سياسة

الجسور.. هل تدخل في معادلة الحرب في الخرطوم؟

11 نوفمبر 2023
كبري النيل الأزرق.jpg
كبري النيل الأزرق بالخرطوم (Getty)
محمد حلفاويصحفي سوداني

لم يكن السودانيون صباح اليوم في حاجة إلى سماع أخبار صادمة عن تدمير جسر "شمبات" الرابط بين الخرطوم بحري وأم درمان، بقدر ما أنهم كانوا يودون سماع أنباء عن انتهاء المعارك وقرب العودة إلى منازلهم التي فارقوها منذ نحو سبعة أشهر حتى انطفأت نار الطعام التي تركوها من تلقاء نفسها.

باحث لـ"الترا سودان": قد تطال عمليات التدمير خلال الحرب جسورًا أخرى ما لم تسرع الوساطة في منبر جدة لإيقاف القتال

وأنشئ جسر "شمبات" الذي تبادل الطرفان (الجيش السوداني والدعم السريع) الاتهامات بتدميره – أنشئ في ستينات القرن الماضي، بواسطة شركة إيطالية. ويربط بين مدينتين كبيرتين في العاصمة الخرطوم ويقدم خدماته لأكثر من سبعة ملايين شخص.

تسيطر "الدعم السريع" على جسر "شمبات" من الناحيتين، إذ يتنشر عناصرها في الخرطوم بحري عند أسفل الجسر وفي الأحياء القريبة وسلاح "المظلات" الذي يقع عند حواف الجسر، كما تسيطر عناصر الدعم السريع على أسفل جسر "شمبات" من ناحية مدينة أم درمان، تلك المناطق القريبة من مباني الإذاعة والتلفزيون التي ما تزال تسيطر عليها الدعم السريع منذ بداية الحرب.

إنهاء خط إمداد الدعم السريع عبر جسر "شمبات" قد يكون تحولًا نوعيًا في أرض المعركة، بأن يتقدم الجيش من الجانبين في الخرطوم بحري وأم درمان، خاصةً بعد التقدم الذي أحرزه في جبهة أم درمان القديمة قريبًا من هذا الجسر قبل شهرين.

https://t.me/ultrasudan

وفي الوقت نفسه، فإن تدمير جسر "شمبات" قد يدفع الدعم السريع إلى العمل على تضييق الخناق على الجيش في سلاح "المهندسين" بأم درمان والذي يسيطر على جسر "الفتيحاب" من ناحية أم درمان (جسر يربط أم درمان بالخرطوم) فيما تسيطر الدعم السريع على الجسر من ناحية مدينة الخرطوم حتى المقرن ومباني "الإستراتيجية" ومطابع العملة، مرورًا بأحياء القوز والرميلة واللاماب حتى تخوم سلاح "المدرعات" جنوب الخرطوم.

وفي حين تشتد مخاوف المدنيين مع استمرار القتال من أن يطال الدمار جسورًا أخرى يراها الطرفان أهدافًا عسكرية ضمن معارك "كسر العظم" التي يخوضانها، ولا سيما وقد اكتفى الاتفاق الذي وقع عليه الجانبان في جدة بالمسار الإنساني وإجراءات بناء الثقة دون التطرق إلى وقف إطلاق النار.

يتطلب تدمير الجسور خلال الحروب عادةً وضع عبوات ناسفة أسفل الجسر وتفجيرها أو ضربها بسلاح الطيران.

يقول الباحث في مجال هندسة المساحة محمد إدريس لـ"الترا سودان" إن الخرطوم لا تتوافر فيها بنية تحتية متعددة من الجسور التي قال إنها تكاد لا تكفي لعبور آلاف السيارات بين مدن العاصمة التي تشهد اختناقات مرورية يومية، لافتًا إلى أن "تدمير جسر شمبات خسارة كبيرة للبنية التحتية التي تخص المدنيين". وتابع: "من خلال مشاهدتي للصور، يمكن إصلاح جسر شمبات، لأن التدمير استهدف إخراجه عن الخدمة خلال الحرب".

كبري "شمبات" إثر تدميره
صورة تظهر جسر "شمبات" بعد تدميره جزئيًا (فيسبوك)

وأشار مهندس المساحة محمد إدريس إلى أن هناك "مخاوف من استمرار تدمير جسور أخرى خلال الحرب، والوصول إلى نقطة اللاعودة، وتلاشي أحلام السودانيين بالعودة إلى الخرطوم قريبًا".

ومع وجود جسور أخرى تقع تحت سيطرة الطرفين، فإن المخاوف كبيرة من أن تُدمر هي الأخرى ولا سيما داخل العاصمة الخرطوم. وتأتي أهمية الجسور من أنها تربط مدن العاصمة الثلاث فوق مياه النيل.

يقول الباحث في الشؤون الإستراتيجية محمد عباس في حديث إلى "الترا سودان" إن دخول مصفاة "الجيلي" وجسر "شمبات" على خط الأزمة من خلال عمليات التدمير تحول في حرب الخرطوم التي قال إنها "منطقة تماس" بين الطرفين المتحاربين، ويبدد الآمال في توقف الحرب. وزاد قائلًا: "في الحروب تسمى هذه معركة كسر العظم بتوجيه ضربة قاضية للخصم، لكن في الخرطوم فإنها قد تكون معارك تدمير الجسور لتوجيه ضربة قاضية لدعاة إيقاف الحرب". "ما يزال تيار الحرب هو الذي يدير المشهد" – أردف عباس.

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert