"تقدم" تناقش في مؤتمرها إبعاد العسكريين عن السلطة
28 مايو 2024
يُناقش المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، اليوم الأربعاء، ورقة حول إبعاد الجيش والدعم السريع من المشاركة في السلطة، في فترة ما بعد الحرب.
باحث: "تقدم" بحاجة إلى عمل كبير على الأرض لتفادي الانتقادات الواسعة
المؤتمر التأسيسي لـ"تقدم" المُنعقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، يناقش أيضًا موضوع المائدة المستديرة، وفقًا لعضو الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية معتز محمد صالح لـ"الترا سودان".
يرى صالح أهمية التركيز على المائدة المستديرة والسلطة المدنية الكاملة خلال فترة ما بعد الحرب، مشيرًا إلى أن السودان بحاجة ماسة إلى حوار عميق بين أبنائه وبناته، محذرًا في ذات الوقت من صعود خطاب الكراهية والانقسام الإثني.
وانطلق المؤتمر العام لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، الأحد في أديس أبابا بمشاركة (520) شخص وصلوا إلى إثيوبيا من السودان ومن خارج البلاد، ومن المتوقع أن يصدر المؤتمر التوصيات الختامية نهاية هذا الشهر.
وواجه المؤتمر التأسيسي لـ"تقدم" انتقادات من بعض تنسيقيات لجان المقاومة، وقالت لجان مقاومة كافوري بالخرطوم في بيان صدر مساء الثلاثاء، إن إعلان لجان بحري المشاركة في المؤتمر التأسيسي شابه الخلل، لأن الدعوة وصلت خلال فترة وجيزة ولم تُخضع إلى نقاش موسع.
واضطربت العلاقة بين القوى المدنية وبين تنسيقيات المقاومة خاصة في العاصمة الخرطوم، ويذكر أنها قاطعت حوارًا برعاية بعثة "اليونيتامس" والاتحاد الإفريقي و"الإيقاد" بين عامي 2022 و2023.
وتعتقد الحركات الشبابية الاحتجاجية التي شاركت بفاعلية في ثورة ديسمبر، على مناهضة نظام البشير ومن ثم الانقلاب العسكري الذي نفذه قائدي الجيش والدعم السريع في تشرين الثاني/أكتوبر ،2021 تعتقد أن القوى المدنية من خلال الحوار مع العسكريين تعرض عليهم العفو من الجرائم التي ارتكبت طيلة السنوات الماضية مقابل تقاسم السلطة.
بالمقابل لا يرى مازن الذي كان يشارك بانتظام في الاحتجاجات ضد الجنرالات بالعاصمة الخرطوم ما يعيب إدارة حوار بين العسكريين والمدنيين للخروج من المأزق في فترة ما قبل الحرب، موضحًا أن تفادي الحرب كان ممكناً لو تعلم أبناء السودان من تجارب الشعوب الأخرى في التعامل مع ملفات الحقيقة والمصالحة.
ويرى مازن محمد في حديث لـ"الترا سودان"، أن ذات السيناريو يتكرر الآن، ولم يتعلم الناس من التجارب التي فاقمت الصراع المسلح في السودان، ومنذ الاستقلال لم يهدأ هذا البلد من صوت الرصاص، مشيرًا إلى أن الهجوم على القوى المدنية غير مبرر.
وأضاف: "من حق المدنيين إدارة الشأن العام والمطالبة بوقف الحرب ودعم السلام، ومن حق الآخرين أيضًا تكوين منصاتهم وتحالفاتهم السياسية، لأن الأولوية لاستعادة زمام المبادرة، وهو عنصر مفقود لدى المدنيين، ووقف القتال بيد العسكريين، بالتالي يعني إطالة أمد الحرب حتى يشعر الطرفان بالإنهاك".
وكان رئيس الوزراء السابق ورئيس الهيئة القيادية لـ"تقدم" عبدالله حمدوك دعا أمس الاثنين، خلال خطابه في المؤتمر التأسيسي، دعا المجتمع الإقليمي والدولي لممارسة الضغوط لجلب الجيش والدعم السريع إلى طاولة المفاوضات، محذرًا من تفكك البلاد بسبب صعود خطاب الكراهية والانقسامات الإثنية.
