البرهان يلقي خطاب السودان في القمة العربية بالجزائر

الترا سودان | فريق التحرير

ألقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان، خطاب السودان أمام القمة العربية في دورتها العادية التي تستضيفها الجزائر.

وكان البرهان قد غادر للعاصمة الجزائرية للمشاركة في القمة الأولى منذ العام 2019، في 31 تشرين الأول/أكتوبر المنصرم، لإلقاء كلمة السودان أمام القادة العرب، وعقد مجموعة من اللقاءات على هامش القمة.

يأمل السودان من القمة العربية تبني مبادرة السودان لتأمين الغذاء العربي المدرجة ضمن أجندتها

وقال البرهان في كلمته أمام الزعماء العرب، إن التغيرات الدولية والتقلبات المناخية وغيرها من الأزمات وفي مقدمتها أزمة الغذاء العالمي تتطلب من القادة العرب التخطيط العلمي وفق منهج للعمل المشترك يراعي ضرورات مصلحة الأمة لتجاوز هذه الأزمات.

ويأمل السودان من القمة العربية تبني مبادرة السودان لتأمين الغذاء العربي المدرجة ضمن أجندتها، حيث جدد البرهان في كلمته التزام السودان بمبادرة الأمن الغذائي العربي التي طرحها السودان في العام 2013، قائلًا إن السودان مفتوح للحكومات وقطاع الأعمال العربي، معربًا عن أمله في أن تتبنى القمة قرارات تحث منظمات الجامعة العربية والدول والحكومات لدعم مشروع الاكتفاء الذاتي للأمة العربية من الحبوب والغذاء.

ودعا رئيس مجلس السيادة القادة إلى دعمهم لترسيخ دعائم السلام والاستقرار والتنمية في السودان في هذه المرحلة الانتقالية الاستثنائية لإنجاز مهام الفترة الانتقالية، مؤكدًا "الالتزام الكامل" بتوفير المناخ الملائم للحوار الوطني، ودعم المبادرات المطروحة من القوى السياسية والمجتمعية، وتشجيع الجهود التي تبذلها الآلية الثلاثية لتسهيل الحوار بين الأطراف للتوصل إلى اتفاق يمهد لتشكيل "حكومة كفاءات مدنية" تدير ما تبقى من الفترة الانتقالية وصولًا إلى "انتخابات حرة ونزيهة بنهاية الفترة الانتقالية"، بحسب تعبيره.

ويأتي حديث البرهان عن الوضع في السودان وسط تسريبات عن تسوية مرتقبة تعيد البلاد للمسار الانتقالي، حيث كان قد أعلن في تموز/يوليو الماضي عن عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في الحوار الذي تيسّره الآلية الثلاثية؛ قائلًا إن القرار يأتي لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية والمكونات الوطنية الأخرى للجلوس من أجل تشكيل "حكومة الكفاءات الوطنية المستقلة" لإكمال مطلوبات الفترة الانتقالية.

وأشار البرهان خلال مخاطبته القمة، إلى أن اتفاقية جوبا لسلام السودان قد أسهمت في استقرار وتحقيق الأمن في أجزاء واسعة من البلاد، وأن "الإرادة الصادقة" متوفرة لدى الحكومة وأطراف السلام لتحقيقه رغم التحديات الكبيرة التي تواجه عملية تنفيذ هذه الاتفاقية.

وكانت الحكومة الانتقالية قد وقعت على اتفاقية سلام جوبا في تشرين الأول/أكتوبر 2020، وشاركت فصائل واسعة من قوى الكفاح المسلح في العملية السلمية، فيما لم يتم تنفيذ العديد من بنود الاتفاقية وأهمها عمليات الدمج والتسريح للقوات ضمن الترتيبات الأمنية، وتشكيل المفوضيات المتعددة المنصوص عليها في اتفاق السلام.

وأكد عبدالفتاح البرهان على الدور الإيجابي للسودان في دعم السلام والاستقرار في الوطن العربي في ليبيا والصومال، إلى جانب مكافحة الإرهاب والجرائم العابرة والإتجار بالبشر في منطقة الساحل والصحراء والبحر الأحمر.

وناشد رئيس مجلس السيادة الأطراف الليبية للحوار من أجل التوصل الى قاعدة دستورية تعيد الأوضاع لطبيعتها، كما دعا الأطراف في اليمن لاستئناف الحوار من أجل تسوية سياسية وفقًا للمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وأعلن رئيس مجلس السيادة موقف السودان الثابت والمبدئي إزاء القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

يذكر أن رئيس رئيس مجلس السيادة كان قد ابتدر مسارًا للتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي عقب لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو في عنتيبي الأوغندية في العام 2020، لينتهي الأمر إلى توقيع السودان في كانون الثاني/يناير 2021، على الاتفاقية الإبراهيمية منضمًا بذلك للدول العربية المطبعة مع الكيان.