الحزب الشيوعي: نرفض إنشاء قاعدة روسية في السودان

أعربت سكرتارية اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي عن قلقها من تصريحات وزير الخارجية علي يوسف الشريف حول التوصل إلى اتفاق نهائي لإنشاء القاعدة العسكرية الروسية في السودان.

دعا الحزب الشيوعي القوى الوطنية إلى مناهضة هذا الاتفاق

وكان وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف أكد في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بتاريخ 12 شباط/فبراير 2025 عدم وجود عقبات تعيق تنفيذ الاتفاق حول القاعدة الروسية في السودان.

وقال بيان صادر عن سكرتارية الحزب الشيوعي الجمعة 14 شباط/فبراير 2025، إن تصريحات وزير الخارجية السوداني تجاهلت تهديد المشروع بشكل مباشر للسيادة الوطنية والاستقرار الإقليمي.

وقال بيان الحزب الشيوعي إن إبرام مثل هذا الاتفاق في ظل الانقسام السياسي والصراع العسكري الذي يشهده السودان، ومن قبل سلطة غير منتخبة، يفتقر إلى أي شرعية قانونية أو شعبية.

وأكد البيان أن غياب الشفافية حول تفاصيل الاتفاق يثير مخاوف جدية بشأن تداعياته الاستراتيجية، لا سيما أنه يعيد إلى الواجهة محاولات القوى الخارجية لاستغلال حالة الضعف التي تمر بها البلاد لترسيخ نفوذها العسكري والاقتصادي.

وقال البيان إن إنشاء قاعدة عسكرية أجنبية على الأراضي السودانية يُعد انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية، ويفتح الباب أمام مزيد من التدخلات الخارجية التي تهدد وحدة السودان وتجرّه إلى صراعات دولية لا مصلحة له فيها.

وأضاف البيان: "هذا الاتفاق يخدم مصالح ضيقة لفئات مرتبطة بتحالفات عسكرية واقتصادية تسعى إلى تكريس تبعية السودان لقوى أجنبية على حساب مستقبله وأمنه القومي".

ومضى البيان بالقول: "اتفاق القاعدة الروسية لا يعكس  إرادة الشعب السوداني، ويتناقض مع أحد أبرز مطالبه في ثورة ديسمبر 2018، الواردة في ميثاقها، والتي تؤكد على ضرورة ابتعاد السودان عن المحاور العسكرية.

وشدد بيان الحزب الشيوعي على ضرورة إلغاء الاتفاقيات التي تتيح وجود قواعد عسكرية أو مراكز استخبارات أجنبية، والنأي بالبلاد من أن تكون ساحة لحروب بالوكالة، مما يعرّض الشعب السوداني لمخاطر الصراعات المسلحة ويجعله في مرمى نيران القوى الرأسمالية الكبرى ووكلائها المتنافسين على النفوذ وموارد المنطقة والإقليم.

ورفض البيان بشكل مخطط إنشاء قاعدة روسية في السودان وحذر من خطورته على حاضر ومستقبل السودان، وناشد جميع القوى الوطنية الحية من قوى سياسية ومدنية وشبابية، بالتصدي له وإعلاء صوت الرفض لمثل هذه الاتفاقات التي تكرس الهيمنة الأجنبية وتبدد سيادة السودان على أراضيه.

وقال بيان الحزب الشيوعي إن حماية السودان من التورط في الصراعات الدولية والإقليمية واجب وطني، وعلى الجميع الاصطفاف لمنع فرض أجندات لا تخدم سوى مصالح القوى الخارجية على حساب تطلعات شعبنا في الحرية والاستقلال والتنمية المستدامة.

وتسعى روسيا إلى إحياء اتفاق سابق مع نظام البشير بإنشاء قاعدة لوجستية عسكرية على ساحل البحر الأحمر منذ العام 2017، وخلال الفترة الانتقالية التي أعقبت سقوط النظام البائد حاولت موسكو إبرام الاتفاق بالتواصل مع العسكريين وفي العام 2021 بشكل مفاجئ جمد مجلس السيادة الانتقالي الاتفاق عازيًا ذلك إلى انتظار قرار المؤسسات التشريعية.

وعقب اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف نيسان/أبريل 2023 برزت أصوات داخل مجلس السيادة الانتقالي بضرورة التوجه نحو روسيا للحصول على السلاح مقابل السماح بإنشاء القاعدة العسكرية على ساحل البحر الأحمر.