الخرطوم تصحو على أصوات المدافع والمعيشة تقسو على المواطنين

اشتعلت جبهات قتالية في الخرطوم وبحري اليوم الأربعاء 18 كانون الأول/ديسمبر 2024، واقتصرت على إطلاق المدافع بعيدة المدى بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأدت الأصوات العالية ووقوع قذائف جنوب الخرطوم إلى شل حركة المدنيين.

مواطن عالق بين خطوط النيران: الناس يتدبرون يومهم دون السؤال عن ما سيحدث غدًا. فإذا حصلوا على وجبة، يكفون عن القلق مؤقتًا

وانخرط الجيش وقوات الدعم السريع في معارك عنيفة منذ أيلول/سبتمبر 2024، وأحرزت القوات المسلحة تقدمات كبيرة، واستولت على خمس مدن على الأقل وسط البلاد مع تقطع المعارك لبعض الأوقات والعودة مجددًا مع حشود الطرفين في خطوط التماس.

قال معاوية من حي السلمة جنوب الخرطوم لـ"الترا سودان"، مستخدمًا نقطة تزويد الإنترنت الخاصة بالمحلات التجارية "ستارلنك" نتيجة انقطاع الاتصالات في أجزاء واسعة بالعاصمة منذ شباط/فبراير 2024 - قال إن القصف المدفعي بدأ في وقت مبكر من صباح اليوم، وعندما سمع الناس دوي المدافع، أوقفوا كل الأنشطة.

وتابع: "الآن، مع حلول الظهيرة، هدأت الأصوات قليلًا، وخرج الناس من المنازل ليشتروا الاحتياجات من الأسواق الصغيرة بالأحياء، لأنهم لم يغادروا البيوت منذ الصباح بسبب القصف".

كيف تحصل على احتياجات الغذاء والدواء؟ ردًا على هذا السؤال، قال معاوية: إن الناس يتدبرون يومهم دون معرفة ما سيحدث غدًا، بالحصول على مال محدود عبر التحويلات الصغيرة من الأهل والمعارف والأصدقاء. لذلك، تجد المواطنين في زيارة دائمة لمحلات تزويد الإنترنت. أما الأدوية، فبعض المراكز الصحية العاملة توفر الحد الأدنى.

قبل الحرب، بلغ التعداد السكاني نحو (18) مليون شخص في العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة وسنار، وهي مناطق تشهد اشتباكات عسكرية في فترات تمتد من (20) شهرًا إلى عام على الأقل. وأدت الحرب وهجمات قوات الدعم السريع إلى نزوح نصف مليون شخص من شرق الجزيرة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2024.

وتتعمق حرب السودان بسبب اشتعال القتال في المدن وصعوبة تقدم القوات المتحاربة بشكل سريع، حيث تستغرق المعارك وقتًا طويلًا. ولا تزال العاصمة الخرطوم تشهد عمليات عسكرية مع تقدم ملموس للجيش في بحري وأم درمان خلال العام 2024، بينما لا تزال مدينة الخرطوم بمنأى عن عمليات عسكرية واسعة عدا مناطق المقرن والقيادة العامة والمدرعات.

يومًا بعد يوم، يفقد السودانيون الأمل في توقف الحرب والعودة إلى ديارهم، مع أعداد نزوح تجاوزت الـ (15) مليون شخص، بينهم نحو أربعة ملايين عبروا الحدود إلى بلدان الجوار والإقليم. كما تأثر الاقتصاد بتوقف عشرات الأسواق الكبيرة، وارتفع سعر الصرف إلى (2400) جنيه مقابل دولار أميركي واحد من (560) جنيها قبل اندلاع القتال.