فيما يرى عبد الوهاب محمد الشاب الذي عمل ضمن لجان المقاومة جنوب العاصمة الخرطوم في حديث لـ"الترا سودان"، أن ذات القوى المدنية التي تشارك في مؤتمر "تقدم" في أديس أبابا، فوتت فرص المصالحة وتكوين سلطة مدنية كاملة بالتزامن مع اعتصام القيادة العامة، منذ 11 نيسان/أبريل 2019.
وتابع: "كانت الفرصة سانحة لعدم العودة إلى الوراء، لكن الذي حدث يعتبر عدم مسؤولية من المدنيين وعدم مواجهتهم للعسكريين بحزم".
ويقول عبد الوهاب محمد إن السودان في طريقه إلى الهاوية بسبب أطماع العسكريين في السلطة، وحمل قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان مسؤولية هذه الحقبة التاريخية التي وصفها بـ"الحرجة"، وقال إن الاحتجاجات لفترة عامين قرب القصر الجمهوري التي كانت تطالب بحل الدعم السريع تحت هتافات "الجنجويد" يتحل، تم قمعها بضراوة وكأن المتظاهرين أعداء لا شبان قاموا بثورة الشعبية.
خلال الاحتجاجات التي كانت تنطلق في مدن الخرطوم الثلاث قبيل فترة الحرب لمناهضة الانقلاب العسكري، قالت لجنة أطباء السودان إن نحو (180) قتلوا برصاص قوى الأمن قرب القصر، وفي مدن أم درمان والخرطوم بحري والخرطوم، وهم شبان وفتيات كانوا يطالبون بحل الدعم السريع وانصراف الجيش إلى مهامه الدفاعية لا المشاركة في السلطة.
ويقول مجاهد أحمد وهو باحث في مجال الديمقراطية والسلام لـ"الترا سودان" إن الانقسام الواسع بين المدنيين وتنسيقيات لجان المقاومة، لا يمكن أن يتلاشى كون المسافة بينهما شاسعة جدًا فيما يتعلق بقناعات كل طرف.
ويرى أحمد أن الحرب زادت من الانقسام مع وجود خطابات كراهية الناتج عن توسع الانقسام خلال الحرب بين الجيش والدعم السريع، مشيرًا إلى أن المدنيين درجوا على عدم تقديم تنازلات في القضايا التي تخص الشأن العام، ويتجنبون الحوارات المباشرة.
الانتهاكات التي قامت بها قوات الدعم السريع خلال الحرب في الجنينة والجزيرة والخرطوم وكردفان، انعكست على تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، خلال المؤتمر العام المنعقد في أديس أبابا
ويوضح أحمد أن الانتهاكات التي قامت بها قوات الدعم السريع خلال الحرب في الجنينة والجزيرة والخرطوم وكردفان، انعكست على تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، خلال المؤتمر العام المنعقد في أديس أبابا، ولفت إلى أن الأنظار موجهة الآن إذا ما كانت هناك إدانة ستصدر بحق الدعم السريع أو الذهاب إلى أبعد من ذلك بالانتقال إلى مرحلة القطيعة.
وأردف: "من الصعب حدوث هذا الأمر داخل تقدم التي تدير كتلة سياسية واسعة وفق تباينات مختلفة، وهنا يتحاشى الجميع حدوث انشقاق يؤثر على تماسك التحالف".
تُنهي "تقدم" مؤتمرها خلال يومين في ظل هجوم عنيف من بعض الأطراف السياسية وبعض تنسيقيات لجان المقاومة، بينما يبحث هذا التحالف عن إمكانية تحقيق اختراق بإعادة الجيش والدعم السريع إلى منبر جدة ووقف الحرب فهل ينجح في ذلك في ظل موجة من الانتقادات؟
الكلمات المفتاحية

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة
يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي
اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر
وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.