انتشار للجيش الشعبي حول منزل ريك مشار.. اضطرابات في جنوب السودان

اعتقلت السلطات في جنوب السودان، الثلاثاء 4 آذار/مارس 2025، الفريق غابرييل دوب لام، نائب رئيس قوات الدفاع في جيش جنوب السودان الشعبي، والقائم بأعمال رئيس أركان الجيش الشعبي لتحرير السودان بالمعارضة، والرئيس المشارك لمجلس الدفاع المشترك. يعد الجنرال غابرييل دوب لام أحد أبرز الموالين للجنرال ريك مشار، النائب الأول لرئيس الجمهورية، ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان بالمعارضة.

المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة: هذه الإجراءات تقوض الثقة بين الأطراف وتعرض الجهود الرامية إلى تهدئة العنف الحالي الذي اندلع في مقاطعة ناصر بولاية أعالي النيل للخطر

وكشف بيان صحفي للمتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان بالمعارضة (SPLM - IO)، بال ماي دينق، عن انتشار كثيف لقوات جيش جنوب السودان الشعبي حول مقر إقامة الدكتور ريك مشار. البيان عبر عن "القلق الشديد" إزاء هذه الإجراءات، التي قال إنها تهدد اتفاقية السلام المنشطة وتنتهك اتفاقية حل النزاع في جنوب السودان وتشل مجلس الدفاع المشترك، المؤسسة الحيوية في الاتفاقية، والمسؤولة عن القيادة والسيطرة على جميع القوات.

اتفاقية السلام المنشطة التي توسط فيها رئيس جمهورية السودان حينها عمر البشير، أنهت الحرب الأهلية الدموية في جنوب السودان، ودشنت الفترة الانتقالية بقيادة سلفا كير ميارديت رئيس الجمهورية، وريك مشار قائد الحركة الشعبية في المعارضة، الذي تنسم منصب النائب الأول.

واندلعت اشتباكات عنيفة منتصف الشهر الماضي في مقاطعة ناصر بولاية أعالي النيل في جنوب السودان. وبحسب هيومن رايتس ووتش، هاجمت قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان المدنيين في أحد الأسواق بالمقاطعة، مما أدى إلى سلسلة من المواجهات المسلحة مع الشباب المحليين، خلفت الآلاف من النازحين وعشرات الجرحى، بما في ذلك أحد أفراد قوات حفظ السلام.

بال ماي دينق قال في البيان الذي اطلع عليه "الترا سودان"، إن الإجراءات الأخيرة بحق القادة في الحركة الشعبية بالمعارضة "تقوض الثقة بين الأطراف وتعرض الجهود الرامية إلى تهدئة العنف الحالي الذي اندلع في مقاطعة ناصر بولاية أعالي النيل للخطر"، حاثًا على إطلاق سراح الجنرال غابرييل دوب لام وداعيًا جميع الأطراف إلى مواصلة بذل الجهود المشتركة لضمان إنهاء العنف في ولاية أعالي النيل.

ودعا المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان إلى التدخل من أجل تجنب العودة إلى العنف على نطاق واسع. مؤكدًا التزام حركته بتنفيذ الاتفاق "حرفيًا وروحًا"، حد قوله.

يذكر أن الحرب الأهلية التي اندلعت في جنوب السودان بعد عامين فقط من نيل الدولة الأحدث في العالم استقلالها، كانت قد أسفرت عن مقتل نحو 400 ألف، ونزوح ولجوء أكثر من 2.5 مليون من المدنيين.