سياسة

إليك أبرز ما ورد في إحاطة فولكر بيرتس "الأخيرة" لمجلس الأمن

14 September 2023
فولكر بيرتس - رئيس اليونيتامس 2.jpg
فولكر بيرتس رئيس بعثة اليونيتامس في السودان خلال إحاطته لمجلس الأمن الدولي
معاذ إدريس
معاذ إدريسصحفي وكاتب من السودان

قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) فولكر بيرتس – قال إن القتال في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع لا يُظهر أي مؤشر على التراجع، بينما لا يبدو أي جانب من الجانبين قريبًا من إحراز نصر عسكري حاسم بعد خمسة أشهر على اندلاع الحرب.

وأضاف بيرتس: "يتواصل القتال العنيف داخل العاصمة حول المنشآت الإستراتيجية مع محاولات متكررة للقوات المسلحة لطرد قوات الدعم السريع من الأحياء السكنية".

قدم رئيس بعثة "اليونيتامس" فولكر بيرتس إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن الدولي قبل إعلان تنحيه عن المنصب بعد نحو عامين ونصف

وقدم رئيس بعثة "اليونيتامس" فولكر بيرتس إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن الدولي قبل إعلان تنحيه عن المنصب بعد نحو عامين ونصف من تعيينه، في خطوة متوقعة بالنظر إلى إعلان السلطات السودانية في حزيران/يونيو الماضي أن بيرتس "شخص غير مرغوب فيه"، وظل بيرتس يمارس مهامه من العاصمة الكينية نيروبي منذ ذلك الحين.

ووفقًا لإحاطة رئيس "اليونيتامس" فولكر بيرتس، فقد قتل ما لا يقل عن (5,000) شخص منذ اندلاع الصراع في السودان، فيما أصيب أكثر من (12,000) شخص بجراح. وأبدى بيرتس تحفظه على هذه الأرقام، قائلًا إن من المحتمل أن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير.

وعن دارفور، قال فولكر بيرتس إن العنف تفاقم فيها بدرجة كبيرة، فيما أبدى الطرفان المتحاربان "تجاهلًا واضحًا لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي". وأشار بيرتس إلى أن المدنيين في دارفور "استهدفوا على أسس إثنية وطردوا من الجنينة ومواقع أخرى في دارفور".

وقال بيرتس إن "استنفار القبائل العربية من خارج الحدود يفاقم النزاع ويؤثر على الاستقرار الإقليمي".

https://t.me/ultrasudan

وتطرق بيرتس في إحاطته لمجلس الأمن الدولي إلى القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان– شمال (جناح عبدالعزيز الحلو) في جنوب كردفان، وقال إنه أدى إلى نزوح العديد من الناس مع وجود إصابات في أوساط المدنيين.

وبشأن الأحوال في شرق السودان، قال بيرتس إن التوترات بدأت تتصاعد وسط التعبئة القبلية المستمرة، على الرغم من الهدوء النسبي في الشرق. وأعرب عن قلقه من تعبئة عناصر النظام السابق الذين قال إنهم يدعون إلى استمرار الحرب، لافتًا إلى أن كل هذه التطورات تزيد من خطر "تجزئة البلد". "ما بدأ نزاعًا بين تشكيلين عسكريين قد يتحول إلى حرب أهلية واسعة النطاق" – أضاف بيرتس.

رئيس بعثة اليونيتامس فولكر بيرتس
رئيس بعثة اليونيتامس فولكر بيرتس (Getty)

وقال بيرتس في إحاطته ربع السنوية لمجلس الأمن الدولي إنه كان بالإمكان تفادي الانزلاق نحو الحرب يوم 15 نيسان/أبريل الماضي لو استمع الطرفان المتحاربان إلى دعوات الجهات الفاعلة السودانية والدولية لخفض التصعيد، واستمرّا في الحوار. وأشار بيرتس إلى "جهود جبارة" قال إنها بذلت من البعثة وشركائها الإقليميين ومن المدنيين السودانيين لمساعدة الطرفين على تسوية خلافاتهما عبر التفاوض، لافتًا إلى أن الاتفاق الإطاري، بين القيادات العسكرية والمدنية، حدد الأطر العامة لاتفاق سياسي يقود البلاد نحو الحكم المدني. ولكن في أثناء المشاورات كان الجيش والدعم السريع يحشدان قواتهما إلى داخل العاصمة الخرطوم "من دون أدنى مسؤولية".
وأضاف بيرتس: "وللتاريخ، دعوني أكون واضحًا، أنه وبغض النظر عمن أطلق الطلقة الأولى، فإنه كان واضحًا أن كلا الطرفين كانا يعدان العدة للحرب. فقد اختار الجانبان المتحاربان تسوية نزاعهما عبر القتال، ومن واجبهما تجاه الشعب السوداني أن يضعا حدًا له".

وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس إنه بينما تصر قيادة القوات المسلحة السودانية ووزارة الخارجية على أن هذا النزاع هو حرب بين الحكومة من جهة والمتمردين من جهة أخرى، "نستمر نحن والأطراف الفاعلة الدولية والإقليمية الأخرى، في الحديث عن طرفي الصراع، أو عن الطرفين المتحاربين، اللذين يحتاجان إلى إنهاء الحرب".

وقال بيرتس إن منبر جدة يظل –حتى مع إيقافه رسميًا– "سبيلًا مهمًا للطرفين للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار". ولكنه شدد على أن وقفًا مستدامًا للأعمال العدائية بين الطرفين يتطلب إرادةً سياسية وآلية مراقبة لصيقة وقدرة على محاسبة الطرف المسؤول عن عدم الالتزام.

وأشار بيرتس إلى الحاجة إلى "مواءمة الجهود الإقليمية والدولية" وإلى تنسيق السبل والوسائل الكفيلة بالتأثير على الأطراف لقبول وقف مستدام للأعمال العدائية. وحث بيرتس الدول الأعضاء على وقف تدفق الأسلحة نحو السودان والامتناع عن إعادة إمداد أي طرف من الأطراف.

وقال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إن النزاع في السودان يترك "إرثًا مأساويًا من انتهاكات حقوق الإنسان"، فيما تشكل "الهجمات العشوائية التي يرتكبها الطرفان المتحاربان ضد المدنيين انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".

ووفقًا لبيرتس، تلقى مكتب الأمم المتحدة المشترك لحقوق الإنسان تقارير موثوقة عن وجود ما لا يقل عن (13) مقبرة جماعية في الجنينة والمناطق المحيطة بها نتيجة لهجمات قوات الدعم السريع والميليشيات العربية على المدنيين، وأغلب هؤلاء المدنيين من مجتمع المساليت. ولفت بيرتس إن هذه الأفعال تشكل –حال التحقق منها– "جرائم حرب".

وأعرب بيرتس عن شعوره بالفزع إزاء انتشار أعمال العنف الجنسي وغيره من أشكال العنف ضد المرأة. وقال إن هناك حاجة إلى "تحقيقات ذات مصداقية"، إلى جانب المساءلة عن هذه الجرائم، فضلًا عن الخدمات المقدمة للناجين.

وقال رئيس "اليونيتامس" فولكر بيرتس إن الأمم المتحدة لن تظل محايدة أبدًا عندما يتعلق الأمر بالحرب وانتهاكات حقوق الإنسان، لافتًا إلى وقوفهم إلى جانب المدنيين السودانيين والنساء والأطفال والسكان المستضعفين الذين قال إنهم يتحملون وطأة الصراع.

وأوضح بيرتس أنه ليست هناك شكوك إزاء مسؤولية الجهات عن الانتهاكات، مشيرًا إلى أن تنفيذ "القصف الجوي العشوائي" يكون من قبل أولئك الذين لديهم قوة جوية، وهم القوات المسلحة السودانية، بينما "تحدث معظم أعمال العنف الجنسي والنهب والقتل في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وتنفذها أو تتغاضى عنها قوات الدعم السريع وحلفاؤها". "يقوم كلا الجانبين بالاعتقال التعسفي والاحتجاز وحتى تعذيب المدنيين، وهناك تقارير عن عمليات القتل والاحتجاز خارج نطاق القضاء" – أضاف بيرتس.

فولكر بيرتس: يحتاج الشعب السوداني إلى دعمنا وتضامننا في الضغط على القيادات العسكرية لإنهاء هذه الحرب ومحاسبتها، وفي تمكين المدنيين

وختم بيرتس إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن الدولي بالقول: "لقد عرفت السودان كبلد يتمتع بإمكانات هائلة وروح لا تقهر وثراء ثقافي وتنوع". وأضاف: "لقد ألهم الشعب السوداني العالم أجمع عندما قلب بشجاعة ثلاثة عقود من الحكم الديكتاتوري في عام 2019". "إنه يحتاج إلى دعمنا وتضامننا أكثر من أي وقت مضى، ويحتاج إلى دعمنا وتضامننا في الضغط على القيادات العسكرية لإنهاء هذه الحرب ومحاسبتها، وفي تمكين المدنيين من أجل الانتقال في نهاية المطاف نحو الحكم الديمقراطي" – زاد بيرتس.

الكلمات المفتاحية

oil_sudan.jpg

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة

يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح


قاعة كنياتا التي استضافت اجتماعات قوات الدعم السريع.jpg

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي

اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.


جنود كولومبيون.jpg

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر

وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون


من غلاف كتاب أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.jpg

أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان.. كتاب جديد يرصد وقائع سقوط الإنقاذ

يقفز الكاتب عبد الرحيم عمر محيي الدين في كتابه "أسباب سقوط حكم الإسلاميين في السودان"، إلى رصد المواقف السياسية لقيادات الصف الأول في الحاءات الثلاث: حكومة، وحزب، وحركة

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert