سياسة

الآلاف يسيطرون على شارع القصر لساعات في مليونية 30 نوفمبر

30 نوفمبر 2021
GettyImages-1236913126.jpg
استمرت الاحتجاجات لساعات بالقرب من القصر الرئاسي وسط الخرطوم (Getty)
محمد حلفاويصحفي سوداني

سيطر عشرات الآلاف من المحتجين السلميين، على شارع القصر القريب من مقر مجلس السيادة الانتقالي "أعلى هيئة انتقالية" اليوم الثلاثاء، لأكثر من أربع ساعات. وتحدى الموكب المركزي لمليونية 30 تشرين الثاني/نوفمبر القنابل الصوتية وعبوات الغاز المسيل للدموع.

وتجمع الآلاف في نقاط مختلفة حول منطقة السوق العربي وسط العاصمة، وتقدم موكب من محطة جاكسون للحافلات متخذًا شارع السيد عبد الرحمن لملاقاة موكب آخر قادم من محطة شروني في شارع القصر.

إصابات متفاوتة في الموكب نقلت للمستشفيات القريبة

وتأتي مليونية اليوم الثلاثاء نتيجة دعوة أطلقتها تنسيقية لجان مقاومة ولاية الخرطوم التي تقود الحراك السلمي بشكل شبه مستقل منذ الانقلاب الذي نفذه المكون العسكري في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

اقرأ/ي أيضًا: الدعم السريع تحذر من تدفق الأسلحة إلى السودان وتطلب عونًا دوليًا

واستخدمت القوات الأمنية خطة لمنع تقدم المحتجين نحو القصر، وتمركزت الناقلات ومدرعات الشرطة في تقاطع رئيسي يؤدي إلى القصر.

وقاوم آلاف المحتجين عبوات الغاز التي أطلقتها الشرطة بكثافة عالية، وتفرقوا إلى الشوارع المحيطة بشارع القصر. وشاهد مراسل "الترا سودان" عشرات المحتجين الذين أعادوا عبوات الغاز إلى رماتها في ظاهرة تتكرر كثيرًا منذ بداية الحراك السلمي الذي أطاح بنظام عمر البشير.

وكي تتمكن من إبعاد المتظاهرين من شارع القصر استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع بكثافة عالية حتى غطت سحب الدخان سماء المنطقة، لكن الإجراءات الأمنية لم تسفر عن تفريق الموكب المركزي.

وجراء الاستخدام المكثف لعبوات الغاز أُصيب العشرات بالاختناق والإصابة في الأجساد وجرى نقلهم إلى مستشفى فضيل ومركز النيلين القريبين من شارع القصر، فيما أصيب آخرون بالقنابل الصوتية بعضها إصابات بالغة.

ورصد مراسل "الترا سودان" موكب الخرطوم بحري الذي تقدم بالشوارع الداخلية من شارع الشهيد عبد السلام كشة "البلدية" وكاد أن يقترب من القصر، لكن الشرطة أطلقت الغاز بشكل مكثف وأجبرتهم على التراجع إلى منطقة قريبة من شارع المك نمر.

وظهرت المشاركة الكبيرة في تحدي الموكب للسلطات الأمنية والتظاهر لساعات في شارع القصر.

وشاركت قيادات بارزة من قوى الحرية والتغيير "المجلس المركزي" في مليونية 30 تشرين الثاني/نوفمبر بشارع القصر، إذ رصد مراسل "الترا سودان" انضمام عضو لجنة إزالة التمكين السابق وجدي صالح، ووزير رئاسة مجلس الوزراء السابق خالد عمر يوسف إلى موكب جنوب الخرطوم الذي انطلق من نقطة باشدار بحي الديوم.

وقالت سحر حسن والتي شاركت في موكب القصر، لـ"الترا سودان"، إن مليونية 30 تشرين الثاني/نوفمبر، أثبتت أن الشارع لن يتراجع قبل تحقيق مطلبه المُتمثل في سلطة مدنية كامل وإنهاء الحكم العسكري بعد انقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر.

وأشارت سحر إلى أن السودانيين يصممون على تحقيق مطالبهم ولم ينحسر الحراك السلمي بعد توقيع الاتفاق السياسي بين قادة الجيش ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك في 21 تشرين الثاني/نوفمبر كما توقعوا ذلك.

ويسود سخط وسط المحتجين من أداء الأحزاب التي شاركت في السلطة الانتقالية بالمناصفة مع العسكريين ويخشى المحتجون من هيمنتها على الأجندة السياسية الناتجة عن الاحتجاجات الشعبية.

ويوضح الثائر أواب عبد الكريم وهو عضو لجان مقاومة من شرق العاصمة، لـ"الترا سودان"، أن القطيعة بين قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة غير مبررة ولا بد من صيغة جديدة حول الأهداف، وأن يُظهر قادة الأحزاب التزامًا إزاء التحول الديمقراطي وعدم المشاركة في أي تسوية تضعف الانتقال المدني الكامل.

وكانت السلطات أفرجت صباح اليوم عن وزير الصناعة إبراهيم الشيخ وأعضاء لجنة إزالة التمكين وجدي صالح وإيهاب الطيب، إلى جانب اسماعيل التاج عضو سكرتارية تجمع المهنيين، حيث شاركوا في الموكب المركزي بشارع القصر.

واستخدمت السلطات الأمنية الغاز المسيل للدموع بكثافة عالية لمنع اعتصام محتمل لآلاف المتظاهرين قرب القصر الرئاسي.

وقال محمد الحاج الذي شارك في الموكب المركزي في شارع القصر، لـ"الترا سودان": "إن ما حدث خطوة نحو إسقاط السلطة الانقلابية في الفترة القادمة وأن الشارع بات أكثر تنظيمًا لتحقيق مطالبه".

وذكر الحاج أن الشارع تطور من ناحية التكتيك بفضل التشابك الواسع بين لجان المقاومة في العاصمة، مشيرًا إلى أن هناك خطة سياسية تعتزم تنسيقيات لجان المقاومة صياغتها على مستوى البلاد، ستُطرح على الرأي العام قريبًا .

ويرى هذا الشاب الذي يخشى من سيطرة العسكريين على السلطة لسنوات قادمة أن المتظاهرين لم يسقطوا نظام البشير لاستبدال نظام عسكري بنظام استبدادي وعسكري.

اقرأ/ي أيضًا: مسلحون يقتحمون مكاتب "أطباء بلا حدود" في الضعين

وتابع الحاج: "نتوقع أن تستمر التظاهرات لإسقاط السلطة الانقلابية، لكن في نهاية المطاف نحن واثقون من وصولنا إلى الغاية التي ثرنا من أجلها".

قيادي في قحت: مليونية 30 نوفمبر أثبتت فقدان الانقلابيين للشرعية 

وكان قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان أصدر قرارات بتعيين أعضاء من المدنيين في مجلس السيادة الانتقالي، وتقول قوى الحرية والتغيير "المجلس المركزي" جرى تعيينهم بشكل آحادي.

ورغم ترحيب المجتمع الدولي بإعادة حمدوك إلى موقعه في 21 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، إلا أنه اعتبرها خطوة نحو إعادة المؤسسات الدستورية بالتوافق بين السودانيين.

وذكر عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير شهاب الطيب، في تصريحات لـ"الترا سودان"، أن الموكب المركزي اليوم بشارع القصر أثبت للانقلابيين فقدانهم الشرعية الدستورية، وأضاف "قوى الحرية والتغيير أكثر وحدة وقوة".

 اقرأ/ي أيضًا

ثوّار سودانيون ينضمون لـ"جيش الأضحكني"

في ظل الأزمة الاقتصادية.. خيارات قليلة للسودان في مواجهة "أوميكرون"

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert