الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على حميدتي و7 شركات

فرضت وزارة الخزانة الأميركية،اليوم الثلاثاء، عقوبات على قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، الشهير بـ "حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع في السودان، بموجب الأمر التنفيذي (E.O. 14098)، "فرض عقوبات على بعض الأشخاص الذين يزعزعون استقرار السودان ويعيقون هدف الانتقال الديمقراطي". 

 قالت إن حميدتي باعتباره القائد العام لقوات الدعم السريع، يتحمل المسؤولية العليا عن الأفعال المروعة وغير القانونية لقواته

فيما فرضت وزارة الخزانة، عقوبات على سبع شركات وفرد واحد مرتبطين بقوات الدعم السريع. مشيرة إلى أن شركة "كابيتال تاب هولدينغ" (Capital Tap Holding)، التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقرًا لها، تقوم بمد قوات الدعم السريع بالمال والسلاح.

وقال نائب وزير الخزانة الأميركي والي أدييمو، "تستمر الولايات المتحدة في الدعوة إلى إنهاء هذا الصراع الذي يعرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر". وأضاف: "تظل وزارة الخزانة ملتزمة باستخدام جميع الأدوات المتاحة لمحاسبة المسؤولين عن انتهاك حقوق الإنسان للشعب السوداني".

وأقر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، في بيانأن قوات الدعم السريع ارتكبت إبادة جماعية في منطقة دارفور خلال الحرب. وكان وزير الخارجية قد خلص سابقًا إلى أن أعضاء قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها قد ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتطهيرًا عرقيًا. 

وأردف بيان وزير الخارجية الأميركي : " واصلت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها توجيه الهجمات ضد المدنيين. فقد قامت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بقتل الرجال والفتيان بشكل منهجي – وحتى الأطفال الرضع – على أساس عرقي، واستهدفت عمدًا النساء والفتيات من مجموعات عرقية معينة بالاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي الوحشي. واستهدفت الميليشيات ذاتها المدنيين الفارين، وقتلت الأبرياء الهاربين من الصراع، ومنعت المدنيين المتبقين من الوصول إلى الإمدادات المنقذة للحياة. وبناءً على هذه المعلومات، توصّلتُ الآن إلى أن أفراد قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها قد ارتكبوا عمليات إبادة جماعية في السودان".

وذكرت الخزانة الأميركية أن قوات الدعم السريع، تحت قيادة حميدتي، ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف الجنسي الواسع النطاق وإعدام المدنيين العزل والمقاتلين غير المسلحين. 

وأشارت إلى أن قوات الدعم السريع استخدمت التجويع كسلاح حرب ضد المواطنين من خلال عرقلة وصول المساعدات الإنسانية، منتهكة بشكل منهجي التزاماتها، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، وإعلان جدة لعام 2023 لحماية المدنيين في السودان، ومدونة السلوك لعام 2024 التي قبلتها قوات الدعم السريع كجزء من مبادرة "التحالف لحماية ودعم الحياة والسلام في السودان" (ALPS).

وقالت إن حميدتي يخضع للعقوبات بسبب قيادته لقوات الدعم السريع، إحدى الأطراف الرئيسية في حرب السودان. من خلال حملتها في دارفور، والجزيرة، وغيرها من مناطق الصراع، بحيث ارتكبت هذه القوات سلسلة من الجرائم والانتهاكات الموثقة، والتي تتضمن القتل على أساس عرقي والعنف الجنسي كسلاح حرب. وأردفت أن حميدتي باعتباره القائد العام لقوات الدعم السريع، يتحمل المسؤولية العليا عن الأفعال المروعة وغير القانونية لقواته.

وتضمنت العقوبات شركة "كابيتال تاب هولدينغ" (Capital Tap Holding)، وهي شركة قابضة مقرها الإمارات العربية المتحدة تدير 50 شركة في 10 دول، قد قدمت الأموال والمعدات العسكرية لقوات الدعم السريع. ويمتلك هذه الشركة المواطن السوداني أبو ذر عبد النبي حبيب الله أحمد ويديرها بجانب عدة شركات أخرى فرضت وزارة الخزانة عقوبات عليها اليوم.

وشملت الشركات الأخرى المترابطة مع هذه الشركة، والتي فرضت عليها عقوبات اليوم، شركة كابيتال تاب مانجمنت كونسلتانسي (Capital Tap Management)، شركة كابيتال تاب جنرال تريدينغ (Capital Tap General)، شركة كرييتيف بايثون (Creative Python)، شركة الزمرد والياقوت للمجوهرات (AZ Gold)، شركة الجيل القادم للتجارة العامة (Al Jil Al Qadem).

وتجدر الإشارة إلى أن شركة "كرييتيف بايثون" المحدودة (Creative Python)، وهي شركة إماراتية مملوكة ومدارة من قبل أبو ذر، تعمل كواجهة لإخفاء تعاملات حميدتي التجارية لتجنب العقوبات. وقد تعامل المدير التنفيذي لشركة "كرييتيف بايثون" في المعاملات المالية لصالح، القوني حمدان دقلو ، مدير المشتريات في قوات الدعم السريع وشقيق قائدها حميدتي. ويذكر أن  OFAC قد فرضت العقوبات على القوني  في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2024.

فيما تعمل شركة "الزمرد والياقوت للذهب والمجوهرات" المحدودة (AZ Gold)، وهي شركة إماراتية لشراء الذهب تحت إدارة أبا ذر، بحيث تشتري الذهب من السودان لصالح قوات الدعم السريع، ثم تنقله إلى دبي. وكان القوني يملك حق الوصول إلى حسابات "AZ Gold" المصرفية في الإمارات العربية المتحدة التي كانت تحتوي على ملايين الدولارات. 

وتقضي هذه العقوبات التي فرضت اليوم، بحظر جميع الممتلكات والمصالح في الممتلكات الخاصة بالأشخاص المعينين الموجودة في أميركا أو في حيازة أو سيطرة أشخاص أمريكيين، حيث يتوجب الإبلاغ عنها إلى مكتب مراقبة الأصول الأجنبية.

فيما تحظر أي كيانات مملوكة بشكل مباشر أو غير مباشر، بشكل فردي أو إجمالي، بنسبة 50% أو أكثر من قبل شخص أو أكثر من الأشخاص المحظورين. ما لم يتم الترخيص بذلك بموجب ترخيص عام أو محدد صادر عن OFAC، وتحظر لوائح OFAC كافة المعاملات التي يقوم بها أشخاص أمريكيون أو داخل الولايات المتحدة والتي تنطوي على أي ممتلكات أو مصالح في ممتلكات أشخاص معينين أو محظورين.

وقالت الخزانة الأميركية إن المؤسسات المالية والأشخاص الذين يشاركون في معاملات معينة مع الكيانات والأفراد الذين تم فرض عقوبات عليهم، قد يتعرضون هم أيضًا للعقوبات أو لخضوعهم لإجراءات قانونية.

وجدير بالذكر أن الخزانة الأميركية قد فرضت عقوبات في وقت سابق على قائد هيئة العمليات العسكرية في قوات الدعم السريع، اللواء عثمان حامد الشهير بـ"عمليات"، في أيار/مايو الماضي، إلى جانب قائد قوات الدعم السريع في وسط دارفور، علي يعقوب، والذي لقي حتفه في معارك الفاشر بعد أشهر من القرار.