وانفصاله.
وقال المعتصم لـ"الترا سودان"، إن الحكومة الموازيةالمرتقبة أخطر من منازعة الشرعية ويمكنها من الحصول على طيران حربي من خلال عقد صفقة مع بعض الدول مما ينهي تفوق الجيش السوداني من الناحية الجوية ويؤدي إلى تغيير معادلات الحرب وتوسعها.
وتساءل طاهر المعتصم عن كيف سيعيش المواطنون ضحايا قوات الدعم السريع منذ العام 2003، واستدرك قائلًا: "هؤلاء سيكونون مواطنين من الدرجة الثانية تحت بندقية الدعم السريع".
باحث في الشؤون السودانية والقضايا الأفريقية: الفكرة من التوقيع على الميثاق السياسي بأن يكون هناك تحالف سياسي في المقام الأول يمثل حاضنة للحكومة
من جانب آخر، يقول الباحث في الشؤون السودانية والقضايا الأفريقية د. محمد تورشين، إن التأجيل على التوقيع الميثاق السياسي للحكومة المزمع تشكيلها في مناطق الدعم السريع، بسبب انضمام رئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو الذي من المرجح أن يقود التحالف، لأن الدعم السريع لن يكون مقبولًا حتى يتم تسويقه إقليمًا أو دوليًا.
وقال محمد تورشين لـ"الترا سودان"، إن الفكرة من التوقيع على الميثاق السياسي بأن يكون هناك تحالف سياسي في المقام الأول يمثل حاضنة للحكومة.
"بعد ذلك سيأتي الحديث عن كيفية تقسيم المواقع بين القوى السياسية المشاركة في الأمانات المختلفة للتحالف، والخطوة الأخيرة أن التحالف هو من يتحدث عن تشكيل الحكومة ومناطق تواجدها"، "يضيف محمد".
وأوضح تورشين، أن الجهة التي اقنعت الحلو بالمشاركة تعلم أهمية مشاركته في هذه الحكومة باعتبار أن الحكومة لن تستطيع مباشرة مهامها في السودان لذلك لجأت لإدخال الحلو في التحالف.
الكلمات المفتاحية

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة
يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي
اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر
وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.