"الأمبتاري" و"السفنجة".. هل عرقلا لقاء البرهان وحميدتي؟
10 يناير 2024
في خطابين مرتجلين، اعتبرته القوى المدنية المناهضة للحرب "تصعيدًا كلاميًا"، بين قائدي الجيش والدعم السريع طوال هذا الأسبوع، ربما وضعا العراقيل أمام لقاء كان مرتقبًا بين الجنرالين، في جيبوتي نهاية الأسبوع الماضي، لبحث وقف إطلاق النار وإنهاء القتال في السودان.
وابتدأ قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، التصريحات التصعيدية، فور ظهوره بشكل علني في أديس أبابا الأسبوع الماضي، إذ اتهم "قائد الجيش بالتحايل على السلام"، رغم أنه كان محاصرًا في القيادة العامة للجيش بالخرطوم حتى نهاية آب/أغسطس الماضي وخرج ينتعل "سفنجة"، في إشارة الى خروجه من مباني الجيش بوزارة الدفاع، مقر القيادة المركزية للمعارك العسكرية، وهو محاصر من قوات الدعم السريع، وفقًا لتصريحات حميدتي.
يرى الباحث السياسي مصعب عبد الله في حديث مع "الترا سودان"، أن تهيئة الأجواء التي تسبق الجولات المتعلقة بمحادثات السلام عملية ضرورية، والتصريحات الصادرة والمضادة لها من الجنرالين جعلت الأجواء مشحونة
وجاءت تصريحات حميدتي، في مؤتمر صحفي عقده، في أديس أبابا، عقب لقاء مشترك مع وفد تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) برئاسة عبد الله حمدوك الأسبوع الماضي.
وكان المأمول، حسب ما يقول المدنيون المناهضون للحرب، إن تأتي تصريحات حميدتي معافاة من "التصعيد الكلامي"، خاصة وأن اجتماعه مع وفد (تقدم) ناقش سبل إيقاف الحرب الذي يبدأ بخفض "التصريحات المعادية".
كما أن الجيش يشعر بالحساسية تجاه "الحرب الكلامية" الصادرة تجاه قائده، بمعنى أن الرأي العام داخل القوات المسلحة، حسب الباحث السياسي مصعب عبد الله، يتأثر بالخطابات المعادية ويمارس ضغوطًا تجاه القيادة العسكرية لاتخاذ موقف من هذه التصريحات، وبالتالي كان على حميدتي مراعاة اقتراب الاجتماع مع البرهان قبل أن يطلق تصريحاته.
والتقط قائد الجيش الفريق السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، "القفاز سريعًا"، وقال في خطاب أمام الجنود في قاعدة جبيت، يوم الجمعة، إن حميدتي "متمرد ويطمع في تولي السلطة بالقوة العسكرية"، مضيفًا: أنه "لم يترك ’أمبتاري’ إلا وجلبه إلى الخرطوم ليتكهنوا له بالسلطة"، في إشارة إلى حميدتي. و"الأمبتاري" معروف شعبيًا في السودان، بأنه رجلٌ يتنبأ من كتاب يحمله معه حول المستقبل.
"حفلة التصريحات" بين الجنرالين، وضعت اجتماعًا مرتقبًا بينهما في هذه الأيام على "كف عفريت"، كما يقول نشطاء يناهضون القتال في السودان، الذي يقترب من الانزلاق الى حرب أهلية على خلفية دعوات تسليح المواطنين.
وفي الخطابات التي تصدر من الجنرالين طيلة الأشهر الماضية، منذ حرب منتصف نيسان/أبريل، لم يتوقفا عن تبادل الاتهامات بالسعي نحو السلطة عبر البندقية.
وأبلغ رئيس دورة الإيقاد ورئيس دولة جيبوتي عمر فيلا، وفد تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) برئاسة عبد الله حمدوك، تعليقًا على سبل جهود أفريقية لجمعها على طاولة واحدة، أن الجنرالين كلاهما يشكو من الآخر .
الجيش يشعر بالحساسية تجاه "الحرب الكلامية" الصادرة تجاه قائده، بمعنى أن الرأي العام داخل القوات المسلحة، حسب الباحث السياسي مصعب عبد الله، يتأثر بالخطابات المعادية ويمارس ضغوطًا تجاه القيادة العسكرية لاتخاذ موقف من هذه التصريحات
وعلق عضو تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) والخبير في فض النزاعات جمعة كندة في ندوة عقدتها (تقدم)، في العاصمة الأوغندية كمبالا، الأحد الماضي، أن الجنرالين يسيطران على الفضاء السياسي وبالتالي السيطرة العسكرية أيضًا، ما يعني أن المدنيين ليسوا جزءًا من التأثير على مجريات الأحداث في السودان لصالح إيقاف الحرب.
ويرى الباحث السياسي مصعب عبد الله في حديث مع "الترا سودان"، أن تهيئة الأجواء التي تسبق الجولات المتعلقة بمحادثات السلام عملية ضرورية، والتصريحات الصادرة والمضادة لها من الجنرالين جعلت الأجواء مشحونة، وربما يعلمان أن الاجتماع بينهما مستحيل.
الكلمات المفتاحية

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة
يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي
اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر
وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.