الجيش يسترد المسعودية ويتقدم إلى منطقة جياد في تخوم الخرطوم

قالت مصادر ميدانية إن القوات المسلحة استردت منطقة المسعودية الواقعة غرب مدينة الكاملين بولاية الجزيرة، حيث تبعد عن العاصمة الخرطوم أيضًا أقل من مائة كيلو متر.

لم يتبق أمام الجيش عمليات معقدة نحو الخرطوم والتحديات القادمة كيفية إعمار العاصمة 

وأكدت مصادر ميدانية لـ"الترا سودان"، أن القوات المسلحة استمرت في التقدم طيلة الساعات الماضية، وسيطرت على بلدات "ألتي" و"النوبة" أقصى غرب ودمدني، وتعني هذه العملية اقتراب الجيش من شرق الخرطوم نحو منطقة سوبا.

وأشارت المصادر الميدانية إلى أن الجيش اقترب من منطقة جياد، وهي أكبر منطقة صناعية للسيارات تعرضت إلى نهب غير مسبوق من قوات الدعم السريع، وخسرت البلاد بنية صناعية في مجال المركبات والصناعات التحويلية.

ومنطقة جياد الصناعية مملوكة لمنظومة الصناعات الدفاعية التابعة للمؤسسة العسكرية، ونشأت إبان حكم البشير وتقع شرق العاصمة.

أما المسعودية التي سيطرت عليها القوات المسلحة الجمعة 7 شباط/فبراير 2025، بلدة صغيرة تقع على طريق بري بين ودمدني والخرطوم، ويعتمد سكانها على الزراعة والتجارة في السوق الرئيسي، وخلال سيطرة قوات حميدتي تعرض سكانها إلى تشريد غير مسبوق بسبب الانتهاكات والعنف بحق النساء والفتيات.

حال عبور الجيش لمنطقة جياد، يعني وصوله بشكل رسمي إلى شرق الخرطوم، والاقتراب من مناطق جنوب الحزام وشرق العاصمة، حيث أحياء الرياض والطائف وأركويت، ويمهد الطريق أمام وصول القوات المسلحة من شرق النيل.

هذه المهمة قد تضع ثلاثة جيوش قادمة من ثلاثة محاور على أعتاب الارتباط بينها داخل العاصمة الخرطوم من القيادة العامة وشرق النيل ومنطقة سوبا.

وفي ظل تقدم الجيش ميدانيًا نحو العاصمة الخرطوم، فإن هناك تحديات تواجه القوات المسلحة في إعادة إعمار البنية التحتية، وتهيئة الأوضاع لعودة النازحين الذين يشكلون 60% من سكان ولاية الخرطوم.

مئات الموتى دفنوا في الشوارع وداخل المنازل، إلى جانب تدمير واسع طال شبكة الكهرباء، وتوقف المستشفيات التي تعرضت إلى نهب غير مسبوق في القطاعين العام والخاص.

وأحرزت القوات المسلحة تقدمًا على الأرض، بالاعتماد على عشرات الآلاف من الشبان الذين انخرطوا في القتال، لا سيما من المناطق المتضررة من انتهاكات الدعم السريع بولاية الجزيرة والنيل الأبيض وسنار، وأحدثت قوات المشاة فارقًا كبيرًا طالما افتقدته القوات المسلحة في الأسابيع الأولى لاندلاع الحرب، ما أدى إلى سيطرة قوات حميدتي على غالبية مناطق العاصمة والجزيرة ودارفور.