الجيش يصل إلى محلية أمبدة ومعارك مرتقبة في سوق ليبيا

تمكنت القوات المسلحة من الوصول إلى محيط محلية أمبدة في أم درمان عبر سلسلة عمليات عسكرية نوعية واشتباكات مباشرة، وفق مصادر محلية تحدثت لـ"الترا سودان"، مشيرةً إلى أن التقدم الذي أحرزه الجيش يضعه على مقربة من سوق ليبيا، أحد أكبر مراكز تجمع قوات الدعم السريع.

إذا تمكن الجيش من السيطرة على سوق ليبيا، فإنه قد يضع يده على أكبر مركز لتجمع قوات الدعم السريع في أم درمان

عانت غالبية الأحياء في منطقة أمبدة ذات الكثافة السكانية العالية في أم درمان من الأزمات الإنسانية، وتفشي المجاعة بين المواطنين. وقد توفي أربعة أشخاص على الأقل بسبب الجوع، وفق تقرير لجان المقاومة في أمبدة.

استغرق وصول القوات المسلحة إلى محيط محلية أمبدة في أم درمان عدة أشهر، حيث اعتمدت على عمليات نوعية انتقلت بين الشوارع، وتمكنت من نصب كمين لقوات الدعم السريع، إلى جانب إطلاق المسيرات على الحواجز العسكرية التابعة لقوات حميدتي.

من الناحية الميدانية، فإن سيطرة الجيش على مباني محلية أمبدة تضعه على مقربة من سوق ليبيا، أحد المراكز الرئيسية لتجمع قوات الدعم السريع القادمة من غربي السودان. كما نشرت قوات الدعم السريع مكاتبها العسكرية في السوق، الذي يشهد عمليات نهب مستمرة.

وأوضح مصدر ميداني لـ"الترا سودان" أن سيطرة الجيش على محلية أمبدة ذات أبعاد استراتيجية، وتعد بداية الزحف نحو أقصى أم درمان لتحرير مدينة أم درمان بالكامل من قوات الدعم السريع.

وكان النائب العام الفاتح طيفور قد أكد في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي من بورتسودان أن قوات الدعم السريع تحتل نحو (450) ألف منشأة، تشمل مرافق مدنية ومنازل المواطنين.

درجت قوات الدعم السريع على وضع الآليات العسكرية داخل المنازل تجنبًا للغارات الجوية، ولم يفلح اتفاق جدة في 11 أيار/مايو 2023 بين القوات المسلحة والدعم السريع في تنفيذ إخلاء منازل المواطنين والمرافق المدنية من قوات حميدتي، إذ يتهم الجيش قوات الدعم السريع بالنكوص عن تنفيذ هذا البند.

أسفرت الحرب في السودان عن نزوح (12) مليون شخص، ومقتل أكثر من (160) ألف مدني، وفق إحصائيات مستقلة غير رسمية، إلى جانب توقف المشاريع الزراعية وسط البلاد، ونقل العاصمة إلى بورتسودان بدلًا عن الخرطوم التي تشهد معارك مستمرة منذ منتصف نيسان/أبريل 2023.