اتفاق الترتيبات الأمنية بين الحكومة والجبهة الثورية.. ضوء في آخر النفق
19 أغسطس 2020
وقعت الحكومة السودانية والجبهة الثورية السودانية على اتفاق الترتيبات الأمنية مساء الإثنين الماضي بمدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، في إطار الوساطة المقدمة من الرئيس كير، على اتفاق الترتيبات الأمنية، في أجواء يسودها التفاؤل الحذر نسبةً لحالة الغليان التي تنتظم الشارع السوداني بسبب البطء في إنجاز استحقاقات الفترة الانتقالية بعد مضي عدة أشهر على إعلان تكوين الحكومة الانتقالية في السودان، وقد وقع على وثيقة الاتفاق من جانب الجبهة الثورية الفريق أحمد العمدة، بينما وقع الفريق ركن خالد عابدين عن الحكومة السودانية.
توت قلواك: تحقيق السلام في السودان، يعني استقرار الأوضاع في جنوب السودان، فنحن شعب واحد في دولتين وقضايا الأمن القومي أيضًا مشتركة بين البلدين
وأكد مستشار رئيس دولة جنوب السودان ورئيس فريق الوساطة في ملف مباحثات السلام السودانية، توت قلواك، في تصريحات صحفية عقب التوقيع، على أن تحقيق السلام في السودان سيعود بالاستقرار على جنوب السودان، مضيفًا بقوله: "إن تحقيق السلام في السودان، يعني استقرار الأوضاع في جنوب السودان، فنحن شعب واحد في دولتين وقضايا الأمن القومي أيضًا مشتركة بين البلدين".
اقرأ/ي أيضًا: فوضى التطبيع تفتح النقاش عن مستقبل الانتقال الديمقراطي في السودان
من جانبه أكد وزير الدفاع السوداني رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات الترتيبات الأمنية اللواء "يس إبراهيم يس" في كلمته عقب مراسم التوقيع، على أن تحقيق السلام والاستقرار والأمن بالبلاد يمثل أولوية قصوى بالنسبة للحكومة الانتقالية، وأردف قائلًا: "نحن في هذه اللحظات التي نحتفل فيها بالتوقيع على اتفاق الترتيبات الأمنية مع الحركة الشعبية، نحيي قواتنا المسلحة وهي تحتفل بعيدها السادس والستين"، مضيفًا بأن القوات المسلحة ستظل متماسكة وبانضمام أفراد الجيش الشعبي ستكون أكثر تماسكًا وقوة وجاهزية للتصدي لأي مهددات لأمن الوطن".
وأشار وزير الدفاع السوداني إلى أن هذا الاتفاق يمثل الخطوة الأولى في مسيرة تحقيق السلام والاستقرار في السودان، مطالبًا كلًا من عبد العزيز آدم الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال وعبد الواحد محمد نور رئيس حركة\جيش تحرير السودان، بالالتحاق بركب السلام من أجل المساهمة في دعم عملية التنمية.
ووصف نائب رئيس الحركة الشعبية شمال جناح مالك عقار، ياسر سعيد عرمان، اتفاق الترتيبات الأمنية في المنطقتين بالتاريخي والمهم للغاية، وقال في كلمته التي ألقاها عقب التوقيع على اتفاق الترتيبات الأمنية: "إن هذا الاتفاق يستمد أهميته من الأحداث التي تشهدها المنطقة من حولنا".
وأشار عرمان إلى أن التوصل لاتفاق السلام الشامل سيقود إلى تطوير وتحديث السودان، مضيفًا بالقول: "سنشارك جميعًا في تطوير وإصلاح وبناء قوات مسلحة قوية وفاعلة تعكس التنوع الذي يتميز به السودان، تكون لها عقيدة عسكرية جديدة بعيدة عن التسييس".
وشكر عرمان في كلمته رئيس وشعب دولة جنوب السودان لرعايتهم لهذه المفاوضات وحرصهم على تحقيق السلام والاستقرار في السودان، موضحًا بأن هذا الاتفاق سيقود لبناء جيش وطني يحمي جميع السودانيين، كما أعرب عن امتنانه لممثلي الدول المشاركة من أجل الدور الذي لعبته من أجل التوصل لاتفاق الترتيبات الأمنية.
وحول الترتيبات الأمنية الخاصة بملف دارفور قال عضو فريق وساطة جنوب السودان الدكتور ضيو مطوك، بأنهم يعملون حاليًا على توحيد الأوراق والمواقف التفاوضية المختلفة في وثيقة واحدة سيتم تسليمها للجنة حتى يبدأ التفاوض حولها.
اقرأ/ي أيضًا: بين سعي "السيادي" وموقف قوى التغيير "الباهت".. ما مستقبل التطبيع في السودان؟
هذا ونصت وثيقة اتفاق الترتيبات الأمنية على دمج قوات الجبهة الثورية السودانية في القوات المسلحة السودانية على أن يتم ذلك في ثلاث مراحل تبلغ الأولى (12) شهرًا والثانية (14) شهرًا والثالثة (13) شهرًا، كما تم الاتفاق على ثلاث آليات لإصلاح وتطوير وتحديث القطاع العسكري الأمني.
هناك العديد من المخاوف التي تسود الأوساط السودانية بسبب تباين القضايا الأمنية والسياسية المطروحة من قبل الأطراف
هذا وعلى الرغم من التطمينات التي تحدثت عنها الوساطة الجنوب سودانية باقتراب فرص التوصل لاتفاق سلام نهائي في الأسابيع القليلة المقبلة، إلا أن هناك العديد من المخاوف التي تسود الأوساط السودانية بسبب تباين القضايا الأمنية والسياسية المطروحة من قبل الأطراف، والتي يرى عديد من المهتمين بأنها قد تنتهي باتفاق سلام جزئي لا يتضمن بقية المجموعات السياسية والعسكرية، في ظل تباعد المواقف التفاوضية بين الحكومة والحركة الشعبية - شمال جناح عبد العزيز آدم الحلو.
اقرأ/ي أيضًا
تأخر تشكيل المجلس التشريعي.. ما هي التأثيرات؟
تصريحات واشنطن المتضاربة.. ما الرسالة من ورائها وكيف فهمتها الخرطوم؟
الكلمات المفتاحية

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة
يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي
اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر
وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.