سياسة

الشيوعي والمؤتمر السوداني.. بيانات واتهامات متبادلة

2 يوليو 2022
وحدة قوى الثورى.jpg
فرص وحدة قوى الثورة في ظل حرب البيانات وتبادل الاتهامات بين قوى الثورة
الزين عثمان
الزين عثمان السودان

الخميس الماضي وبالتزامن مع مواكب مليونية 30 حزيران/ يونيو شنّ الحزب الشيوعي السوداني هجومًا عنيفًا على قيادات الحرية والتغيير (المجلس المركزي).

واتهم بيانٌ صادر عن سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي قيادات الحرية والتغيير (المجلس المركزي) بتجيير حراك الجماهير في مواكب الثلاثين من حزيران/ يونيو لصالح تحسين وتغيير توازن القوى السياسية لمصلحتهم من الصراع الدائر بين أطراف "قوى الهبوط الناعم" بالداخل التي تسعى لتنفيذ ما أسماه البيان "المخطط الإمبريالي" والعودة إلى الشراكة مع  العسكريين – وفقًا للبيان.

قيادية بالشيوعي: نرفض ابتزاز الحزب الشيوعي وما ينبه إليه الحزب أخطر من أن يتم تجاوزه بحملة مضادة

وقال البيان إن ما يجري من تفاوض لإعادة الشراكة مع العسكر بثوب جديد "يصطدم بإرادة الحراك الجماهيري الحامل لللاءات الثلاثة"، واصفًا التفاوض بأنه "موقف خيانة بالدرجة الأولى".

وسمى بيان الحزب الشيوعي حزبي المؤتمر السوداني والأمة القومي، مشيرًا إلى التصريحات الخاصة بحسم (80%) من قضايا التفاوض بين المجلس المركزي والمكون العسكري حول الوصول إلى حكومة مدنية ومجلس عسكري للأمن لقيادة ما تبقى من الفترة الانتقالية، ومتحسّرًا على تزامن الخطوة مع المواكب الشعبية الرفضة للتسوية – على حد تعبير البيان.

فيما قال حزب المؤتمر السوداني ردًا على بيان "الشيوعي" إنّ "ما نفثه بيان الحزب الشيوعي من سموم لا تليق بعظمة مليونيات الثلاثين من يونيو وما قدمه شعبنا من تضحيات عمدها بالدماء في يوم 30 يونيو الملحمي".

وتأسّف بيانٌ للمؤتمر السوداني، حصل "الترا سودان" على نسخة منه، على تخصيص الحزب الشيوعي ولجنته المركزية كامل البيان للهجوم على قوى الحرية والتغيير. وتابع: "شعبنا يخوض الآن معركة الخلاص من انقلاب 25 أكتوبر ببسالةٍ وتصميمٍ على النصر"، مؤكّدًا أنْ لا صوت يعلو فوق صوت هذه المعركة التي قال إنه سيستمر في خوضها ضمن صفوف قوى الثورة، ولن يستجيب لدعاوى تفريقها وشرذمتها أو شغلها بأيّ معارك جانبية لا تصب في مصلحة غاياتها النهائية التي تسعى لها – على حد البيان.

https://t.me/ultrasudan

في وقت تتواصل فيه المعارك بين مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير المناهضة للانقلاب والحزب الشيوعي السوداني على مستويات متعددة، قال الناطق الرسمي باسم المؤتمر السوداني وأحد المتحدثين باسم "المجلس المركزي" نورالدين صلاح لـ"الترا سودان": "إن الوقت ليس للرد على الاتهامات التي تخدم مشروع الانقلابيين مثلما تخدمه الرصاصة التي يطلقها على صدور الثوار والثائرات".

وأفاد صلاح بأن هدفهم في الوقت الراهن هو إسقاط الانقلاب وعدم خوض أيّ معارك جانبية. وأرف أن حزب المؤتمر السوداني لن ينساق لما وصفه بـ"فحيح المواقف السياسية"، وقطع بعدم رغبتهم في الدخول في أيّ صراعات دون الصراع الأهم في مواجهة الانقلاب – على حد قوله.

لكن بالنسبة إلى الناطقة الرسمية باسم الحزب الشيوعي آمال الزين فإنّ ما يُخطَّط له وما يُنبه إليه الشيوعي "أخطر وأهم من أن يتم تجاوزه بحملة مضادة تلوم الشيوعي باستخدام فورمات جاهزة مثل (ما وقته) و(تخوين) أو التلويح في وجهه بسخافة تشبه سلوكيات النظام المخلوع". وأعربت آمال عن رفضهم لأيّ ابتزاز للحزب الشيوعي بلازمة (شق الصف الثوري). وأضافت: "نحن لن نقع في ذات الخطأ مرتين"، مردفةً: "لو كنا نشرنا للناس ما حدث فى 2019 وما تلاها، لكان من يتهموننا الآن مع أصدقائهم في تركيا وربما اختار بعضهم الإمارات". وختمت بالقول: "لن نكون جزءًا من صفٍّ غير صف الثورة التي تحقق سودان الحرية السلام والعدالة".

وقبل أسبوعين من الانقلاب، أعلن الحزب الشيوعي عن موقفه الداعي لإسقاط الحكومة لجهة أنها لا تمثل الثورة وتطلعاتها. وقال السكرتير السياسي للحزب محمد مختار الخطيب إنهم يعملون على إسقاط الحكومة، مشيرًا إلى أنها لا تمثل الثورة.

وأضاف الخطيب: "سنعمل مع الشعب السوداني في سبيل إصلاح الوضع وأن نأتي بحكومة تمثله"، لافتًا إلى البرنامج الذي طرحه حزبه للشعب السوداني لمناقشته والتوافق حوله.

وقال الخطيب: "لا بد للشعب أن يستعيد ثورته لإحداث التغيير الجذري وتكوين حكومة تحقق شعارات الثورة وتتعامل بشفافية مع الشعب السوداني وتفارق طريق التبعية للخارج وتهيئ الظروف لإيقاف الحرب، وتعمل على عودة النازحين وجبر الضرر"، مؤكدًا أهمية عقد مؤتمر دستوري قومي لأنه الطريق الذي يحقق الديمقراطية والسلام بالبلاد - على حد قوله.

ومُنذ قرارات قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان في 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي التي قابلتها حركة مقاومة جماهيرية عبر الوقفات الاحتجاجية والمواكب، ظلّ مطلب توحيد قوى الثورة حاضرًا بقوة؛ فلا يمكن تصوّر سقوط الانقلاب العسكري في ظل تشظي القوى المناهضة له وتشرذمها، لكن ما يحدث الآن يُعبّر عن النقيض تمامًا، وربما يُفاقم الأزمة السياسية ويدفع باتجاه استمرار الأوضاع على ما هي عليه.

يقول القيادي في قوى التغيير وأحد الفاعلين في الوصول إلى الاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية في 2019 والقيادي بالحزب الناصري ساطع الحاج في تصريحات لـ"الترا سودان" إن قوى الانقلاب تستثمر في شق صف المناهضين لها بما يضمن لها الاستمرار لبعض الوقت، مشيرًا إلى استعدادها في سبيل تحقيق ذلك لدفع كل الفواتير التي تحقق له هذه الغاية.

ساطع الحاج: قوى الانقلاب تستثمر في شق صف المناهضين لها بما يضمن لها الاستمرار وهي مستعدة لدفع كل الفواتير التي تحقق له هذه الغاية

لكن في المقابل ثمة من يرى أن القوى المناهضة للانقلاب هي التي تمنح الانقلاب "قُبلة الحياة" من خلال ممارساتها العبثية وعجزها عن اختيار الموقف الصحيح في الوقت الصحيح، وأن معركة الشيوعي والمؤتمر السوداني في الوقت الراهن أكبر دليل على ذلك. هم يعرفون الطريق الصحيح نحو الخلاص لكنهم يختارون بدلًا عنه "التكتيكات الخاطئة" ويواصلون خوض معارك في كل الجبهات ما عدا الجبهة الوحيدة التي تحقق تطلعات الشعب السوداني في الحرية السلام والعدالة والرفاه الاقتصادي.

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert