مسؤولة أممية: يتعين علينا اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة المجاعة في السودان

قالت نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، والمعروفة اختصارًا بـ"الفاو"، بيث بيكدول: "يتعين علينا اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة المجاعة في السودان"، وذلك في جلسة انعقدت صباح اليوم لمجلس الأمن حول انعدام الأمن الغذائي في السودان، حيث استمع المجلس إلى إحاطتين من مديرة المناصرة والعمليات لدى الأوتشا، إيديم ووسورنو، ونائبة المدير العام للفاو، بيث بيكدول.

دعت المسؤولة الأممية المجلس لاستخدام نفوذه السياسي من أجل إيقاف الأعمال العدائية في السودان

وتأتي الجلسة في أعقاب صدور أحدث تحليل للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، الذي أفاد بأن ظروف المجاعة تعصف بخمس مناطق في البلاد، بما في ذلك مخيمات زمزم والسلام وأبوشوك للنازحين، وجبال النوبة الغربية، مع توقعات بتأثر خمسة مواقع أخرى في ولاية شمال دارفور خلال الفترة من كانون الثاني/يناير الجاري إلى أيار/مايو المقبل. كما يحيط خطر المجاعة بـ(17) منطقة أخرى.

وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة السودانية وصفت نتائج التقرير بأنها تخمينية، ولا تستند إلى معايير دقيقة، وأكدت رفضها القاطع لتسييس قضايا الأمن الغذائي واستخدام الادعاءات المتعلقة بوجود مجاعة في البلاد لتنفيذ أجندة خفية. وأكدت التزام السودان بالتعامل مع المنظمات الدولية تحترم سيادته.

وذكرت بيكدول في إحاطتها أمام المجلس أن المجاعة في السودان أصبحت واقعًا، وأضافت: "ليس فقط بموت الناس من الجوع، ولكن أيضًا بانهيار الأنظمة الصحية وسبل العيش والهياكل الاجتماعية، مما يخلف عواقب لا رجعة فيها يمكن أن تستمر لأجيال"، على حد قولها.

وقالت المسؤولة الأممية إن خسائر الإنتاج في المحاصيل الأولية مثل الذرة الرفيعة والدخن والقمح خلال العام الأول من الحرب من شأنها أن تطعم (18) مليون شخص لمدة عام، مشيرة إلى أن الخسارة الاقتصادية تتراوح بين 1.3 و1.7 مليار دولار أميركي.

ودعت بيكدول المجلس لاستخدام نفوذه السياسي من أجل إيقاف الأعمال العدائية في السودان وتقديم الإغاثة للأشخاص العالقين في مناطق الصراع، بالإضافة إلى توفير الوصول الإنساني الفوري. وقالت إن المساعدات الإنسانية وحدها لا تكفي، حيث إنها لا تعالج النطاق الكامل لأزمة الجوع، مشيرة إلى ضرورة ضمان الإنتاج الغذائي المحلي من خلال توفير الدعم الزراعي الطارئ لمنع المزيد من الكوارث الإنسانية، وفقًا لما ورد.

من جانبها، قالت المسؤولة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن تأثير الأزمة في السودان لا يتساوى بين السكان، "حيث يفرض الجوع الشديد مخاطر غير متناسبة على النساء والفتيات، وعلى الصغار وكبار السن".

ودعت وورسورنو مجلس الأمن الدولي إلى تكثيف الضغوط على الجيش وقوات الدعم السريع من أجل الامتثال للقانون الدولي الإنساني، والوفاء بالتزاماتها في تلبية احتياجات المدنيين وحماية البنية التحتية والخدمات الحيوية. كما طالبت المجلس باستخدام نفوذه لضمان فتح كافة الطرق أمام إمدادات الإغاثة وعمال الإغاثة الإنسانية.

وأكدت مديرة المناصرة والعمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن خطة الاستجابة الإنسانية في السودان لعام 2025 ستحتاج إلى 4.2 مليار دولار لتقديم الدعم لحوالي 21 مليون شخص داخل البلاد. وأضافت أن هناك حاجة إلى 1.8 مليار دولار إضافية لتلبية احتياجات خمسة ملايين شخص، معظمهم من اللاجئين في سبع دول مجاورة. وأوضحت أن الأوضاع الإنسانية في السودان تتطلب تعبئة غير مسبوقة للدعم الدولي بسبب حجم الاحتياجات غير المسبوق.