سياسة

توزيع وتقاسم الولايات.. عقدة سلام جنوب السودان

18 مايو 2020
GettyImages-1032291066.jpg
سلفاكير ميارديت ورياك مشار (Getty)
أتيم سايمون
أتيم سايمونصحفي وكاتب من جنوب السودان

بعد أن تنفس الناس الصعداء ليلة صدور بيان مؤسسة الرئاسة في جنوب السودان الذي تحدث عن اتفاق الحكومة والمعارضة المسلحة على مسألة تقاسم وتوزيع الولايات العشرة بموجب ما نص عليه اتفاق السلام، تفاجأت الأوساط برفض المعارضة المسلحة بقيادة مشار مخرجات الاجتماع الرئاسي وذلك عبر رسالة الاحتجاج التي سطرها زعيم المعارضة لآلية مراقبة تنفيذ اتفاق السلام التابعة للوساطة صبيحة اليوم التالي، ما جعل مستقبل العملية السلمية برمتها عرضةً للتكهنات، سيما بعد أن أيدت مجموعة من أحزاب المعارضة في جنوب السودان موقف المعارضة المسلحة، حيث أشارت إلى أن مؤسسة الرئاسة ليست مخولة بمناقشة القضايا التي تخص الأطراف الموقعة على الاتفاق، وذلك بحجة عدم تمثيلها كمجموعات في مؤسسة الرئاسة التي تضم الرئيس ونوابه الأربعة.

مشار: هذا القرار أحادي ولا يعبر عن النسبة المخصصة للأطراف الموقعة على اتفاق السلام بموجب اتفاق قسمة السلطة

وكانت مؤسسة الرئاسة قد أعلنت نهاية الأسبوع المنصرم في بيان بثته الإذاعة الرسمية إن الحكومة والمعارضة المسلحة قد توصلتا إلى تفاهمات بخصوص تقسيم الولايات، حيث حصلت المعارضة المسلحة على منصب الحاكم في ثلاث ولايات هي جونقلي، غرب بحر الغزال وغرب أعالي النيل، في وقت حصلت فيه الحكومة على ولايات الاستوائية الوسطى، البحيرات، واراب، شمال بحر الغزال، شرق الاستوائية وولاية الوحدة، بينما ذهبت ولاية أعالي النيل لصالح تحالف أحزاب المعارضة بدولة جنوب السودان، ليتم حسم الجدل حول موضوع الولايات الذي استمر طويلًا، ويتوقع أن يتم إعلان أسماء الحكام خلال الأيام القليلة المقبلة.

اقرأ/ي أيضًا: جوبا: رفع إجراءات الوقاية من كورونا دون إبداء أسباب واتفاق على قسمة الولايات

وأعلن زعيم المعارضة رياك مشار، في خطابه لوساطة الإيغاد، عن رفضه مخرجات مؤسسة الرئاسة وما توصلت إليه من قرارات قال إن الرئيس كير اتخذها بصورة أحادية وبدون أي توافق بين الأطراف، مضيفًا: "هذا القرار أحادي ولا يعبر عن النسبة المخصصة للأطراف الموقعة على اتفاق السلام بموجب اتفاق قسمة السلطة، فليس لتحالف المعارضة أو الحكومة الحق في ولاية أعالي النيل التي يجب أن تكون من نصيب المعارضة المسلحة".
وقالت المعارضة المسلحة في بيانها إن أزمة الولايات لا تزال قائمة، كما إنها لا تزال تشكل عقبة أمام تنفيذ اتفاق السلام. وطالبت آلية مراقبة تنفيذ اتفاق السلام بالتدخل العاجل والفوري لإنقاذ الأوضاع من الانهيار.
وفي المقابل أعلنت مجموعة الأحزاب السياسية الأخرى الموقعة على اتفاق السلام، عن رفضها لقرارات اجتماع مؤسسة الرئاسة الخاص بتقسيم مقاعد الولايات، والتي اعتبروها مخالفة صريحة لبنود اتفاقية السلام التي منحتها منصب حاكم واحد في إحدى الولايات، وهو ما لم تعكسه مقررات اجتماع الرئاسة الذي رفضه مشار.
وأضافت المجموعة التي تضم حوالي خمسة أحزاب في بيانها قائلة: "هذا إجراء غير نزيه، فمؤسسة الرئاسة لا يوجد فيها تمثيل لمجموعة الأحزاب السياسية الأخرى حتى تساهم بوجهة نظر المجموعة في القضايا المتعلقة بتنفيذ بنود اتفاقية السلام". وقالت إن قرار مؤسسة الرئاسة قد أسقط نسبة الثمان بالمائة التي خصصتها الاتفاقية للأحزاب السياسية في معادلة قسمة الولايات".
وقال المحلل السياسي الدكتور جيمس أوكوك في تصريحات لـ"ألترا سودان" إن القضايا المرتبطة بتنفيذ اتفاق السلام يجب أن تخضع للنقاش بين الأطراف وليس على مستوى مؤسسة الرئاسة. وزاد أوكوك بقوله: "لا يحق لمؤسسة الرئاسة بموجب نصوص اتفاقية السلام أن تنظر في قضية الولايات، فالمهمة الرئيسية للرئاسة هي تعيين الحكام و إحالتهم للتقاعد، وليس تحديد أي من الولايات تذهب لمن".
وطالب أوكوك أطراف اتفاق السلام الالتزام بتنفيذ نصوص الاتفاقية وجوهرها الذي يعبر عن الشراكة التي تصب في مصلحة عملية الاستقرار بالبلاد، وأردف قائلًا: "يجب على الأطراف ألا تتآمر على بعضها البعض لأن ذلك لن يساعد في تنفيذ بنود الاتفاق. عليهم العمل كشركاء حقيقيين من أجل التنفيذ المخلص لبنود الاتفاق".

ابتعاث الإيغاد وزير الخارجية الإثيوبي إلى جوبا قد ينجح في إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح

وعلى الرغم من الخطوة الاستباقية التي قامت بها الحكومة على مستوى مؤسسة الرئاسة، والتي حاولت أن تدعمها بمخرجات اجتماع المكتب السياسي للحركة الشعبية، إلا أن هناك توقعات بأن يتم إعادة النظر في المسألة، خاصةً بعد أن تدخلت وساطة إيغاد التي ابتعثت وزير الخارجية الإثيوبي إلي جوبا في زيارة تهدف لنزع فتيل الأزمة وإعادة الأمور إلى نصابها بخصوص قضية تقاسم الولايات بين الأطراف الموقعة على اتفاق السلام والمتمثلة في الحكومة بقيادة سلفاكير، المعارضة المسلحة بقيادة مشار، مجموعة المعتقلين السابقين، مجموعة تحالف أحزاب المعارضة بجنوب السودان "سوا" ومجموعة الأحزاب السياسية الأخرى.

وغض النظر عن طبيعة التدخل الذي ستقوم به الوساطة عبر المقترحات التي ستدفع بها للأطراف، إلا أنها استطاعت أن تنقذ العلاقة بين الشريكين من الانهيار بعد أن كانت الحكومة قد قررت تجاوز المعارضة وتعيين حكامها الستة، وأن تترك الولايات التي خصصتها للمعارضة في جونقلي، غرب بحر الغزال وغرب الاستوائية.

اقرأ/ي أيضًا
مبادرة إعلاميي جنوب السودان لمجابهة كورونا تنطلق بوحدات الشرطة
عزل "الشريف أحمد عمر بدر" للاشتباه بإصابته بفيروس كورونا

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert