سياسة

الفاشر.. عامان من معاناة المدنيين ومعارك لا تهدأ

25 فبراير 2025
مدينة الفاشر - شمال دارفور.jpg
تبدو الحياة المدنية آخر الأشياء التي قد تحدث في مدينة الفاشر (زهرة بن سمرة\رويترز)
محمد حلفاويصحفي سوداني

تتحرك القطع الحربية داخل الفاشر، في الناحية الجنوبية والغربية ووسط المدينة، بشكل حذر، مع فرض حالة الطوارئ العسكرية القصوى، جراء انتشار قناصة على أسطح المباني في المدينة، التي لم تهدأ منذ أيار/مايو 2024.

تحولت أجزاء من الفاشر إلى منطقة أشباح بسبب وقوعها على مرمى نيران الجيش والدعم السريع

في عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تخضع أجزاء من مدنها ومحلياتها لسيطرة الجيش، بما في ذلك المدينة الرئيسية الفاشر، تبدو الحياة المدنية آخر الأشياء التي قد تحدث.

قد لا يكترث الجيش والدعم السريع لما يحدث في الفاشر، سواء كانت المجاعة أو نقص الرعاية الصحية أو توقف الاتصالات والكهرباء ومياه الشرب، بقدر تركيزهما على الحسم العسكري والسيطرة على المدينة.

تزايد اهتمام قوات الدعم السريع بمدينة الفاشر طيلة الأشهر الماضية، ومع فقدانها مناطق واسعة في العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة وسنار وأجزاء من النيل الأبيض، تسلط الأنظار على مدينة الفاشر للسيطرة على كامل إقليم دارفور. وربما تتخذ الحكومة الموازية مقرًا لها في غربي السودان، بينما القوات المسلحة، التي حصنت الفاشر لأشهر طويلة تكاد تصل إلى عامين، رمت بثقلها العسكري متحالفة مع القوات المشتركة.

لم تتمكن قوات الدعم السريع، رغم تهديدها بوضع مهلة لنهاية كانون الثاني/يناير 2025، من السيطرة على المدينة الرئيسية في شمال دارفور، وفشلت هجماتها التي نفذتها على مدار ثلاثة أيام متتالية، إزاء بقاء الجيش ممسكًا بزمام المبادرة.

ودفع الجيش بتعزيزات عسكرية من مدينة الدبة بالولاية الشمالية، بمشاركة حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، وعضو مجلس السيادة، ومساعد القائد العام للجيش، الفريق أول ركن ياسر العطا. وجاءت هذه العملية بعد ضغوط مورست على مجلس السيادة والقيادة العسكرية لإرسال القوات الصلبة إلى الفاشر لمنع تقدم قوات الدعم السريع، في ظل أنباء عن حصولها على مساعدات عسكرية قادمة من مناطق خليفة حفتر في ليبيا.

ذكر مصدر ميداني لـ"الترا سودان" أن المرحلة القادمة، ومع رغبة قوات الدعم السريع في تكوين حكومة موازية، فإن الأوضاع في الفاشر ستكون ملتهبة للغاية، وسيحتدم الصراع العسكري بين القوات المسلحة والقوات المشتركة ضد قوات حميدتي.

وأشار المصدر إلى أن قوات الدعم السريع تخطط لموجة جديدة من الهجوم على الفاشر، واضعة عينها على الحكومة الموازية لتكون حاكمة على إقليم دارفور. في ذات الوقت، فإن وصول الجيش إلى الأبيض والسيطرة على أم روابة وأجزاء واسعة من شمال كردفان يعني توغله نحو مدينة نيالا.

وأضاف: "تسريع الجيش للعمليات العسكرية في شمال كردفان وربطها بجنوب كردفان يعني التوجه نحو إقليم دارفور، وقد تكون مدينة نيالا في مقدمة العمليات المرتقبة".

في معادلة حرب الفاشر، ووفق العاملين في المجال الإنساني في إقليم دارفور، يعتبر المواطن هو الضحية نتيجة تطاول الصراع المسلح، مع نزوح يومي إلى جبل مرة أو الحدود مع جنوب السودان وليبيا وتشاد.

وأدت الحرب في الفاشر إلى نزوح قرابة نصف مليون شخص خلال عام 2024، ولا تزال حركة النزوح مستمرة، مع فراغ المدينة بشكل كبير من الأنشطة التجارية والاقتصادية.

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert