سياسة

بيان الديوم الشرقية يشعل المعركة بين الأحزاب ولجان المقاومة

26 يوليو 2022
42cf9f7c-0da1-464a-a2c5-06024cb294cb.jpg
احتجاجات رافضة للحكم العسكري في السودان
الزين عثمان
الزين عثمان السودان

أشعل بيان صادر عن تنسيقية لجان مقاومة الديوم الشرقية المعركة بين القوى الحزبية ولجان المقاومة، وأعاد طرح السؤال حول من يمتلك القدرة على قيادة الشارع ضد الانقلاب؟

وكانت قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) قد أعلنت عن "محطة باشدار" بالديوم الشرقية وجهةً لمواكب "السودان الوطن الواحد" المقررة اليوم الثلاثاء 26 تموز/ يوليو الجاري. فيما قال بيانٌ للجنة العمل الجماهيري بالحرية والتغيير إن "مواكب السودان الوطن الواحد" تنطلق من نقاطٍ عِدة تنتهي جميعها في "محطة باشدار"، مضيفًا: "لنشهر سلاح الهتاف الذي لا ينبو في وجه خطاب الكراهية والتفريق العنصري ومخططات تفتيت السودان".

يمضي مراقبون في تفسيرهم للمعركة التي تدور الآن بأنها معركة بين قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) والحزب الشيوعي السوداني

وفي وقت متأخر من مساء الاثنين أصدرت تنسيقية لجان مقاومة الديوم الشرقية بيانًا أعلنت فيه عن رفضها المشاركة في الموكب وذهبت فيه إلى حصر إقامة المنصات الإعلامية والجماهيرية في "باشدار" على لجان المقاومة.

وقالت تنسيقية الديوم الشرقية في البيان الذي اطلع عليه "الترا سودان": "لن نسير خلف الحرية والتغيير في أيّ من دعواتها". وأوضحت أنها تنأى بنفسها عن الصراعات السياسية والتكتلات الحزبية، لافتةً إلى أن شوارع الثورة ليست ميدانًا للمعارك السياسية والتكتلات الحزبية، ومعلنةً عن رفضها إقامة أيّ حزب لمنصة جماهيرية في محطة "باشدار" لكونها منطقة خاصة بلجان المقاومة.

وتخرج لجان المقاومة منذ قرارات 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في احتجاجات منتظمة تطالب بإبعاد الجيش عن السلطة بعد أن سيطر على الحكم عبر انقلاب عسكري مبعدًا المدنيين الذين قاسموه السلطة.

وتتهم اللجان القوى السياسية وائتلاف الحرية والتغيير بالتخلي عن الشعارات الرئيسية للثوار بعد قبوله التفاوض مع المكون العسكري رغم رفض المحتجين للمفاوضات والشراكة مع العسكر من خلال تبنيهم لشعار "اللاءات الثلاثة".

وتشهد جبهة مقاومة الحكم العسكري في السودان تصدعًا بين مكوناته بسبب اختلاف الرؤى فيما بينها خاصةً فيما يتعلق بالتعامل مع المكون العسكري، وهو التصدع الذي تم التعبير عنه من خلال المعركة بين دعاة "التغيير الجذري" ومن يسعون إلى تحقيق ما اصطلح على تسميته بـ"الهبوط الناعم".

https://t.me/ultrasudan

فيما يمضي مراقبون في تفسيرهم للمعركة التي تدور الآن بأنها معركة بين قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) والحزب الشيوعي السوداني الذي يتبنى منذ أن غادر التحالف الذي ساهم في إسقاط سلطة البشير - يتبنى مواقف مناوئة لرفاق الأمس حد المطالبة بإسقاط الحكومة الانتقالية تحت مبررات أنها عجزت عن تحقيق أهداف ثورة ديسمبر، معتبرًا اللجنة الأمنية لنظام البشير ودعاة التسوية والهبوط الناعم "أعداء الثورة الذين يجب مواجهتهم".

يوم الأحد أعلن الحزب الشيوعي عن تشكيل ائتلاف "التغيير الجذري" الذي ضم أكثر من (10) أجسام مهنية وفئوية، بينها اتحاد مزارعي الجزيرة ومفصولو الشرطة والاتحاد النسائي، بالإضافة إلى أسر الشهداء وأحد فصيلي تجمع المهنيين السودانيين.

وأكد السكرتير السياسي للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب، في المؤتمر الصحفي، رفض المشاركة في أيّ عملية سياسية تبقي على العسكر في المشهد السياسي، ونادى بالتغيير وإقامة دولة مدنية "كاملة" مع عودة الجيش إلى ثكناته وحل قوات الدعم السريع. وسبق أن رد الحزب الشيوعي على مبادرة توحيد قوى الثورة بقوله "إنه مستعد للجلوس مع القوى المناهضة للانقلاب كأحزاب وليس تحالفات".

ويتم تداول اتهامات تشير إلى تورط قوى سياسية في تقسيم الشارع ومحاولات اختطاف لجان المقاومة التي تنظم الحراك الاحتجاجي المستمر منذ نحو (10) أشهر. وينظر إلى بيان تنسيقية الديوم الشرقية على أنه يأتي في سياق هذه المعركة، مع أنّ ذات اللجنة سبق أن خاضت معركة قبل مدة ضد الحزب الشيوعي، واتهمت كوادر محسوبة عليه في التسبب في فض اعتصام مستشفى الجودة في وقت سابق.

وانتقد كثيرون بيان لجان مقاومة الديوم الشرقية لجهة أنه يخالف قيم الحرية التي نادت بها ثورة ديسمبر ويسعى لاحتكار المنصات والحجر على الآخرين. بينما استهجن القيادي في حكومة الظل وائل عمر عابدين في منشور على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي رغبة الأحزاب في تنظيم مظاهرات، فيما ترغب لجان المقاومة في ممارسة السياسة، ورغبة العساكر في الحكم، فيما يرغب المدنيون في الاشتباك، واصفًا المشهد بأنه "انحلال مفاهيمي كامل".

ويحذر ناشطون سياسيون من مغبة إعادة نفس الأخطاء السابقة بقيادة لجان المقاومة نحو ذات مصير تجمع المهنيين السودانيين، وهي الخطوة التي ستستفيد منها وبأكبر قدر القوى المناهضة للثورة التي نجحت حتى الآن في تحقيق رغبتها في تفتيت قوى الثورة من الداخل.

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert