الاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني الكارثي في السودان

أعرب مجلس الاتحاد الأوروبي عن "قلقه العميق" إزاء الوضع الإنساني الكارثي الناجم عن الصراع في السودان، مدينًا ما وصفه بـ"الاستهداف المباشر والعشوائي للمدنيين" الذي قال إنه أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. ودعا المجلس في تصريحات اليوم، جميع الأطراف إلى الإيفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي لحماية المدنيين وتيسير الوصول الإنساني.

جدد الاتحاد الأوروبي دعوته إلى جميع الأطراف في السودان لوقف الأعمال العدائية

تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار القتال العنيف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ نيسان/أبريل 2023، مما أدى إلى سقوط عشرات آلاف الضحايا من المدنيين، وتشريد أكثر من (14) مليون شخص داخل السودان وخارجه. ويعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية، مع تعطل كامل للخدمات الأساسية في العديد من المناطق.

في هذا السياق، جدد المجلس الأوروبي دعوته العاجلة إلى جميع أطراف النزاع في السودان لوقف الأعمال العدائية فورًا، والدخول في حوار يؤدي إلى حل مستدام للصراع. وسبق أن دعت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى ضرورة وقف إطلاق النار، إلا أن الجهود الدبلوماسية والمبادرات الدولية لم تسفر حتى الآن عن نتائج ملموسة.

وأكد الاتحاد الأوروبي استمراره في تقديم الدعم الإنساني للسودان، حيث يعاني أكثر من (24) مليون شخص من نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية. كما حث المجلس المجتمع الدولي على الإسراع في صرف التعهدات التي تم الإعلان عنها في المؤتمر الدولي للمساعدات الإنسانية للسودان والدول المجاورة المعروف باسم "مؤتمر باريس"، بهدف تخفيف المعاناة الإنسانية المتزايدة وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

يذكر أن الحكومة السودانية كانت قد أعلنت اليوم التزامها بتقديم كافة التسهيلات اللازمة لضمان انسياب المساعدات الإنسانية للمحتاجين في جميع أنحاء البلاد. وضمن هذه الجهود، وافقت الحكومة على فتح مطارات جديدة في كسلا ودنقلا والأبيض، بالإضافة إلى مطار كادقلي، مما يرفع عدد المطارات المتاحة أمام المنظمات الدولية إلى ستة مطارات، إلى جانب سبعة معابر برية لتسهيل دخول المساعدات.

وأكدت الحكومة أيضًا على استمرار التعاون مع جنوب السودان لتسيير رحلات جوية تنقل المساعدات إلى ولاية جنوب كردفان. ودعت المجتمع الدولي إلى الإيفاء بالتزاماته وتقديم الدعم اللازم، بالإضافة إلى الضغط على "المتمردين" لوقف استهداف المدنيين وعرقلة المساعدات.