سياسة

تصعيد في الخرطوم في الذكرى الثانية لفض الاعتصام

11 مايو 2021
184800128_541645483886842_2859651135173005547_n.jpg
أغلق محتجون مجموعة من الشوارع الرئيسية بالعاصمة الخرطوم (فيسبوك)
محمد حلفاويصحفي سوداني

أغلق محتجون شوارع رئيسية في العاصمة الخرطوم اليوم الثلاثاء في الذكرى الثانية لفض اعتصام القيادة العامة، وبدأ المتظاهرون أكثر تصميمًا للمطالبة بتنفيذ العدالة بحق مرتكبي المذبحة.

وفي الثالث من حزيران/يونيو 2019 الموافق 29 رمضان، نفذت قوات عسكرية مدججة بالسلاح، مجزرة أمام القيادة العامة للجيش بالعاصمة الخرطوم، وداهمت مقرات الاعتصام المدني الذي كان يطالب بنقل السلطة إلى المدنيين.

التصعيد مدفوع بغياب العدالة إلى جانب السخط الشعبي من سوء أداء الحكومة الانتقالية

وأضرم محتجون النار على الإطارات القديمة واغلقوا بعض الشوارع في حي امبدة غربي العاصمة، وذكر عصام أحمد عضو المقاومة بمحلية كرري في تصريح لـ"الترا سودان"، أن التصعيد الثوري نتيجة رفض الجيش السماح لعائلات الشهداء بتنظيم الإفطار اليوم الثلاثاء أمام القيادة العامة للجيش، رغم أن منظمة أسر الشهداء خاطبت جميع الجهات وتعهدت بالالتزام بالتدابير المطلوبة.

اقرأ/ي أيضًَا: دبلوماسي: السودان طلب من رئيس الكونغو تغيير استراتيجية التفاوض بشأن سد النهضة

ولم تكن مناطق شرق العاصمة أقل حدة من غربها في الاحتجاجات، وأشعل محتجون النار على الإطارات واغلقوا شارع الستين في بعض النقاط، ورفعوا لافتات تطالب بالقصاص من مرتكبي مذبحة القيادة العامة.

وقالت دلال الصادق عضو مقاومة شرق العاصمة وهي تشير بيديها نحو صور الشهداء لـ"الترا سودان": "لن نتركهم. إما أن ننتزع حقوقهم أو نموت من أجلهم، لكن هذا الوضع لن يستمر".

وشنت الصادق هجومًا لاذعًا على مؤسسات العدالة في البلاد، وقالت إنها عجزت في تحقيق العدالة، إلى جانب ضعف الحكومة الانتقالية في مكافحة القوى المضادة للثورة على حد تعبيرها.

وأضافت: "بدلًا من أن نرى العدالة نشاهد عناصر النظام البائد تقيم الإفطارات في شوارع العاصمة في تحدٍ غير مسبوق ومهين لأسر الشهداء".

وفي حي الشجرة جنوب العاصمة، وضع متظاهرون كتل صخرية على شارع رئيسي منذ وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء، وقال شهود عيان إن حركة المرور غيرت مسارها إلى داخل الأحياء.

وتتزامن الإحتجاجات مع انشغال الحكومة الانتقالية بالتحضير لمؤتمر باريس منتصف هذا الشهر، وحتى الآن لم يصدر تعليق في الذكرى الثانية لمذبحة القيادة العامة من مؤسسات السلطة الانتقالية.

وزاد السخط الشعبي من الضائقة المعيشية وسوء الخدمات من رقعة الاحتجاجات على السلطة الانتقالية، وترتفع أصوات تطالب بتنحي الشق المدني والعسكري عن الحكم بعد عامين من تشكيل المؤسسات.

ويرى المحلل السياسي بشير مكين في تصريح لـ"الترا سودان"، أن الوضع الراهن لا يحرز أي تقدم سياسي أو اقتصادي أو على صعيد العدالة، بالتالي هذه الاحتجاجات مدفوعة بعدة أسباب موضوعية والسلطة الانتقالية في ورطة، وأحيانًا تصم آذانها وأحيانًا تقدم الجزرة على طريقة الوعود لإسكات الشارع الملتهب والساخط.

وتقول اللجنة الوطنية للتحقيق في فض اعتصام القيادة العامة برئاسة المحامي نبيل أديب، إنها تحاول جمع الأدلة لتمليك الرأي العام نتائج التحقيقات التي تستمر منذ نهاية العام 2019.

والأسبوع الماضي أعلن أديب أنه غير معني بالمآلات السياسية التي قد تنتج عن نتائج تحقيقات فض اعتصام القيادة العامة، لأن اللجنة ستسلم التقرير إلى المحكمة.

اقرأ/ي أيضًا: المبعوث الأمريكي للسودان وجنوب السودان يزور جوبا

ويعتقد الباحث في منظمة "هيومن رايتس ووتش" أحمد عثمان في تصريح لـ"الترا سودان"، أن أسر شهداء فض الاعتصام وجموع المتظاهرين ينتظرون العدالة بشكل عام.

باحث: لجنة أديب إذا كانت تواجه عقبات عليها توضيح ذلك للرأي العام 

وأضاف عثمان: "بما نشاهده من تأخر وبطء في مسار العدالة بشكل عام وغياب الإرادة السياسية الواضحة في جعل المحاسبة أولوية للفترة الانتقالية، كل هذا يرسم صورة مثيرة للقلق حتمًا".

وأردف: "إذا كانت اللجنة تواجه عقبات سواء سياسية أو تقنية؛ فمن المهم أن توضحها اللجنة وتطلب المساعدة، ومن الضروري أيضًا إدراك أن ما تم في الثالث من حزيران/ يونيو 2019 يرقى لجرائم ضد الإنسانية، بما يعني أن المحاسبة يجب أن تشمل ليس فقط من نفذ بل كل القادة المسؤولين من هذه الجرائم"، على حد قوله.

اقرأ/ي أيضًا

ارتفاع كبير في أسعار تذاكر الباصات السفرية للولايات

عضو بالمجلس المركزي: جهود مكثفة لإنهاء أزمة تشكيل التشريعي قريبًا

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert