أخبار

الحميات تفتك بمحلية شرق النيل بالعاصمة الخرطوم

3 أكتوبر 2024
-حمى-الضنك.png
تنتقل حمى الضنك عبر عضات الزاعجة المصرية
عامر صالح
عامر صالحصحفي من السودان

 

تشهد محلية شرق النيل بالعاصمة السودانية الخرطوم تصاعدًا مقلقًا في حالات الإصابة بالأمراض الوبائية، لا سيما حمى الضنك النزفية، وسط أوضاع صحية متدهورة نتيجة الحرب الدائرة في البلاد. ووفقًا لتقرير صادر عن غرفة طوارئ شرق النيل، سُجلت عشرات الحالات في مناطق سوبا شرق والجريف شرق خلال الأسابيع الماضية، حيث بلغ عدد الحالات المؤكدة في سوبا شرق، في الفترة بين 18 و26 أيلول/سبتمبر (118) حالة، منها (23) حالة بين الأطفال و(95) بين البالغين، مع تسجيل حالة وفاة واحدة خلال هذه الفترة.

غرفة طوارئ شرق النيل: تم تسجيل عدد من حالات الحُميات وسط المتطوعين والكوادر العاملة بالوحدات الصحية المختلفة، وكذلك وسط المتطوعين العاملين بالتكايا والمطابخ المجتمعية، مما أسفر عن توقف العمل

وتشير الإحصاءات المحدثة لمنطقة الجريف شرق  إلى أن العدد الإجمالي للحالات المبلغ عنها حتى التاسع عشر من الشهر الماضي، بلغ (194) حالة إصابة، بما في ذلك (10) وفيات بالمرض. تأتي هذه التطورات في ظل أوضاع معقدة تعيشها محلية شرق النيل، والتي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع. ويواجه المتطوعون والكوادر الطبية تحديات كبيرة، إذ أصيب العديد منهم بالحميات المنتشرة، مما أدى إلى إغلاق بعض الوحدات الصحية والمطابخ المجتمعية. كما أُجبر مستشفى البان جديد على إغلاق معظم أقسامه بسبب انتشار العدوى ونقص الكوادر الطبية.

وتعاني المحلية من نقص حاد في معدات التشخيص والعلاج، فضلًا عن الارتفاع الكبير في أسعار المحاليل الوريدية، التي بلغ سعر الواحد منها ثلاثة آلاف جنيه سوداني، ما يزيد من أعباء السكان الذين يكافحون لمواجهة تفشي المرض في ظل انعدام بنوك الدم اللازمة لعلاج الحالات التي تتعرض للنزيف.

الأوضاع الصحية المتدهورة في شرق النيل تعكس أزمة أوسع على مستوى البلاد، إذ أدت الحرب الدائرة منذ نيسان/أبريل 2023 إلى انهيار النظام الصحي في معظم المناطق، خاصة في الخرطوم ودارفور. وتسببت الاشتباكات العنيفة في تدمير المنشآت الصحية أو خروجها عن الخدمة نتيجة القصف أو انعدام الموارد الطبية. وفي غياب تدخلات فعالة، اضطلع متطوعون محليون بإنشاء غرف طوارئ ميدانية، حيث يقدمون الرعاية الأولية والمساعدة الطبية للمصابين والمرضى.

ومع استمرار القتال وارتفاع أعداد الضحايا، باتت البلاد في حاجة ماسة إلى دعم دولي لاحتواء الكوارث الصحية التي تزداد تعقيدًا بفعل الحرب وانهيار البنية التحتية.

في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، مثل محلية شرق النيل، يواجه السكان أوضاعًا إنسانية وصحية متفاقمة. هذه المناطق تشهد انهيارًا شبه كامل في الخدمات الأساسية، بما في ذلك النظام الصحي، حيث تعرضت المستشفيات والمراكز الصحية للتدمير أو الإغلاق بسبب القتال، أو تعرضت للنهب والتخريب.

في محلية شرق النيل، التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ الأيام الأولى لاندلاع الصراع، يعاني السكان من نقص حاد في الإمدادات الطبية الأساسية مثل الأدوية والمحاليل الوريدية، إلى جانب ندرة معدات التشخيص والعلاج. مع تصاعد القتال، توقفت العديد من المستشفيات عن تقديم الخدمات، وأغلقت وحدات صحية كثيرة أبوابها نتيجة غياب الكوادر الطبية. كما أن انتشار الحميات، مثل حمى الضنك النزفية، زاد من تعقيد الوضع، حيث أصبحت الوحدات الصحية القائمة غير قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى.

النقص في بنوك الدم في مناطق سيطرة الدعم السريع يمثل خطرًا إضافيًا، مما يزيد من احتمال تدهور الحالات إلى النزيف وفقدان الحياة. ويعاني السكان من ارتفاع أسعار المستلزمات الطبية، حيث وصل سعر المحلول الوريدي إلى ثلاثة آلاف جنيه سوداني، وهو مبلغ يعجز كثيرون عن دفعه، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، وتوقف معظم الأعمال بالعاصمة الخرطوم.

إلى جانب الانهيار الصحي، تواجه هذه المناطق أزمة إنسانية شديدة نتيجة نقص المواد الغذائية والمياه النظيفة. كما أن انتشار العنف وغياب الأمن يجعلان من الصعب على المنظمات الإغاثية الوصول إلى المحتاجين، مما يفاقم المعاناة اليومية للسكان العالقين في مناطق الصراع.

في ظل هذه الظروف، يعتمد سكان المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع على مبادرات المتطوعين والمجتمعات المحلية التي أنشأت غرف طوارئ ميدانية لمحاولة تقديم الحد الأدنى من الرعاية الصحية. لكن هذه المبادرات تواجه تحديات هائلة، إذ تعاني من نقص الموارد، إلى جانب استهداف الكوادر الطبية والعاملين في المجال الإنساني من قبل الميليشيات المسلحة.

الأوضاع الصعبة في مناطق سيطرة الدعم السريع لا تقتصر على شرق النيل، بل تمتد إلى مناطق أخرى في الخرطوم ودارفور، حيث تتفاقم المعاناة بفعل النزاع المستمر والغياب التام لأي مؤسسات حكومية أو تدخل دولي فعّال.

الكلمات المفتاحية

توزيع مساعدات في كسلا.jpeg

المنظمات الإنسانية تحذر: إيقاف التمويل الأميركي يعطل الإغاثة في السودان

منتدى المنظمات غير الحكومية في السودان: التوقف المفاجئ للتمويل من الولايات المتحدة يعني أن البرامج الحيوية التي توفر التغذية والصحة والحماية لآلاف الأشخاص معرضة للخطر


افتتاح مستشفى إماراتي في جنوب السودان.png

الإمارات تفتتح مستشفى بالقرب من الحدود السودانية الجنوبية

أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية افتتاح مستشفى ميداني في ولاية شمال بحر الغزال بجمهورية جنوب السودان. وقالت في بيان لها اطلع عليه "الترا سودان"، إن دولة الإمارات افتتحت مستشفى مادهول الميداني


نساء السودان والدعم السريع.jpg

الكشف عن خداع في قضية اختطاف مفبركة لفتيات بالنيل الأبيض

أشارت المنصات إلى أن الشخص الذي زوّدها بهذه المعلومات ادّعى كذبًا أنه شقيق الفتيات اللائي زعم اختطافهن، وقدم مستندات مزوّرة لإثبات هويته


ترحيل اللاجئين.jpg

ولاية الجزيرة تشرع في ترحيل نحو 3 آلاف لاجئ من جنوب السودان

أفادت حكومة ولاية الجزيرة، اليوم الأحد، الموافق 9 آذار/مارس  بشروعها  في ترحيل اللاجئين من دولة جنوب السودان من الولاية إلى معبر جودة الشمالي

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert