بعد أربعاء دامٍ.. المحتجون يتعهدون بمواصلة التظاهر رفضًا للانقلاب
18 نوفمبر 2021
ألتراسودان- فريق التحرير
رغم عزل السودانيين عن سائر الاتصالات بحظر المكالمات الهاتفية علاوة على إيقاف شبكة الانترنت منذ 20 يومًا تظاهر السودانيون في شوارع العاصمة والمدن الأربعاء استجابة لمليونية 17 تشرين الثاني/نوفمبر فيما استبقت قوات الشرطة الشوارع الرئيسية لمنع المحتجين من الوصول إلى النقاط المعلنة. لكن هذه الإجراءات التي وُصفت بالقمع المفرط لم تمنع المتظاهرين السلميين من التدفق إلى الشوارع الرئيسية.
إجراءات القوات الأمنية التي وُصفت بالقمع المفرط لم تمنع المتظاهريين السلميين من التدفق إلى الشوارع الرئيسية احتجاجًا على الانقلاب
وانتشرت قوات الشرطة في وقت مبكر من الصباح في الشوارع الرئيسية بمدن العاصمة فيما جرى إغلاق الجسور الرئيسية بين مدن العاصمة الثلاثة وتزامنت هذه الإجراءات مع تعطيل شبكة المحادثات الهاتفية منذ العاشرة صباحًا بالتوقيت المحلي.
الساعة العاشرة.. ساعة الصفر
هدفت الإجراءات الأمنية التي وصفها تجمع المهنيين بالانتهاكات المريعة إلى تقطيع أوصال "المليونية". لكن ورغم الترسانة الأمنية الواسعة النطاق تمكن آلاف المتظاهرين من الوصول إلى النقاط المعلنة بدءًا من شارع الشهيد عبد العظيم (الأربعين) بمدينة ام درمان وتجاوز آلاف المتظاهرين التشكيلات الأمنية التي انتشرت في الشوارع .
تحرك المحتجون في شارع الشهيد عبد العظيم لمسافات طويلة قبل أن تعود قوات الأمنية لإطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة لكن تصميم المتظاهريين كان أكثر قوة لأنهم تظاهروا لأكثر من ساعتين في هذا الشارع الحيوي والذي تحول إلى اعتصام مؤقت حسب ما أعلنت تنسيقية لجان مقاومة أم درمان قبل ساعات من مليونية 17 تشرين الثاني/نوفمبر.
وذكر شاهد عيان من شارع الشهيد عبد العظيم أن :"الكر والفر بين المحتجين وقوات الأمن استمر لساعات قبل أن يُسمع دوي إطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي الذي أسفر عن وقوع شهيد على الأقل وإصابة العشرات فيما توقع زيادة العدد جراء الحالات الحرجة التي نقلت ‘إلى المستشفى".
لم تكتف السلطات العسكرية بالإجراءات الأمنية في النقاط الرئيسية للتجمعات السلمية بل عززتها بإحكام السيطرة على الجسور الرئيسية بين مدينتي الخرطوم وأم درمان قبالة كبري النيل الأبيض الرابط بين أم درمان والخرطوم حيث مقار القصر الرئاسي ورئاسة مجلس الوزراء والمؤسسات الحكومية والأمنية والعسكرية انتشرت مدرعات على مقربة من الجسر لمنع تقدم المتظاهرين من شارع الشهيد عبد العظيم.
واعتمدت القوات الأمنية في إجراءاتها منذ مليونية 13 تشرين الثاني/نوفمبر وحتى 17 تشرين الثاني/نوفمبر على تقطيع أوصال الحشود بالسيطرة الاستباقية على نقاط التجمع. ففي الخرطوم سارعت قوات الشرطة للانتشار في نقطة قريبة من محطة سبعة بضاحية الصحافة جنوبي العاصمة منذ وقت مبكر من صباح الأربعاء فيما توافد الآلاف من المتظاهرين في تمام الساعة الواحدة ظهرًا بالتوقيت المحلي بعد أن أظهروا تصميمًا على التظاهر.
كسر الطوق الأمني
وتمكن الآلاف من المحتجين السلميين من تحدي الطوق الأمني والتظاهر في نقطة محطة سبعة بالصحافة جنوبي العاصمة ورددوا هتافات مناوئة لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان وبدا المتظاهرون أكثر رفضًا لعودة الشراكة بين المدنيين والعسكريين.
ويوضح حسن (30 عامًا) وهو أحد منظمي الحراك السلمي جنوب العاصمة لـ"الترا سودان" أن "الوقت انتهى لقبول الشراكة بين المدنيين والعسكريين، سنرتب لسلسلة تظاهرات وصولًا إلى مليونية واسعة جدًا في شهر كانون الأول/ديسمبر القادم قد تكون مقار رئيسية للحكومة هدفًا رئيسيا للحشود السلمية لإجبار السلطة العسكرية على التنحي".
وقاومت الحشود السلمية في محطة سبعة عبوات الغاز المسيل للدموع لساعات طويلة وارتكزت قوات الشرطة على بعد ثلاثة كيلومترات شمال موقع الإحتجاجات في طريق رئيسي يؤدي نحو القصر الرئاسي الذي يبعد نحو عشرة كيلومترات عن محطة سبعة.
