إدانات دولية لتصاعد العنف في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء تصاعد الهجمات في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، حيث أودت الهجمات بحياة العشرات من المدنيين وتسببت في معاناة إنسانية متفاقمة. ووفقًا للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، استهدف قصف متكرر مخيم زمزم للنازحين، الذي يضم مئات الآلاف من الأشخاص، منذ بداية كانون الأول/ديسمبر 2024. يُذكر أن المخيم كان قد شهد ظروف مجاعة مؤكدة في وقت سابق من العام الجاري.

 المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك:  ندين جميع عمليات قتل المدنيين

وأشار دوجاريك ، في تصريحات للصحفيين بتاريخ 16 كانون الأول/ديسمبر 2024، إلى أن مصادر محلية أفادت بأن هجومًا صاروخيًا على وسط المدينة خلال عطلة نهاية الأسبوع أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص. وفي حادث آخر، قُتل تسعة مدنيين وأُصيب عشرون آخرون إثر هجوم استهدف المستشفى الرئيسي في الفاشر، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة بالكامل. وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على خطورة هذا التصعيد الذي يشمل البنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات.

يأتي هذا التصعيد في سياق تدهور أمني شامل في دارفور ومناطق أخرى من السودان. ودعا مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى وقف فوري للأعمال العدائية، مؤكدًا على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والبنية الأساسية المدنية. وشددت الأمم المتحدة على أن المستشفيات والمرافق المدنية ليست أهدافًا عسكرية، مشيرة إلى أهمية تمكين إيصال الإغاثة الطارئة ونقل السكان إلى مناطق آمنة.

يذكر أن المنسق الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مامادو ديان بالدي، كان قد حذر من عدم إدراك المجتمع الدولي لخطورة الأزمة في السودان، الذي يشهد حربًا أهلية مستمرة منذ أكثر من عام ونصف. وأكد في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" أن الجهود الدبلوماسية لا ترقى إلى مستوى التحديات، مشددًا على أن الاحتياجات الإنسانية هائلة، في ظل نزوح داخلي ولجوء مكثف إلى دول الجوار.

وأشار إلى أن الاستجابة الدولية لخطة الأمم المتحدة الإنسانية لم تتجاوز 30% من التمويل المطلوب، مما يفاقم معاناة المتضررين. وأضاف أن تدفق اللاجئين يمتد تأثيره إلى دول غير مجاورة للسودان، مع تحذيره من احتمال تدفق المزيد إلى أوروبا إذا استمر الوضع الحالي.

وعلى صعيد الحلول السياسية، فشلت جهود وساطة أميركية وسعودية على مدى 20 شهرًا في تحقيق تقدم نحو وقف إطلاق النار، وسط تصاعد المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، لا سيما في ولايات الوسط ومناطق غرب وجنوب البلاد.

مديرة االوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامانثا باور أيضًا أشارت في بيان لها يوم أمس، 16 كانون الأول/ديسمبر الجاري، إلى تعرض مخيم زمزم للنازحين لموجة جديدة من القصف بالمدفعية. وأضافت: "في الأسبوع الماضي، أسفرت هجمات قوات الدعم السريع على زمزم، أكبر مخيم للنازحين في شمال دارفور، عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة آخرين، مما أجبر الوكالات الإنسانية على تعليق خدماتها الحيوية لنحو نصف مليون شخص يعانون من المجاعة". كما لفتت إلى تعرض أسواق في شمال دارفور هذا الأسبوع لقصف جوي أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات، بينهم نساء وفتيات، كما تعرض مستشفى الفاشر للقصف.

وقد أدانت الولايات المتحدة هذه الأعمال التي وصفتها بـ"العنيفة" بحق المدنيين، مشيرة إلى أن العديد من النازحين في زمزم هم من الناجين من الإبادة الجماعية في دارفور قبل 20 عامًا.

وأكدت الولايات المتحدة على ضرورة إنهاء الهجمات على المخيمات، معتبرةً أن ذلك قد يشكل جرائم حرب إضافية. ورحبت بالتقدم الأخير في تحسين الوصول الإنساني، بما في ذلك السماح للرحلات الإنسانية من الأمم المتحدة بالدخول إلى السودان.