سياسة

تحركات للاتحاد الأوروبي لوقف الهجرة غير النظامية من السودان

14 مارس 2024
العرب- هجرة.jpg
(أرشيفية)
محمد حلفاويصحفي سوداني

يعبر مسؤولون في الاتحاد الأوروبي عن قلقهم من الحدود بين السودان ومصر، وتدفق اللاجئين الفارين من القتال الدائر في بلدهم، إلى جانب الحدود مع ليبيا والسودان؛ هذه العوامل ستدفع المسؤولين في بروكسل للتوجه إلى القاهرة لعقد مباحثات مع السلطات المصرية، وتقديم مساعدات اقتصادية قيمتها ثمانية مليارات دولار.

باحث: إذا كان الاتحاد الأوروبي قلقًا بشأن حدوده يتعين عليه العمل على وقف الحرب في السودان من خلال الأدوات الدبلوماسية الفعالة 

ووفقًا لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، في تقريرها الأربعاء، حول اتفاق التدفقات النقدية المزمعة من قبل الاتحاد الأوروبي، فإن هناك حزمة مساعدات مزمعة، تقدر بأكثر من ثمانية مليارات دولار لمساعدة الاقتصاد المصري، وسط مخاوف من أن تؤدي الصراعات في السودان إلى تفاقم المشاكل المالية في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، وإثارة المزيد من الهجرة غير النظامية إلى أوروبا.

وطبقًا لمسؤول أوروبي مشارك في المحادثات، فإن الأوروبيين "قلقون بشأن الحدود بين السودان ومصر حيث يدخل السودانيون البلاد، والحدود بين مصر وليبيا، حيث يغادرون".

وقال المسؤول الأوروبي: "عندما يتعلق الأمر باللاجئين من أجزاء أخرى من العالم، خلاف أوكرانيا، فإن المسؤولين الأوروبيين يتجاهلون الانتهاكات ويوالون شراكاتهم مع الحكومات القمعية".

فشل السياسات 

باحثة في قسم شؤون اللاجئين والمهاجرين في هيومن رايتس ووتش، لورين سيبرت،  دعت في مقال بعنوان (وفيات اللاجئين السودانيين في عرض البحر تسلط الضوء على فشل سياسات الاتحاد الأوروبي)، لإعطاء الأولوية لعمليات البحث والإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط عوضًا عن ما سمته "التوجه المفلس أخلاقيًا وقصير النظر"، المتمثل في قيام الاتحاد الأوروبي بتمويل حكومات شمال أفريقيا لتعزيز السيطرة وكبح تدفقات المهاجرين.

وناشدت لورين الاتحاد الأوروبي ليتولى زمام المبادرة في توفير الممر الآمن للخروج من السودان وغيره من مناطق الصراع.

ودفعت الحرب نحو نصف مليون سوداني إلى اللجوء في مصر خلال (11) شهرًا من القتال بين الجيش والدعم السريع، إلى جانب مليوني سوداني يقيمون في مصر قبل الصراع المسلح.

ويخشى الاتحاد الأوروبي من أن يؤدي الصراع المسلح في السودان إلى تدفقات اللاجئين السودانيين على أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط انطلاقًا من ليبيا ومصر، ولذلك قرر مسؤولون في بروسكل التوجه إلى القاهرة لمنع هذه المخاوف.

حلول فاترة 

وتقول نهال أحمد، الباحثة في قضايا الهجرة، إن الاتحاد الأوروبي بدلًا من العمل على حل جذور الأزمة من خلال إسكات البنادق في السودان، اتجه نحو حلول "فاترة وسهلة" ظنًا منه أن مصر قد تتمكن من الإبقاء على اللاجئين السودانيين على أراضيها من خلال الإجراءات الأمنية لحراسة المياه الاقليمية.

وترى نهال أحمد في حديث لـ"الترا سودان"، إن إجراءات الاتحاد الأوروبي بمساعدة بعض الدول للإبقاء على اللاجئين في نطاقها لن تكون ناجعة، ومن يودون الذهاب إلى أوروبا يفعلون ذلك غض النظر عن المخاطر.

وتفرض مصر رسوم الإقامة على السودانيين الذين وصلوا إلى أراضيها بطرق غير نظامية، وبلغت هذه الرسوم حوالي ألف دولار، وذلك في حال عدم الحصول على بطاقة اللجوء من مكتب مفوضية اللاجئين التابع إلى الأمم المتحدة.

يغادر آلاف السودانيين إلى مصر بطريقة غير نظامية نتيجة لتضييق السلطات المصرية على الهجرة النظامية

وقال سودانيون دخلوا إلى الأراضي المصرية بطرق "غير نظامية"  كما تصفهم السلطات، إن الهيئات الحكومية المسؤولة عن توفيق أوضاع اللاجئين تشترط دفع ألف دولار لتوفيق أوضاعهم، أو انتظار إجراءات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي تواجه مكاتبها ضغطًا كبيرًا من طالبي اللجوء خاصة من السودان، ويستغرق الحصول على بطاقة اللجوء عدة أشهر.

حراسة الصحراء

وفي الأشهر الأخيرة جراء فرض قيود صارمة على منح التأشيرة للسودانيين في المعبر الحدودي شمال البلاد بمدينة وادي حلفا، ومدينة بورتسودان شرق البلاد، اضطر آلاف السودانيين للوصول إلى مصر عن طريق الاستعانة بالشاحنات التي تنقل المسافرين عبر طرق صحراوية، وصولًا إلى المناطق الحدودية في مصر، وهناك يتوجه طالبوا اللجوء إلى المفوضية التابعة للأمم المتحدة لتقديم الطلب وتوفيق الوضع القانوني.

ويقول محمد عثمان الباحث السابق في منظمة هيومن رايتس ووتش، لـ"الترا سودان"ن إن الاتحاد الأوروبي اختار الطريق الخطأ لمنع تدفقات اللاجئين إلى أوروبا، وربما لاعتقاده أن هذا العبء كان يقع على قوات الدعم السريع التي عقدت صفقة سرية مع المسؤولين في بروكسل لـ"حراسة الصحراء" أمام اللاجئين السودانيين والأفارقة، ومنعهم من الذهاب إلى أوروبا. لدرجة أن هذه القوات كانت تقوم بوضع الشبان والفتيات على شاحنات عسكرية وتقوم بنشر مقاطع فيديو وهي تتباهى بذلك.

وتابع: "لا يكترث الاتحاد الأوروبي لأي شيء من هذا القبيل، هو فقط قلق لتأمين حدوده من المهاجرين غير النظاميين. لكن يتعين عليه منع الصراعات في السودان من خلال الأدوات الدبلوماسية لا الخيارات الأمنية".

محمد عثمان: تأثير الاتحاد الأوروبي على حرب السودان بشكل إيجابي يكاد يكون منعدمًا تمامًا

ويرى عثمان أن تأثير الاتحاد الأوروبي على حرب السودان بشكل إيجابي يكاد يكون منعدمًا تمامًا، والسؤال الذي يطرح نفسه: "إلى متى سيعمل الاتحاد الأوروبي وفق سياسات كبح الحدود؟".

يستدرك عثمان بالقول: "على بروكسل أن تعيد النظر في سياسات غلق الأبواب أمام المهاجرين. عليها أن تذهب هناك إلى هذه البلدان الوالغة في الصراعات والفقر وتسألهم: ماذا يريدون؟ ستسمع الكثير هناك".

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert