سياسة

الأمم المتحدة: حالة حقوق الإنسان في السودان "مثيرة للقلق"

4 مارس 2023
احتجاجات - علم السودان.jpg
(Getty) احتجاجات رافضة للحكم العسكري في السودان
معاذ إدريس
معاذ إدريسصحفي وكاتب من السودان

وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حالة حقوق الإنسان في السودان بأنها "مثيرة للقلق"، لافتًا إلى توثيق بعثة "اليونيتامس" لـ(72) حادثًا –خلال الفترة من 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 إلى 18 شباط/فبراير الماضي– زُعم فيها ارتكاب انتهاكات وتجاوزات لحقوق الإنسان طالت (316) شخصًا، بينهم (21) طفلًا، ومن بين الحوادث الموثقة تحققت البعثة من (58) حادثًا – بحسب الأمين العام.

قدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريرًا إلى مجلس الأمن يغطي التطورات في السودان من 21 نوفمبر 2022 إلى 18 فبراير الماضي

وقدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريرًا إلى مجلس الأمن الدولي، عملًا بقرار المجلس (2636) للعام 2022 بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لتقديم المساعدة خلال الفترة الانتقالية في السودان (اليونيتامس) حتى الثالث من حزيران/يونيو 2023.

ويغطي التقرير الذي نشرته صفحة البعثة الأممية اليوم – يغطي التطورات في السودان في الفترة من 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 إلى 18 شباط/فبراير الماضي.

ومن بين الانتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان التي وثقتها بعثة "اليونيتامس"، أفادت تقارير بأن المسؤولية عن (15) حادثًا –طالت (66) ضحية– نسبت إلى قوات الأمن الحكومية، فيما نسبت المسؤولية عن (52) حادثًا –طالت (236) ضحية– إلى جماعات مسلحة غير تابعة للدولة، بما في ذلك الحركات المسلحة وجماعات المليشيات – بحسب تقرير الأمين العام للأمم المتحدة.

وطبقًا للتقرير، بلغ عدد ضحايا الحق في الحياة –خلال الفترة التي يغطيها التقرير– (135) شخصًا، فيما بلغ ضحايا انتهاكات السلامة البدنية (141) شخصًا، بينما بلغ ضحايا العنف الجنسي والجنساني (17) ضحية، والاعتداء الجسدي (14) شخصًا – بمقتضى التقرير.

https://t.me/ultrasudan

وأبان تقرير الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن أن السودان شهد تطورات وصفها بالإيجابية بعد "الجمود" الذي نتج عن الانقلاب العسكري في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، لافتًا إلى التوقيع على الاتفاق الإطاري السياسي بين القيادة العسكرية وأكثر من (40) من الأحزاب السياسية والحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام ونقابات عمالية وتجمعات مهنية – بحسب التقرير.

وقال التقرير إلى الاتفاق الإطاري قوبل بـ"بترحيب واسع من الجهات الفاعلة الوطنية والإقليمية والدولية"، مشيرًا إلى أن بعض القوى السياسية "الهامة" –بوصف التقرير– ظلت خارج الاتفاق الإطاري، بما فيها أعضاء في تحالف قوى الحرية والتغيير (مجموعة الكتلة الديمقراطية) مثل مناوي وجبريل قائدي حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة.

وذكر التقرير أن لجان المقاومة واصلت في تنظيم الاحتجاجات خاصةً في الخرطوم للتنديد بالانقلاب العسكري والدعوة إلى إنهائه، مشيرًا إلى حالات الاستخدام "المفرط وغير المتناسب" للقوة من القوات الأمنية ضد الاحتجاجات التي قال التقرير إنها "ظلت سلمية في معظمها". ولفت التقرير إلى استخدام قوات الأمن الذخيرة الحية وقنابل الغاز المسيل الدموع وقنابل الغاز المحشوة بالمسامير والحجارة ضد متظاهرين "كان أغلبهم سلميين" – بحسب تعبير التقرير.

وأسفر استخدام القوة من قوات الأمن عن مقتل خمسة متظاهرين –خلال الفترة التي يغطيها التقرير– منهم صبي في الـ(17) من عمره وآخر في الـ(15) من عمره، وإصابة ما لا يقل عن (939) شخصًا – طبقًا للتقرير.

وبخصوص اتفاق جوبا لسلام السودان، قال الأمين العام في تقريره إلى مجلس الأمن الدولي إنه "لم يُحرز أي تقدم يذكر" في تنفيذ الاتفاق، عازيًا الأمر إلى عدم التواصل إلى حل للأزمة السياسية في البلاد.

وأشار التقرير إلى استمرار "التشرذم السياسي" في الجزء الشرقي من السودان، لافتًا إلى استمرار انقسام المجلس الأعلى لنظارات "البجا" وتصاعد التواترات بين الزعماء القبليين والسياسيين الذين تتباين وجهات نظرهم بشأن العملية السياسية والمسائل المتعلقة بشرق السودان.

وأوضح التقرير أن عملية السلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو متوقفة في انتظار تشكيل حكومة مدنية والعودة إلى النظام الدستوري، لافتًا إلى بيان الحلو بشأن استعداده لاستئناف المحادثات، وواصفًا إياه بالتطور الإيجابي.

الحالة الأمنية

ولفت التقرير إلى انخفاض العدد الإجمالي للحوادث الأمنية، مستدركًا بأن الاشتباكات القبلية والنزاع المسلح والجريمة "تشكل تحديات أمنية خطيرة". وسجّل –بحسب التقرير– (623) حادث أمني خلال الفترة من 21 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي إلى 18 شباط/فبراير الماضي، مقابل (524) حادثًا في الفترة المشمولة بالتقرير السابق.

ووفقًا للتقرير، فقد أدت الاشتباكات القبلية إلى مقتل (111) شخصًا، من بينهم سبع نساء وطفل، وإصابة (100) آخرين من بينهم ثلاث نساء وثلاثة أطفال.

ووقعت الاشتباكات في ولايات النيل الأزرق وغرب كردفان وجنوب كردفان ووسط دارفور وشمال دارفور وجنوب دارفور – ووفقًا للتقرير.

وأفاد التقرير بأن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ظل يتلقى تقارير عن ارتكاب أعمال "عنف جنسي" ضد النساء من مخيمات النازحين داخليًا اللواتي يشتغلن خارج المخيمات لكسب عيشهن.

ووفقًا للتقرير، تحققت فرقة العمل القطرية التابعة للأمم المتحدة المعنية برصد الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في حالات النزاع المسلح – تحققت من (13) انتهاكًا جسيمًا ضد الأطفال، إذ تعرض (11) طفلًا للتشويه، فيما قتل طفلان على أيدي جناة مجهولين في دارفور – بحسب التقرير.

الاقتصاد

بحسب تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، انكمش اقتصاد السودان بنسبة (0.3%) في 2022، بسبب انخفاض النشاط الاقتصادي والقلاقل المدنية وتعليق المساعدات الدولية وارتفاع أسعار الاستيراد.

الاحتياجات الإنسانية

بلغت الاحتياجات الإنسانية في السودان "مستويات قياسية"، إذ يحتاج (15.8) مليون شخص (نحو ثلث السكان) إلى المساعدات الإنسانية في 2023 – وفقًا للتقرير.

ارتفع عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية بـ(1.5) مليون شخص عما كان عليه في 2022

وارتفع عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية بـ(1.5) مليون شخص عما كان عليه في 2022، وهو أعلى رقم مسجل منذ 2011 – طبقًا للتقرير.

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert