سياسة

جولة حميدتي بدلًا من اجتماع جيبوتي.. هل تقلصت آمال السلام؟

28 ديسمبر 2023
حميدتي مع نائب رئيس الوزراء الإثيوبي.jpg 3.jpg
حميدتي مع نائب رئيس الوزراء الإثيوبي في أديس أبابا (إعلام الدعم السريع)
محمد حلفاويصحفي سوداني

يتبادر سؤال إلى أذهان السودانيين خاصةً دعاة السلام بعد ثمانية أشهر من القتال بين القوات المسلحة والدعم السريع، فاقم الأوضاع في هذا البلد الذي انزلق إلى صراع مسلح هو الأعنف والأوسع في تاريخه الحافل بالنزاعات المسلحة.. فهل انهارت فرص السلام؟

ضعف القوى المدنية من أسباب تراجع الحلول السلمية لحرب السودان، وترك مصير ملايين المواطنين بين يدي الجنرالين البرهان وحميدتي

اليوم الخميس الموفق 28 كانون الأول/ديسمبر الجاري، كان من المقرر إتمام اللقاء المقترح من الهيئة الحكومية للتنمية الدولية (الإيقاد) في جيبوتي، بين قائد الجيش السوداني – رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).

فجأةً أعلنت جيبوتي عن تأجيل اللقاء بين البرهان وحميدتي. وقال بيان عن وزارة الخارجية السودانية إنها استلمت مذكرة من نظيرتها الجيبوتية مساء الأربعاء تفيد بتأجيل اللقاء لتعذر حضور حميدتي، لتقضي على آمال دعاة السلام في السودان في نجاح اللقاء الذي كان معولًا عليه في تحقيق اختراق في "جمود المفاوضات" بين الطرفين المتحاربين في السودان.

يرى الخبير الدبلوماسي عمر عبدالرحمن أن التأجيل لا يعني انهيار اللقاء بين البرهان وحميدتي. وتوقع في حديث إلى "الترا سودان" تحديد الاجتماع في الأسبوع الثاني من كانون الثاني/يناير المقبل.

https://whatsapp.com/channel/0029VaFCtreHrDZmdI1tuw1J

ويرجح عبدالرحمن أن التأجيل جاء بطلب من الدعم السريع ليتمكن قائدها الجنرال دقلو من تنفيذ جولة إلى الدول الأفريقية المؤثرة في "الإيقاد". وعد ظهوره لأول مرة منذ بدء الحرب قبل ثمانية أشهر "ضربة إعلامية" للإشاعات التي روجت أن الرجل فارق الحياة طوال الأشهر الماضية.

ولم توضح "الإيقاد" أجندة اللقاء المرتقب خلال الشهر المقبل بين الجنرالين البرهان وحميدتي بوضوح، سوى بعض التكهنات بتوقيع الطرفين على وقف إطلاق نار طويل المدى في السودان في المرحلة الأولية لتحريك الجمود في مفاوضات السلام.

ويقول المحلل السياسي محمد كمال لـ"الترا سودان" إن الاجتماع بين البرهان وحميدتي سيعقد في الشهر المقبل، مستبعدًا انهيار اللقاء كليًا، مع أنه قد ينهار في حال تطورت المعارك بين الطرفين على الأرض – حسب كمال.

حميدتي والرئيس اليوغندي يوري موسيفيني
التقى حميدتي الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني في أول ظهور له خارج السودان منذ اندلاع الحرب (X)

ويعتقد كمال أن وسطاء "الإيقاد" لم يضعوا أجندة أو خطوط عريضة تسبق اللقاء بين البرهان وحميدتي، مثل إجراء تفاهمات سرية مع الطرفين لوقف التصعيد العسكري في الوقت الحالي. "في ظل استمرار صوت السلاح من الممكن أن تتلاشى الآمال بشأن هذا الاجتماع" – يقول كمال.

ويقول كمال إن المجتمع الدولي "لا يفعل ما يتعين عليه فعله"، تاركًا السودانيين أمام "حرب تقضي على الأخضر واليابس سلبت حاضرهم وتكاد تسلب مستقبلهم" – حسب تعبيره. وأردف: "ترك العالم السودانيين يواجهون مصيرهم حتى على مستوى المساعدات الإنسانية، تركوا ملايين النازحين لشبان وفتيات يعملون ليل نهار طوعيًا لتوفير الطعام في مراكز الإيواء".

ومع تراجع الآمال فيما يتعلق بالسلام في السودان، خاصةً بعد تأجيل لقاء الجنرالين –البرهان وحميدتي– في جيبوتي، ما زال أحمد ماهر الشاب الذي كان يعمل في بنك بالعاصمة الخرطوم وحول عمله إلى التجارة في سوق عطبرة شمالي البلاد – يأمل في وضع حد لمعاناة ملايين السودانيين بتحكيم الطرفين لصوت العقل.

يقول أحمد وهو ناشط في منظمات المجتمع المدني لـ"الترا سودان" إن الحلول العسكرية تقود الأوطان إلى الفناء. ويرى في الوقت نفسه أن الجيش "في وضع لا يُحسد عليه ميدانيًا مع فقدانه نحو تسع ولايات". لكن ما تزال القوات المسلحة تحاول –في نظر أحمد– استعادة زمام الأمور حتى تتمكن من التفاوض وهي في وضع "جيد ميدانيًا".

ويعتقد هذا الشاب أن هذا الخيار يحمل عدة مخاطر، من بينها تفكك السودان وتحول الحرب إلى قتال أهلي، لا سيما مع دعوات التسليح واسعة الانتشار على الشبكات الاجتماعية.

ويرى أحمد أن ضعف القوى المدنية من أسباب تراجع الحلول السلمية في السودان، لافتًا إلى أن "الانقسام بينها ما زال مستمرًا، ولم يتوحد المدنيون على رؤية واحدة لإيقاف الحرب وإطلاق مشروع وطني". "السودانيون حاليًا تحت رحمة الجنرالين لوضع البنادق جانبًا" –  أردف هذا الناشط المجتمعي.

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert