المُحقق والمُعلّق من سلام جنوب السودان
21 فبراير 2020
حان السبت موعد تشكيل الحكومة الانتقالية في جنوب السودان، وهو الموعد الذي تأجل ثلاث مرات منذ كانون الأول/ديسمبر 2018، بسبب الخلافات الحادة التي نشبت بين الحكومة بقيادة الرئيس سلفا كير وزعيم المعارضة المسلحة ريك مشار حول مسائل عدد الولايات، وتطبيق اتفاق الترتيبات الأمنية في جزئها الخاص بدمج وتدريب القوات، إلى جانب توفير التمويل اللازم لتنفيذ بنود عملية السلام، وتضمين بنود اتفاق السلام في وثيقة الدستور الانتقالي الجديد الذي لم تتفق الأطراف علي صياغته بعد.
تخشي مجموعة المعارضة بقيادة مشار على أمنها في جوبا، بسبب المواجهات السابقة بين قواته والقوات التابعة للحكومة بمحيط القصر الرئاسي
ألغى الرئيس سلفا كير في يوم 14 شباط/فبراير الجاري الولايات الـ32 التي أنشأها في العام 2015، استجابة للضغوط الدولية التي مارسها المجتمع الدولي على الحكومة، من خلال فرض العقوبات الفردية على معظم أعضاء الحكومة من الوزراء الاتحاديين، مع التهديد بفرض عقوبات جديدة على الرئيس كير حال الفشل في تكوين الحكومة الانتقالية في الموعد المحدد، متخذًا قرارًا مفاجئًا للجميع بالعودة إلى اعتماد نظام الـ10 ولايات القديم الموروث من السودان، قبل انفصال الجنوب في العام 2011، بالاضافة لإنشاء منطقتين إداريتين في (رويينق) الواقعة غربي البلاد و(البيبور) في الشرق.
اقرأ/ي أيضًا: العودة للعشر ولايات..إنقاذ جنوب السودان من فوهة البركان
بتوافق الحكومة والمعارضة على تجاوز معضلة الولايات، فإن فرص تكوين الحكومة الانتقالية باتت أعلى من أي وقت مضى، خاصة اتفاق الأطراف، بمدينة عنتبي اليوغندية، على الاكتفاء بتدريب وحدات الحماية الخاصة بالشخصيات الهامة من المشاركين في الحكومة، وهي القوات التي لا يتجاوز عددها الثلاثة آلاف جندي من قوات الطرفين، كإجراء مؤقت لحين اكتمال عملية تدريب بقية القوات التي يصل عددها إلى 180 ألف جندي. الذين هم حاليًا بمعسكرات التدريب في أقاليم البلاد الثلاثة: الاستوائية، وأعالي النيل وبحر الغزال. وذلك لتحاشي العقوبات الدولية والعمل من أجل إنقاذ العملية السلمية من الانهيار.
وكانت المعارضة المسلحة بقيادة مشار قد طالبت باستدعاء قوات أممية لتولى حماية قيادات المعارضة المشاركة في الحكومة الانتقالية، إن لم تكتمل عملية تدريب القوات المشتركة، وهي العملية التي بدأت متأخرة عن موعدها المحدد بسبب فشل الحكومة في توفير التمويل اللازم للعملية، حيث وفرت في تشرين الأول/أكتوبر من العام المنصرم 40 مليون دولار فقط لتدريب القوات، إلى جانب الدعم اللوجستي الذي تبرعت به القوات المسلحة السودانية لمعسكرات التدريب.
هذا وتخشي مجموعة المعارضة بقيادة مشار على أمنها في جوبا، بسبب المواجهات السابقة التي اندلعت بين قواته والقوات التابعة للحكومة بمحيط القصر الرئاسي، والتي انتهت بفراره من المدينة سيرًا على الأقدام ، حتى وصل الكونغو في أيلول/سبتمبر 2016 بعد مغامرة خطرة .
اقرأ/ي أيضًا: اتفاق السلام.. هل ينجو جنوب السودان من الفوضى؟
بتجاوز معضلة الولايات، من المتوقع إعلان قائمة مرشحي المعارضة المسلحة وبقية الأطراف الموقعة من فصائل المعارضة الخمس الأخرى. ونشر قوات الحماية داخل العاصمة جوبا، وهي قوات تضم جنودًا من الحكومة والمعارضة بقيادة مشار وبقية المجموعات الأخرى، وقد وافق مشار على هذا المقترح على مضض، وكانت خطته ابتداءً هي تنفيذ البنود التي تنص على إخلاء مدينة جوبا من الوجود العسكري الحكومي، وهو ما لم يتم بسبب التكتيك الذي استخدمته الحكومة؛ بشغل المعارضة بمشكلة الولايات، وشراء الوقت حتى انقضاء المهلة المحددة لتكوين الحكومة. ونجحت الحكومة بذلك في وضع المعارضة المسلحة أمام الأمر الواقع للقبول بتكوين الحكومة، بعد أن أظهرت للعالم أنها قدمت تنازلات كبيرة في حل قضية الولايات.
سيحظى مشار بمنصب النائب الأول للرئيس بموجب اتفاق السلام الموقع في العام 2018، كما ستخصص له تسع وزارات سيادية، وثلاث نواب للوزراء
بالنسبة لمشار ومجموعته فإن إعلان تكوين الحكومة، سيحرره من وضعية الإقامة الجبرية المفروضة عليخ منذ تشرين الأول/أكتوبر 2016، حينما توافقت دول الإقليم مع جنوب أفريقيا التي كان قد قصدها للعلاج على إبقائه فيها، ومنعه من العودة إلى العاصمة السودانية الخرطوم، في اتفاق سري بين الإيقاد والمجتمع الدولي الذي كان يخشى أن يعود مشار لمراكز تواجد قواته بشرق البلاد، ومن ثم شن حرب جديدة على حكومة الرئيس كير، وقد سعى الإقليم والمجتمع الدولى لإنقاذ اتفاق السلام من خلال العمل من أجل تنشيط بنوده وإنقاذ البلاد من الانزلاق إلى الفوضى العرقية مجددًا.
وسيحظى رياك مشار بمنصب النائب الأول للرئيس بموجب اتفاق السلام الموقع في العام 2018، كما ستخصص له تسع وزارات سيادية، وثلاث نواب للوزراء، من جملة 35 وزارة حددتها اتفاقية السلام، كما سيحصل فصيله على 128 من جملة مقاعد البرلمان البالغ عددهم 550 عضوًا، منها 332 للحكومة، و90 مقعدًا لبقية فصائل المعارضة الأربعة الموقعة على اتفاق السلام.
اقرأ/ي أيضًا:
العودة للعشر ولايات..إنقاذ جنوب السودان من فوهة البركان
منظمة أنقذوا الأطفال: 200 ألف طفل في أوضاع رديئة خلقتها فيضانات جنوب السودان
الكلمات المفتاحية

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة
يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي
اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر
وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.