سياسة

تفاصيل الوقفة التضامنية المطالبة بعرفة مصير "فيصل"

22 September 2020
1 - Copy.jpg
جانب من الوقفة التضامنية (الترا سودان)
مروة التجاني
مروة التجانيكاتبة وصحفية من السودان

لا تزال أصداء قضية تعذيب وقتل كادر حركة جيش تحرير السودان، فيصل آدم علي، تشغل الرأي العام بأسئلتها؛ أين فيصل؟ هل فعلًا قتل؟ هل يقبع في أحد معتقلات الحركة؟ والصمت هو الإجابة الوحيدة على كل هذه التساؤلات حتى الآن.

نظم ناشطون وقفة تضامنية أمام مكتب النائب العام للكشف عن مصير كادر حركة جيش تحرير السودان

"الترا سودان" رصد جوانب من الوقفة التضامنية التي نظمها ناشطون أمام مبنى النائب العام، مطالبين بالكشف عن مصيره، فيما طالب آخرون بتدخل إقليمي ودولي لتقصي الحقائق، بين هذا وذاك يكشف التقرير جانب من الحقيقة عبر إفادات مهتمين بالقضية.

مسرح الحرب

وأكد الناشط الحقوقي، أبوهريرة عبدالرحمن، أن ملف انتهاكات حقوق الإنسان لم يكن حصريًا على مناطق سيطرة النظام البائد، وأن هناك فاعلون في المشهد السياسي والعسكري في مناطق دارفور، جبال النوبة، والنيل الأزرق، تطالهم ادعاءات بممارسة انتهاكات في تلك المناطق. وتابع حديثه قائلًا،أن هذه الملفات يجب أن تفتح دون حصانة لأحد من أجل كشف الحقيقة للشعب السوداني، ومساءلة من ارتكب الجرائم وتحديد الضالعين فيها، ولا يمكن الوصول لسلام شامل بمعزل عن معرفة كل الحقيقة.

اقرأ/ي أيضًا: الناطق الرسمي باسم الحكومة: موقفنا ثابت ولم نفوض أحدًا للتطبيع

وأردف أبوهريرة، أن هذه الادعاءات موثقة من قبل جهات دولية ومحلية تفيد بضلوع حركات الكفاح المسلح بتجنيد الأطفال، وشاهدنا في مسرح الحرب وجودهم، وهو ما يتناقض مع القانون الدولي الإنساني، إضافةً إلى جرائم التعذيب والإخفاء القسري سواء لمواطنين في مناطق الحركات أو لافراد يتبعون لها، وملف الأسرى.  

نظم ناشطون وقفة تضامنية أمام مكتب النائب العام
نظم ناشطون وقفة تضامنية أمام مكتب النائب العام

ومضى بالقول إنهم كناشطين لا يستطيعون دون شواهد مادية محددة ادعاء من ارتكب هذه الجرائم، لكن، بالتعاون مع الأطراف كافة، يمكن الوصول للحقيقة، مع توافر الأدلة وإفادات الناجين من الحرب، يمكن تحقيق ذلك. وأضاف: "الحركات تنادي بالحرية والدولة المدنية وسيادة حكم القانون، لذلك نتوقع استجابة سريعة من القيادات للتحقيق في قضايا انتهاكات حقوق الإنسان".

الكشف عن مصير فيصل

ونظم ناشطون وقفة تضامنية نهار الإثنين، أمام مكتب النائب العام، مطالبين بالكشف عن مصير فيصل ورفاقه، وذلك على خلفية انتشار تسجيلات صوتية تكشف التعذيب الذي تعرض له الأخير، ودعوا لوقف جرائم الحرب. 

وحول أهم المطالب التي احتوت عليها المذكرة، يحدثنا الناشط الحقوقي محمد صالح قائلاً: "إن الوقفة جاءت للتضامن مع فيصل وجميع المفقودين في مناطق النزاع، والتنديد بالممارسات التي تنتهك حقوق الإنسان مثل التعذيب والخطف والقتل خارج نطاق القانون". 

تأتي الوقفة للتنديد بالممارسات التي تنتهك حقوق الإنسان
"تأتي الوقفة للتنديد بالممارسات التي تنتهك حقوق الإنسان"

وأضاف محمد صالح، أن النائب العام معني بالقضية لأن الجريمة وقعت في أراضٍ سودانية، والضحايا والجلادون يحملون الجنسية السودانية، ويمكن للنائب العام مخاطبة الإنتربول والشرطة الدولية لإلقاء القبض على المقيمين خارج البلاد للتحقيق في ملابسات القضية. وأكد محمد صالح لـ"ألترا سودان"، مخاطبتهم في الأيام القادمة للسفارة الفرنسية ووزارة العدل ومفوضية العون الإنساني، مطالبين بتحقيق العدالة.

وحاول صالح وآخرين، الاتصال مع قائد حركة تحرير السودان عبدالواحد محمد نور، ولم يرد عليهم، واكتفى فقط بمخاطبة مجموعة لخريجي جامعة الخرطوم في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تحدث بشكلٍ عام متجنبًا الخوض في الإجابة عن مصير فيصل، ومضى مهاجمًا إعلان جوبا، دون التطرق للسؤال الذي لا يزال يشغل الرأي العام السوداني: أين فيصل؟

مآلات القضية

من جانبه، لا يتوقع الناشط السياسي منتصر إبراهيم، أن يكون للقضية أثرها على حركة جيش تحرير السودان في المدى القريب، نظرًا للاعتبارات الدولية المتعلقة بمنظمات حقوق الإنسان ومناهضة الانتهاكات، كونها لم تولي القضية اهتمامًا كافيًا ولم تسع للضغط على الحركة، خاصةً وأنها ليست القضية الأولى من هذا النوع.

حاول بعض الناشطين الاتصال برئيس الحركة لكن لم يرد عليهم
"حاول بعض الناشطين الاتصال برئيس الحركة لكن لم يرد عليهم"

وأشار إبراهيم، إلى وجود تقارير موثقة تفيد بوجود سجون تتبع للحركة وتصفيات جسدية في جنوب السودان، كما أن الأطراف الفاعلة في قضية السلام، في تواصلها مع حركات الكفاح المسلح، لا تولي هذا الجانب أهمية. إلى جانب ذلك، توقع إبراهيم أن تسير المآلات الخطيرة على الصعيد الداخلي بالحركة في جانب المزيد من الانشقاقات، والمزيد من الضحايا، وربما نشهد سقوط ضحايا من صفوفها بشكلٍ مماثل لتجربة فيصل.

ماذا قالت عائلة فيصل؟

يعود أبوهريرة قائلاً لـ"الترا سودان"، إنه بالنظر لطبيعة الحركات، سيصعب على النائب العام إجراء تحقيق مستقل، وذلك لعدم تمتعه بسلطة كاملة في مناطق الحركة. ودعا أبوهريرة، لاستخدام الولاية الدولية لإجراء التحقيق، ويمتد التحقيق الدولي والإفريقي والبعثات الدولية في التقصي عن انتهاكات حقوق الإنسان.

"طرحت قضية فيصل سؤال الانتهاكات في مناطق سيطرة الحركات المسلحة"
"طرحت قضية فيصل سؤال الانتهاكات في مناطق سيطرة الحركات المسلحة"

وأضاف أبوهريرة: "من دون معرفة ما الذي حدث وتحديد المسؤولين عن الجرائم وتقديمهم لمحاكمات عادلة، لا يمكن بناء دولة عادلة وتحقيق السلام لشعوب السودان".

اقرأ/ي أيضًا: جنوب السودان.. أزمة اقتصادية وتغييرات شكلية

أما ابن أخ الضحية فيصل، أيمن صلاح الدين، فأفاد في حديثٍ هاتفي مع "الترا سودان"، أن الاتصالات مع فيصل ظلت مقطوعة طيلة أربعة أشهر، لكن، رآه أحد الأقارب في السجن بعد ظهور التسجيلات الصوتية. ورفض صلاح الدين تقديم شكوى إلى النائب العام، متحججًا بعدم وجود مصادر موثوقة لما حدث. وأضاف: "نريد معرفة من القائم خلف الوقفة التضامنية؟ أو من يعمل باسمه ضد حركة تحرير السودان؟".

الحركة لها ملف حافل بانتهاكات حقوق الإنسان في مناطق سيطرتها

الجدير بالذكر أن الحركة لها ملف حافل بانتهاكات لحقوق الانسان، آخرها ما كشفت عنه يوناميد في حزيران/يونيو الماضي، عن نزوح آلاف المواطنين بولاية وسط دارفور، بعد تعرضهم لخطر القتل والاغتصاب جراء قتال اندلع بين فصيلين من حركة جيش تحرير السودان برئاسة عبدالواحد نور. كما يتهمها البعض بملاحقة الضحايا وذويهم في مناطق سيطرة الحركة.

اقرأ/ي أيضًا

الشهيد عثمان محمد قسم السيد.. طالب وعامل يومية وحارس للمتاريس

جولة لـ"الترا سودان" في الصيدليات تكشف عن ندرة في أهم الأدوية

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert