بوساطة سودانية.. اتفاق ينهي أزمة سلام جنوب السودان
4 أبريل 2022
وقعت أمس الحكومة الجنوب-سودانية، مع المعارضة المسلحة الموقعة على اتفاقية السلام المنشطة، اتفاقًا لهيكلة القيادة العليا للقوات النظامية بالبلاد، وذلك ضمن ملف الترتيبات الأمنية الذي كان متعثرًا في اتفاق سلام جنوب السودان، والذي شهد تصعيدًا كبيرًا الأسبوع الماضي بين الحكومة والمعارضة بقيادة مشار، ما دفع زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، رياك مشار، لطلب التدخل من الوساطة الإقليمية وبالأخص السودان، ضامن سلام جنوب السودان.
وكان وفد سوداني بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو، يرافقه وزير الدفاع يس إبراهيم، وعدد من المسؤولين السودانيين، قد أقلع إلى جوبا مطلع الشهر الجاري، وذلك للوقوف على سير تنفيذ اتفاقية السلام المنشطة لجمهورية جنوب السودان، بوصف السودان ضامنًا ومراقبًا لتنفيذ الاتفاقية التي تم توقيعها في العام 2018 بحضور الرئيس المعزول عمر البشير.
اللجنة العليا لتنفيذ الاتفاقية: جهود الوساطة نجحت في التوصل إلى توافق تام بين الأطراف حول مقترح السودان لتوحيد القيادة العليا للقوات
وقالت اللجنة العليا لتنفيذ اتفاقية السلام المنشطة لجنوب السودان في بيان لها على خلفية التوقيع على الاتفاق، إن جهود الوساطة والمباحثات المكثفة التي قادها دقلو نجحت في "التوصل إلى توافق تام بين الأطراف حول مقترح السودان لتوحيد القيادة العليا للقوات"، على حد تعبيره.
يذكر أن رئيس جمهورية جنوب السودان كان قد أصدر قرارًا في التاسع والعشرين من آذار/مارس المنصرم، بتوحيد قيادة القوات المشتركة بشكل أحادي، الأمر الذي رفضه زعيم المعارضة نائب الرئيس رياك مشار، واصفًا القرار بأنه خرق لوساطة السودان الجارية بخصوص الترتيبات الأمنية، مطالبًا الحكومة السودانية بالتدخل، بوصفه ضامن الاتفاق.

وثمّن السودان بحسب بيان لجنة تنفيذ الاتفاق "الحكمة والتجرد وروح القيادة التي تحلى بها الفريق أول سلفاكير ميارديت ـ رئيس جمهورية جنوب السودان، ونائبه الأول د. رياك مشار، ونائب الرئيس حسين عبد الباقي"، شاكرًا إياهم على انحيازهم لمصلحة شعب جنوب السودان.
ووقع على الاتفاق مع الحكومة الجنوب-سودانية أمس بالقصر الرئاسي في العاصمة جوبا، فصيل المعارضة المسلح بقيادة رياك مشار وفصيل نائب الرئيس حسين عبدالباقي إلى جانب التوقيع على خارطة طريق.
وشهد مراسم التوقيع رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائب رئيس مجلس السيادة رئيس اللجنة العليا لمتابعة تنفيذ اتفاقية السلام المنشطة لجنوب السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو، إلى جانب حضور النائب الأول لجمهورية جنوب السودان دكتور رياك مشار ونائب الرئيس حسين عبد الباقي، فضلًا عن حضور عدد من الوزراء والقيادات العسكرية من الأطراف الموقعة.

وقال وزير الدفاع المكلف الفريق الركن يس إبراهيم في تصريحات عقب التوقيع، إن الأطراف توافقت على مقترح قدمه السودان منذ آب/أغسطس الماضي، وجرى حوله نقاش طويل، مشيرًا إلى أن المقترح السوداني الذي تم التوقيع عليه، تضمن خارطة طريق ومصفوفة زمنية للتنفيذ، بحسب ما نقلت وكالة السودان للأنباء.
من جانبه وصف وزير المعادن الموقع عن الحركة الشعبية بالمعارضة مارتن أبوجا في تصريحات للصحفيين -وصف الاتفاق بالخطوة المهمة التي من شأنها تحقيق السلام والاستقرار للبلاد، ومضى بالقول: "بعد اليوم لن تكون هناك حرب أو عدم استقرار"، على حد قوله.
اقرأ/ي أيضًا: الصراع في جنوب دارفور.. فشل المصالحات الحكومية وإمكانية استمرار الاقتتال القبلي
كما تقدم ممثل "مجموعة سوا" خالد بطرس، بالشكر للسودان حكومة وشعبًا، مشيرًا إلى أن الاتفاق جنب البلاد حالة الانسداد السياسي وسوء التفاهم، ووضعها على الطريق الصحيح.
كانت لجنة أممية قد حذرت من أن دولة جنوب السودان تمر بلحظة حرجة وذلك على خلفية التوترات بين المجموعات المسلحة والحكومة
يذكر أن لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان، كانت قد أصدرت تقريرًا الشهر الماضي، قالت فيه إن دولة جنوب السودان تمر بـ"لحظة حرجة"، حيث لم يتم بعد تنفيذ اتفاق السلام المنشط، فيما "قد تقود الانتخابات المخطط لها البلاد إلى موجة عنف كبيرة"، مشيرة إلى أنه لم يتم إكمال تنفيذ بنود اتفاق السلام إلى حد كبيرة، وحذرت الأمم المتحدة في شباط/فبراير الماضي من "خطر حقيقي بالعودة إلى الصراع" في البلاد.
وكان مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة قد مدد الشهر الماضي، تفويض قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان، والتي يبلغ قوامها (19) ألف جندي، لمدة عام، مطالبًا بإنهاء فوري للقتال وإجراء حوار سياسي للمضي قدمًا في خطة لمنع العودة للحرب الأهلية في الدولة الأحدث في العالم.
اقرأ/ي أيضًا
العربي الجديد: الإمارات أقنعت البرهان بدعم وساطتها في أزمة سد النهضة
مسؤولة أممية: الانقلاب يغرق البلاد في أزمة عميقة والإصلاح يتآكل الآن
الكلمات المفتاحية

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة
يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي
اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر
وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.