حزب الأمة القومي: السودان على وشك الانهيار الشامل

حذر حزب الأمة القومي من انتقال الحرب في السودان، إلى مرحلة أكثر شراسة ودموية مع تفاقم الأوضاع الإنسانية، وقال إن البلاد أصبحت على حافة الانهيار، في ذات الوقت رحب باجتماع دولي دعت إليه بريطانيا خلال نيسان/أبريل 2025 لبحث سبل إنهاء الصراع المسلح في السودان.

رحب حزب الأمة بدعوة بريطانيا لعقد اجتماع دولي لوقف الحرب في السودان 

وقال حزب الأمة القومي في بيان الجمعة 28 شباط/فبراير 2025، إن الحرب على وشك أن تتجاوز عامها الثاني،  وما زال الشعب السوداني يدفع أثمانًا باهظة نتيجة استهدافها للمواطن السوداني أولًا، حيث استُبيح دمه وعرضه ومالُه ومسكنهِ وممتلكاتهِ وأرضهِ وأمنهِ وسلامتهِ وحريتهِ. 

وقال بيان حزب الأمة القومي، إن السودان مهدد  بإنتقال هذه الحرب إلى مرحلة أكثر شراسة ودموية، مع تفاقم الأوضاع الإنسانية، في ظل التعقيدات التي تواجه العمل الإنساني والاستجابة الضعيفة لحجم الكارثة الإنسانية مقارنة بالإحتياجات المطلوبة.

وأضاف البيان: "في ذات الوقت تزايد الاهتمام الدولي، وقررت الأمم المتحدة تمديد عمل بعثة الخبراء ودعم لجنة تقصي الحقائق التابعة لحقوق الإنسان، كما أعلن وزير خارجية المملكة المتحدة تقديم دعوة لعقد اجتماع بمشاركة وزراء خارجية عدد من الدول لعقد اجتماع بشأن السودان".

وجدد البيان إدانته الكاملة  لكافة أشكال الانتهاكات ضد المدنيين، مشددًا على دعم استمرار عمل لجنة تقصي الحقائق. وفي هذا الإطار رحب البيان بتجديد الثقة في لجنة الخبراء الدوليين لاستمرار عملها، من أجل توثيق كافة أنواع الانتهاكات وإدانتها وصولًا للمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب.

والعام الماضي، أوصت لجنة تقصي الحقائق بنشر قوات مستقلة في السودان لحماية المدنيين من الانتهاكات وجرائم الحرب التي طالت الملايين، سواء بالتشريد وعمليات النهب والعنف الجنسي.

وفشلت جهود دولية قادتها الولايات المتحدة الأميركية في آب/أغسطس 2024 في  مفاوضات في جنيف، بين الجيش وقوات الدعم السريع للوصول إلى وقف إطلاق النار.

ومع اشتداد العمليات العسكرية نهاية العام الماضي والعام 2025، تراجعت الدعوات الدولية لحث الجيش وقوات الدعم السريع للذهاب نحو المحادثات، بينما تتمسك القوات المسلحة بالحسم العسكري وصولا إلى إخضاع قوات الدعم السريع تحت سلطة الدولة.

ودعا البيان إلى إيقاف العمليات العسكرية في أو حول معسكر زمزم بالفاشر ولاية شمال دارفور، وقال إن سكان المعسكر فروا من بيوتهم هربًا بأرواحهم من جحيم الحرب، وبدلًا من مساعدتهم إنسانيًا وحمايتهم كلاجئين ونازحين، تمت معاقبتهم بمزيد من نيران الأطراف المتحاربة. 

وأدان البيان ندين الانتهاكات التي طالت سكان المعسكر وطالب الأطراف المتحاربة بالالتزام بحماية المدنيين، وعدم استهدافهم وتعريض حياتهم للخطر. كما طالب الأمم المتحدة بإعادة خدماتها بإيصال المساعدات الإنسانية لسكان المعسكر.

ورحب البيان بدعوة وزير خارجية المملكة المتحدة لعقد اجتماع خاص لمناقشة الوضع في السودان، بمشاركة عشرين من وزراء خارجية المجتمع الدولي خلال نيسان/أبريل 2025 . ولفت البيان إلى أن هناك ضرورة ملحة لتسريع جهود حل الأزمة الإنسانية، وحاجة حقيقية لتوحيد وتنسيق الجهود الدولية من أجل وقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية لكل من يحتاجها.

وحذر حزب الأمة من مخاطر الانهيار الشامل، وقال إنها بدت واضحة للعيان بسبب استمرار الحرب والإصرار، على تغليب الخيارات الحربية كوسيلة وحيدة لإنهائها، مضيفًا أن هذا الانهيار سيزيد من مخاطر الإرهاب والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة، وسيفتح الباب واسعًا أمام تزايد موجات النزوح واستمرار كارثة المجاعة وتفشي الأمراض، مما يهدد أمن واستقرار المنطقة والإقليم.

وشدد البيان على ضرورة  تفضيل الخيارات ذات التكلفة الأقل، وهي خيارات التفاوض لوقف الحرب، والحوار السياسي المدني للعودة إلى مسار الانتقال الديمقراطي.