انهيار متسارع لقوات الدعم السريع بولاية الجزيرة

انسحبت قوات الدعم السريع إلى مدينة الكاملين بولاية الجزيرة الواقعة على الحدود مع ولاية الخرطوم، لتتخذ من المدينة حصنًا عسكريًا للدفاع عن آخر معاقلها بالولاية التي سيطرت عليها طوال العام 2024.

التحدي الأكبر في استعادة الخدمات الأساسية بالمدن المستردة ومنع الهجمات الانتقامية 

كانت العمليات العسكرية أمس السبت الأول من شباط/فبراير 2025، من جانب القوات المسلحة تُظهر انهيارًا دراماتيكيًا لقوات حميدتي شرق وغرب الجزيرة، وتمكن الجيش بالتحالف مع مجموعات عسكرية بالاستيلاء على مدن تمبول ورفاعة والهلالية والحصاحيصا، إلى جانب أكثر من عشرة بلدات صغيرة تقع على طول الطريق البري الذي يقع على الناحية الشرقية، كما استمر تقدم القوات المسلحة من الحصاحيصا غربًا إلى قرى تقع حول المدينة طالما عانت من انتهاكات قوات حميدتي وفق تقارير لجان المقاومة.

بلدات صغيرة إلى جانب مدينة الكاملين تبقت أمام قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة، بينما سيطر الجيش على 80% من مساحة الولاية، مضيقًا الخناق على هذه القوات ووضعها على الحدود مع العاصمة الخرطوم.

لماذا فضل الجيش إطلاق العمليات شرق وغرب الجزيرة، بدلًا عن شرق العاصمة، حيث أحياء الرياض وسوبا والطائف والبراري وامتداد ناصر، وصولًا إلى جنوب الحزام؟ للإجابة على هذا السؤال، يجب النظر إلى الخارطة العسكرية للقوات المسلحة، التي تفضل عدم خوض الحرب داخل المدن لتجنب الخسائر، كما أن قوات حميدتي عادت ما تستخدم في حرب المدن تكتيكات السرعة وكثافة النيران لتحصل على ميزة التفوق.

كلما تقدم الجيش من الجزيرة بمحاذاة طرق برية نحو شرق وجنوب الخرطوم، كلما تمكنت من تقليص الخيارات أمام قوات الدعم السريع، وربما تتزامن هذه العمليات مع تحرك للجيش داخل الخرطوم، من نواحي القيادة العامة إلى أحياء الرياض والبراري، لتجد قوات الدعم السريع مطوقة من جميع الاتجاهات تقريبًا.

يمكن الحديث عن وضع الجيش أجزاء واسعة من ولاية الجزيرة، تحت إدارته العسكرية في انتظار ترتيبات حكومية لاستعادة الحياة العامة والخدمات بعد أكثر من (13) شهرًا من الانهيار، الذي لازم هذه القطاعات جراء نزوح عدد كبير من المواطنين من بطش قوات حميدتي، كما إن الإدارة المدنية التي شُكلت في آذار/مارس 2024 من جانب حميدتي لم تكن فعالة على ما يبدو لإعادة الأمور إلى نصابها.

إزاء استمرار العمليات العسكرية التي أصبحت تسير بوتيرة متسارعة من جانب الجيش خلال شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير 2025، فإن المعارك المرتقبة والفاصلة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، ستكون مسرحها جنوب وشرق الخرطوم، أكثر شراسة مع الوضع في الاعتبار أن من يملك خطوط الإمداد له الكلمة العليا.