بينما داهمت قوات الأمن آلاف المحتجين في شارع الستين والذي أصبح نقطة رئيسية للتجمعات السلمية منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر الماضي قبل ثلاثة أيام من إعلان الانقلاب العسكري وتظاهر الآلاف في هذا الشارع الحيوي شرق العاصمة أمس الأربعاء وتمكنوا من الوقوف لساعات متحدين إجراءات أمنية كثفت من إطلاق عبوات الغاز فيما أكد تجمع المهنيين السودانيين أن قوات المجلس العسكري أطلقت الرصاص الحي بكثافة في شارع الستين.
أما في حي بري شرق العاصمة نظم آلاف المتظاهريين بشارع المعرض إعتصامًا استمر حتى وقت متأخر من الليل وبفعل التحصينات العالية لموقع الإحتجاج نجح المحتجون إحياء الفعالية لأن الشارع الرئيسي الذي أقيم فيه الاعتصام وجرى تحصينه بالكتل الخرسانية منذ صبيحة الانقلاب.
وكما درجوا على تحدي الترسانة الأمنية منذ عهد نظام عمر البشير لم يستلل اليأس الى آلاف المحتجين السلميين بضاحية جبرة عقب وصول مواكب الكلاكلات الى نقطة تجمع رئيسي بشارع جبرة وهو شارع حيوي حيث أجبر المتظاهرون قوات الشرطة على التراجع وإخلاء الموقع وتمكنوا من الوصول إلى محطة سبعة.
ويؤكد مهدي أحمد 23عامًا لـ"الترا سودان" أن المتظاهرين لم يشعروا باليأس من انتشار الشرطة في مناطق التجمعات بل هناك تكتيكات متعددة لجأنا إليها لقد أرهقنا قوات الأمن حتى اضطرت الى المغادرة ومن ثم شق الموكب السلمي طريقه نحو نقطة التجمع الرئيسية في الصحافة وهو حي مجاور لأحياء جبرة.
مجزرة الخرطوم بحري
وفيما يتعلق بالإحتجاجات الشعبية في مدينة الخرطوم بحري شمال العاصمة استخدمت قوات الأمن بحسب بيان تجمع المهنيين السودانيين إلى استخدام القمع المفرط للمحتجين السلميين وقتل نحو ثمانية محتجين بالرصاص بينهم خمسة شهداء في منطقة واحدة قريبة من حي الشعبية الذي حوصر تمامًا بالقوات الأمنية ولم تستجيب لنداءات الإستغاثة التي اطلقتها الأطقم الطبية لنقل عشرات المصابين إلى المسشتفى الدولي بالخرطوم بحري.
وتقول إسلام توفيق 33 عامًا والتي شاركت في إحتجاجات الخرطوم بحري أمس الأربعاء لـ"الترا سودان" إن قوات الشرطة انتشرت منذ وقت مبكر ومنعوا المتظاهريين من الوصول إلى النقاط الرئيسية وكثفوا من عبوات الغاز في الشوارع داخل الأحياء وأجبروا مئات المتظاهرين من التواجد داخل الأحياء ومنعهم تقدمهم الى الشوارع الرئيسية سيما حي المؤسسة الذي يعد نقطة تجميع رئيسية لعشرات الآلاف المتظاهريين السلميين.
وترى هذه الفتاة أن الحزن خيم على أحياء مدينة الخرطوم بحري جراء مقتل ثمانية محتجين وإصابة أكثر من مائة شخص نقلوا إلى المستشفى الدولي مشيرة إلى أن قوات الأمن كانت تمنع وصول المصابين إلى المستشفين واضطرت الأطقم الطبية إلى استخدام بعض المنازل لعلاج الجرحى.
وأشارت إسلام توفيق إلى أن أحياء الخرطوم بحري ستشيع اليوم الشهداء الذين سقطوا برصاص المجلس الانقلابي ومن بينهم الثائرة"ستنا" 24 عامًا والتي اعتادت على إحياء المواكب السلمية وهي تتلفح علم بلادها والتي استشهدت برصاصة في الوجه أثناء مشاركتها في مليونية الأربعاء.
وتنفي الشرطة تقارير لجنة الأطباء "كيان نقابي مستقل" مقتل 15 شخص من المدنيين في مليونية الأربعاء وتشير إلى مقتل متظاهر واحد وإصابة العشرات إلى جانب إصابة 89 من رجال الشرطة على حد بيان أصدرته الخميس.
تدخل الاحتجاجات الشعبية في السودان يومها العشرين عقب الانقلاب العسكري في 25 تشرين الأول/أكتوبر الشهر الماضي مع تواصل الإجراءات الأحادية من قبل السلطة العسكرية
تدخل الاحتجاجات الشعبية في السودان في يومها العشرين عقب الانقلاب العسكري في 25 تشرين الأول/أكتوبر الشهر الماضي ولا تزال السلطة العسكرية تواصل في الإجراءات الآحادية بالترتيب لتشكيل حكومة مدنية بينما تتعثر جهود المجتمع الدولي سيما الولايات المتحدة الأميركية بفشل الوساطات المحلية والإقليمية.
اقرأ/ي أيضًا:
ارتفاع حصيلة الضحايا في احتجاجات 17 نوفمبر إلى 15 قتيلًا برصاص الأمن
احتجاجات للأطباء رفضًا للانقلاب وتشييع الطفلة "ريماز" شهيدة مليونية 13 نوفمبر
مآلات الانتقال السياسي في السودان بعد انفراد المكوّن العسكري بالسلطة
موانئ السودان والمعادلة السياسية لترويكا الانتقال
الكلمات المفتاحية

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة
يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي
اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر
وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.