جامعة أفريقيا العالمية.. خلافات اللجنة وعودة التمكين
9 مارس 2021
تعتقد مصادر في جامعة أفريقيا العالمية التي تقع جنوب الخرطوم، أن القوى المضادة بالجامعة تمكنت من العودة لإزاحة الجماعات الموالية للثورة؛ ففي خضم معركة بين الطرفين، أصدرت لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد قرارًا مفاجئًا بحل لجنة التفكيك بجامعة أفريقيا العالمية.
محاولات حثيثة للعودة من عناصر موالية للنظام البائد فصلوا من الجامعة.. واستغلال لخلافات لجنة التفكيك
وكانت لجنة إزالة التمكين العليا قد أصدرت قرارًا بحل لجنة التفكيك بجامعة أفريقيا العالمية بالتزامن مع تعيين مديرها، هنود أبية كادوف، في تشرين الأول/أكتوبر 2020، وذلك بعد أيام قليلة من فصل اللجنة بالجامعة لـ(64) استاذًا وموظفًا ينتمون إلى النظام البائد، وحُررت خطابات الفصل بناءً على مبررات مُستقاة من معلومات ميدانية أن هذه المجموعة قد تقوض عملية التغيير في الجامعة التي تعرف بأنها معقل الحركة الإسلامية والتنظيم البائد، بحسب تصريح من عضو اللجنة لـ"الترا سودان".
اقرأ/ي أيضًا: صندوق النقد الدولي يجيز المراجعة الأولى لبرنامجه في السودان
وذكر مصدر آخر من الجامعة في تصريحات لـ"الترا سودان"، أن الرئيس المناوب للجنة التفكيك محمد الفكي سليمان، استجاب لمطالب غير مبررة بحل لجنة التفكيك بجامعة أفريقيا العالمية في تشرين الأول/أكتوبر 2020، وأصدر قرارًا بحل اللجنة ما أدى إلى عودة القوى المضادة وتعطيل تفكيك مراكز النظام البائد بجامعة أفريقيا العالمية.
وأوضح المصدر أن إدارة الجامعة هددت بفصل جميع أعضاء لجنة التفكيك من الجامعة، وبالفعل نفذت تهديدها بفصل أربعة أساتذة في شباط/فبراير الماضي، وهناك قائمة جديدة في الطريق.
وأضاف المصدر: "شكلت إدارة الجامعة لجنة للتحقيق مع أحد الأساتذة وحققوا معه بتهمة نقد وزيرة التعليم العالي انتصار صغيرون على حسابه الشخصي في فيسبوك، وهددته اللجنة بالفصل إذا انتقد مسؤولي الجامعة أو الوزيرة".
ويرى المصدر أن القوى المضادة المسنودة من إدارة الجامعة انتصرت في جامعة أفريقيا العالمية، وعادت لتمارس عملية التنكيل بالأساتذة المعروفين بالانتماء إلى قوى الثورة والمشاركة في الحراك السلمي، مشيرًا إلى أن إدارة الجامعة فصلت أربعة أساتذة لأسباب واهية جدًا.
ويتداول على نطاق واسع داخل جامعة أفريقيا عن محاولات حثيثة من عناصر موالية لحزب المؤتمر الوطني المحلول، بالعودة إلى تصدر مراكز بالجامعة، سيما في ظل ضعف الإدارة وعدم متابعة وزارة التعليم العالي التي تتماهى مع هذه الإجراءات على حد قول المصادر.
ونقل مصدر أن الوضع الآن داخل جامعة أفريقيا العالمية عاد إلى ما كان عليه قبل الإطاحة بنظام البشير، وشعرت القوى المضادة أنها يمكن أن تطرد جميع العناصر الموالية للثورة لأن وزارة التعليم العالي ولجنة التفكيك العليا هيأت لهم كل السبل، على حد تعبيره.
ويوضح المصدر أن هناك اعتقادًا داخل الجامعة بأن التمويل الدولي سيتضرر حال إبعاد العناصر الموالية للنظام البائد؛ لذلك لا يجدون حرجًا في العمل على إعادتهم وتسكينهم في مراكز الجامعة.
ويعد القيادي في الحركة الإسلامية ووزير الإعلام في العام 2011 كمال عبيد أحد أبرز الذين طالتهم كشوفات لجنة التفكيك بالفصل من جامعة أفريقيا العالمية، والتي يعتبر عبيد أحد قادتها إلى جانب عشرات القيادات من النظام البائد من الذين منحوا درجات علمية من الجامعة وعملوا بها لسنوات طويلة، وتقول لجنة التفكيك المحلولة أنها حصلت على وثائق تثبت عدم أهليتهم للوظائف.
وأضاف المصدر: "النشاط اللاصفي مستمر في الجامعة كما كان قبل سقوط المخلوع، ولم يتغير أي شيء سوى أن شعارات الثورة تحطمت أمام بوابتها. نحن نشعر بالخذلان لأن القوى الموالية للثورة هي من طلبت تعيين المدير الجديد، والذي خيب آمالنا".
من جهته أكد رئيس لجنة التفكيك بالإنابة محمد الفكي سليمان، في حديث لـ"الترا سودان"، أن حل لجنة التفكيك بجامعة أفريقيا العالمية جاء نتيجة الخلافات التي توسعت بين أعضاء اللجنة.
وأجرى محرر "الترا سودان" اتصالات متكررة بمساعد مدير جامعة أفريقيا العالمية مرتضى سليمان للرد على هذه المعلومات، لكن تعذر الحصول على تعليق فوري منه.
اقرأ/ي أيضًا: بدء معالجة أوضاع الطلاب المتفوقين الذين لم يتم قبولهم بالجامعات
وحول مصير اللجنة تعهد عضو مجلس السيادة بتشكيل لجنة تفكيك جديدة بجامعة أفريقيا العالمية خلال أيام قليلة لتفكيك التمكين السياسي والفساد بالجامعة، موضحًا أن لجنة التفكيك العليا ستعمل على معالجة أوضاع الاساتذة الذين تعرضوا للفصل مؤخرًا بواسطة الإدارة.
محمد الفكي: لن نسمح للقوى المضادة بالعودة إلى جامعة أفريقيا
وأشار محمد الفكي سليمان إلى أن لجنة التفكيك تتطلع إلى تفكيك التمكين بجامعة أفريقيا العالمية ولن تتردد حيال ذلك، مشيرًا إلى أن الفرصة غير مواتية لعودة عناصر الحرس القديم لأن اللجنة ماضية في تجفيف دولة التمكين، على حد قوله.
اقرأ/ي أيضًا
وزير الداخلية يبحث مجالات التعاون مع وفد المحكمة الجنائية الدولية
بريطانيا توسع مهام سفارتها في السودان وتعين مبعوثًا للقرن الأفريقي
الكلمات المفتاحية

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة
يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي
اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر
وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.