إجراءات طارئة لتدارك الوضع الصحي في كوستي

دفع انتشار مفاجئ لوباء الكوليرا في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، أطباء وكوادر صحية إلى بث إرشادات وقائية تخفف من آثار الوباء والحد من تفشيه.

طبيبة: يفضل أن يتبع المواطنون التعليمات الوقائية الإرشادية للحد من انتشار الوباء

وبحسب مواطنين من مدينة كوستي استقبل المستشفى الرئيسي للمدينة اليوم الخميس 20 شباط/فبراير 2025 أكثر من 600 إصابة بوباء الكوليرا، ونتيجة لضعف إمكانيات المستشفى يواجه الكثيرون منهم أوضاعًا خطرة قد تقود إلى وفاتهم في ظل انعدام المحاليل الوريدية المعالجة للمرض.

وتقول اختصاصية الباطنية وفاء المكي، لـ"الترا سودان" إن الظروف الحالية التي تمر بها البلاد تجعل مواجهة الكوارث الصحية أمرًا شاقًا، لاسيما مع خروج أغلب المؤسسات الطبية والصحية عن العمل جراء الحرب الدائرة منذ نحو عامين.

وتضيف المكي: "في هذه الحالة وحتى لا تنتشر الكوليرا بشكل أكبر، نفضل أن يتبع المواطنون التعليمات الصحية الإرشادية للحد من انتشار مثل هذا الوباء، وأولها الاهتمام بالنظافة الشخصية، بغسل اليدين جيدًا بالصابون قبل تناول أي طعام، وبعد وقبل مصافحة أي شخص، والابتعاد بقدر الإمكان عن تناول الأطعمة في الأسواق والأماكن المكشوفة، كما ينصح بتسخين ماء الشرب قبل تناوله."

وبحسب الهادي علي، أحد مواطني كوستي، فإن السبب الرئيسي في انتشار وباء الكوليرا بهذه الصورة المروعة، هو اعتماد سكان المدينة على مياه شرب ملوثة وغير نقية، بسبب تعطل المحطات الرئيسية للمياه جراء عدم الصيانة والتجديد، إذ تعتمد المدينة بأسرها على عربات الكارو في نقل المياه غير النظيفة والملوثة.

الطبيبة وفاء تقول إن الوسائل البسيطة الأخرى لمكافحة وباء الكوليرا، مهمة مثل اعتماد التهوية بشكل رئيسي في كافة المنازل، فحين تفتح الشبابيك للتهوية يسهم ذلك، إضافة إلى استخدام المبيدات، في طرد والقضاء على الذباب أحد نواقل الوباء.

وأكدت وفاء إن الظرف الآن طارئ ولا يحتمل الانتظار في ظل عجز الحكومة المحلية عن مجابهة الوباء، لذا يستلزم على أي مواطن أن يعي جيدًا طرق وأساليب الوقاية، التي مثلما ذكرت – الحديث لوفاء – يأتي في مقدمتها النظافة العامة وطهي الطعام جيدًا والابتعاد عن الأكل المكشوف وغير المعد بصورة صحيحة واستخدام مياه نظيفة للشرب والطهي والقضاء على الذباب.

وخلال خريف العام الماضي واجه السودان تفشيًا حادًا في وباء الكوليرا، إذ أصاب أغلب ولايات السودان، وأدى إلى مقتل المئات من المواطنين في ظل ظروف صحية وبيئية متردية، وخروج النظام الصحي برمته عن العمل جراء الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.