المرأة السودانية في 2021.. رصيد ثوري كبير ومحطات مهمة
21 ديسمبر 2021
نجحت الحركة النسوية في 2021، في إضافة رصيد ثوري إلى قائمة انتصارات المرأة السودانية، ونجد أن العنوان الأبرز للعام هو الحراك النسوي. حيث تنوعت الأدوار ما بين المواكب النسوية، وتلاوة البيان النسوي عقب حادثة مقتل الطفلة "سماح" وكانت كيانات ومجموعات نسوية دعت لمسيرة نسائية كبرى انطلقت من وزارة العدل في نيسان/أبريل 2021، رفضًا لحوادث العنف ضد النساء. وضم الموكب أكثر من (50) منظمة وجسم قاعدي نسوي.
انقضى العام 2021 وفي رصيد الحركة النسوية العديد من المكاسب، فما هي أبرز محطات الحراك النسوي في السودان في العام 2021؟
أهم النقاط التي تناولها البيان النسوي، هي قضية الأحوال الشخصية، وإلغاء الولاية، ونسب مجهولي الهوية للأم في حالة تعثر إيجاد الأب، وحق السفر للأطفال، والمحاكمات العادلة في مناطق النزاع لإنصاف النساء اللائي تعرضن للاغتصاب، وقضايا الفقر والوضع الاقتصادي الراهن، حيث تعد النساء هن المتضررات الأكبر اقتصاديًا.
اقرأ/ي أيضًا: "أغاني البنات" في خارطة الفن السوداني
وفي التقرير التالي نتتبع أبرز محطات الحراك النسوي في السودان في العام 2021، ووفقًا لأقوال نسويات فإن توقعات العام القادم، ستكون حصاد لمجهود حراك العام 2021 مشددين على مواصلة النضال من أجل قضايا المرأة في الحضر والأرياف.
سيداو.. استمرار الجدل
بعد مقاطعة دامت ما يقرب من (40) عامًا، وقَّع السودان على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وجاء التوقيع بحسب خبراء نتيجة لنضال المرأة السودانية، والحراك النسوي الكبير خلال ثورة ديسمبر المجيدة.
وقالت الناشطة النسوية ملاذ عماد لـ"الترا سودان"، إن ثورة ديسمبر جاءت لإرساء حقوق الإنسان، وأشارت لحق النساء في الحياة والرعاية الصحية واختيار شريك الحياة، وشرحت ملاذ: "بعد توقيع الاتفاقية، تحفظت الدولة على مواد مهمة تعطي النساء حق المساواة أمام القانون"، وطالبت بمراجعة وتغيير القانون الجنائي فيما يخص أوضاع النساء.
ناشطة نسوية: خاضت النساء ثورتين في آنٍ واحد الأولى
ماذا بعد التوقيع؟ تجيب ملاذ بهذا الصدد إن البلاد عانت طوال سنوات من سيطرة الحكم العسكري والقوانين المتشددة، وتكريس دونية المرأة. وبينت ملاذ أن الاتفاقية أثارت جدلًا في الشارع العام تزامنًا مع خروج مواكب رافضة، وصدور فتوى من مجلس الفقه الإسلامي بحرمة التوقيع على الاتفاقية. على حد قولها.
اقرأ/ي أيضًا: الموسيقى السودانية.. أحاديث عن الخماسية السمراء
وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاقية أثارت جدلًا في أوساط المجتمع السوداني، ما بين مؤيد ورافض، حيث يرى فريق من المجتمع أن الاتفاقية تعد خروجًا عن القيم والأعراف والتقاليد السودانية. بينما ينظر إليها فريق آخر كخطوة تاريخية في نضالات المرأة السودانية، وانتصارًا للحركة النسوية في السودان.
وبالعودة لملاذ، فهي ترى أن النساء يخضن ثورتين في آنٍ واحد، الأولى ضد الأنظمة المستبدة، وأخرى ضد عدو شبيه يكرس لدونية المرأة، وإبعادها عن الأوساط المجتمعية والسياسية.
ماذا حقق السلام للمرأة؟
انقضى عام على توقيع اتفاقية جوبا للسلام، ووصفت مجموعات سياسية وقيادات من الجبهة الثورية ما تحقق في مجال السلام بالقليل.
ونجحت اتفاقية سلام جوبا في حقن الدماء ووقف إطلاق النار. مع ذلك لا تزال كثير من مناطق السودان تشهد نزاعات قبلية تتصاعد بين حين وآخر، وعادة ما تكون النساء ضحايا بفقدان الأب أو الزوج والأخ. إذن.. عام على السلام، ماذا تحقق للمرأة السودانية؟
وفقًا لإفادات نساء نازحات ولاجئات فإن وقف الحرب يعد أكبر مكسب للمرأة، والحديث عن السلام عملية طويلة ومستمرة، وبحسب أقوال نساء فإن انقضاء عام واحد لا يكفي لتقييم كامل لعملية السلام وتأثيرها على مجمل أوضاع النساء بمناطق النزاع.
اقرأ/ي أيضًا: الاعتداء على ندوة "قحت".. تفاصيل ومعنى ما حدث
ويشهد إقليم دارفور منذ أسابيع نزاعات قبلية في عدد من القرى والمناطق، وتشير زهراء منصور وهي واحدة من نازحات معسكر زمزم لـ"الترا سودان"، بأن المنطقة تشهد انعدامًا في الاستقرار الأمني، واصفة ما يحدث بالإقليم بالعودة للدائرة الأولى.
نازحة: ما زلنا نجد صعوبة في الخروج من المعسكرات
وتكمل زهراء حديثها: "نجد صعوبة في الخروج من المعسكر لأكثر من ثلاث أو خمسة كيلومترات"، مؤكدة أن العديد من النازحين في حاجة للخروج للعمل بالزراعة أو كسب القوت اليومي. تقول زهراء: "أصبحنا محاصرين داخل المعسكر تخوفًا من الانفلات الأمني".
ودعت زهراء صانعي السلام بالتمسك بمبادئ الاتفاقية، والعمل على نبذ الاقتتال القبلي، وتسهيل عودة النازحين للقرى.
المشهد السياسي.. ظلال وصدمات
وبحسب متابعين، فإن الفترات الانتقالية عادة ما تشهد اضطرابات وقلاقل سياسية واجتماعية، وفي السودان، بالرغم من حالة الاستقرار النسبي، فإن الشوارع لم تهدأ، حيث انتظمت المواكب والتظاهرات على مدار الثلاث سنوات الفائتة، وسعت الحكومة الانتقالية لتوفير مناخ من الحريات تماشيًا مع شعارات الثورة.
وبخلاف الأعوام السابقة، شهد 2021 محاولة انقلابية أدت إلى تفاقم الأوضاع وزعزعة الشراكة بين مكونات السلطة الانتقالية، المدنيين والعسكريين، وسرعان ما تصاعدت وتيرة الأحداث عبر تبادل التصريحات النارية بين القيادات المدنية من ناحية والعسكريين من أخرى.
ووصفت قيادات حكومية ما حدث في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 بنهاية الفترة الانتقالية الممتدة لثلاث سنوات. فكيف أثرت الاضطرابات السياسية، والتحولات التي يشهدها الشارع السوداني بإعلان اتفاق سياسي بين د.عبدالله حمدوك وقائد الجيش عبدالفتاح البرهان، وانتظام المواكب الجماهيرية بقيادة تجمع المهنيين السودانيين، على واقع المرأة السودانية؟
وصفت القيادية بتيار الوسط للتغيير ثريا حبيب، ما حدث عقب 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 بالصدمة. وقالت إن المجموعات النسوية ظلت طوال الفترة الانتقالية تتلمس الخطى في قضايا الحقوق.
اقرأ/ي أيضًا: "الفوط الصحية".. قضية في واجهة الأحداث
وأردفت: "بعد 25 تشرين الثاني/نوفمبر انقلبت الموازين بالنسبة للنسويات السودانيات"، وعللت ثريا حبيب بقولها إن النساء اقتربن من تكوين مفوضية خاصة بشؤون وقضايا المرأة، "وعقب الإعلان السياسي توقفت المحاولة وسبب صدمة للنساء"، على حد قولها.
من المتوقع أن تكون 2022 استكمالًا للحراك النسوي وإيجاد معالجات لقضايا العنف ضد النساء وغيرها من الأجندة النسوية
وتشير حبيب أن الثورة السودانية جاءت على أكتاف النساء أسوة مع المجموعات الشبابية، في وقتٍ كان الواقع مخالفًا لنضال المرأة في الشارع. وذكرت لـ"الترا سودان" أن النساء لم يحظين بنسبة (40%) المقررة لهن في المناصب الدستورية وهياكل السلطة الانتقالية. بينما أشادت بأداء الولاة من النساء قائلة "مثلت النساء نسبة 2% من ولاة الولايات".
وشهد 2021 حراكًا نسويًا في عدة ميادين حقوقية وقانونية، وبحسب التقرير فإن حراك النسويات السودانيات سيكون طويلا وشاقا. وبعد ثلاث سنوات من ثورة ديسمبر المجيدة، نجحت المرأة السودانية في كتابة تاريخ مشرق من النضال السلمي والمطالبة بالحقوق. ومن المتوقع أن تكون 2022 استكمالا للحراك النسوي، وإيجاد معالجات لقضايا العنف ضد النساء وغيرها من الاجندة النسوية.
اقرأ/ي أيضًا
الكلمات المفتاحية

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة
يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي
اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر
وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.