أسراب من الجراد تهدد شمال دارفور

بدأت أسراب كبيرة من الجراد "ساري الليل في الهجرة والانتشار من أقصى المحليات الشمالية والشمالية الغربية من ولاية شمال دارفور في طريقها نحو الشرق والجنوب الشرقي من الولاية.

ومنذ مطلع الأسبوع الجاري بدأت أسراب الجراد في التحرك بكثافة متخذة أشجار الهجليج والسدر والنبق الفارسي غذاءً لها، علاوة على اعتمادها على أشجار المانجو والموالح في بساتين كتم.

مديرة وقاية النباتات في ولاية شمال دارفور: توجه أسراب جراد ساري الليل نحو الشرق والجنوب الشرقي يعني أنها في طريقها إلى حزام الصمغ العربي بولايات دارفور وكردفان والنيل الأبيض

وبحسب مديرة وقاية النباتات في ولاية شمال دارفور، صالحة سلم ناجين، فقد اشتكى المزارعون من الأضرار البالغة التي لحقت ببساتينهم، وأيضًا في البساتين والأشجار الظلية بمحليات الطينة وكرنوي وأمبرو.

وأضافت مديرة وقاية النباتات في تصريحات لوكالة السودان للأنباء، أن توجه أسراب جراد ساري الليل نحو الشرق والجنوب الشرقي يعني أنها في طريقها إلى حزام الصمغ العربي بولايات دارفور وكردفان والنيل الأبيض الذي يمثل موطن تكاثرها وتوالدها  الأساسي، ومن ثم تبدأ مع الأنواع الأخرى من الجراد في الهجرة العكسية خلال موسم الخريف لمهاجمة المزروعات المختلفة خاصة الذرة والدخن و الفول السوداني والسمسم.

وناشدت سلم ناجي الجهات المسؤولة بالمركز والولاية والمنظمات الوطنية والدولية ذات الصلة والمبادرات الشعبية إلى ضرورة تضافر الجهود والعمل مبكرًا لإجراء المسوحات العاجلة من أجل مكافحة هذه الأسراب، والتي قالت إنها بدأت تثير قلق ومخاوف المزارعين باعتبار أنها تمثل مهددًا كبيرًا ومباشرًا للإنتاج الزراعي بشقيه الغذائي والبستاني، وبالتالي تهدد الأمن الغذائي بالولاية.

وتشهد البلاد بالفعل انخفاضًا كبيرًا في المحاصيل الزراعية، حيث انخفض إنتاج السودان من القمح بحوالي النصف عقب عام من الحرب.

وقال تقرير حديث لمنظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية (فاو)، إن إنتاج القمح في السودان خلال العام 2023 وحتى المحاصيل المقرر حصادها في آذار/مارس 2024، انخفض بنسبة (20) بالمائة عن العام السابق، و(46) بالمائة عن متوسط السنوات الخمس السابقة.

وأرجع التقرير الانخفاض الكبير في إجمالي إنتاج الحبوب عام 2023 إلى تأثير الصراع الدائر في السودان على العمليات الزراعية من خلال انعدام الأمن، بالإضافة إلى محدودية توافر المدخلات الزراعية وارتفاع أسعارها. وأدى انخفاض الواردات وتعطيل تدفقات التجارة الداخلية إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج.