أزمة شرق السودان.. صعود القبلية وغياب القوى المدنية
19 September 2021
يعد إغلاق الطريق الرابط بين بورتسودان والخرطوم هدفًا للاحتجاجات التي يقودها رئيس مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة محمد الأمين ترك، والذي طالب بإعفاء الحكومة الانتقالية وتسريح لجنة إزالة التمكين وإلغاء مسار الشرق في اتفاق السلام الموقع في جوبا في تشرين الأول/أكتوبر 2020.
وبدأت احتجاجات أنصار ترك الجمعة بإغلاق الطريق الرابط بين بورتسودان إلى سنكات وهو الطريق القومي الذي يربط العاصمة بالميناء الرئيسي في بورتسودان، وأيدت كيانات إثنية أخرى من القضارف ونهر النيل تحركات ترك وجاهرت بدعمه.
انشغل الرأي العام المحلي بأزمة شرق السودان نتيجة التصعيد الذي أعلنه ترك
وانشغل الرأي العام المحلي بأزمة شرق السودان نتيجة التصعيد الذي أعلنه ترك بجمع حشود من أنصاره في الطريق القومي بالقرب من سنكات، كما أن إعلان كيانات قبلية التحالف معه في التصعيد خاصة من منبر البطانة بولاية القضارف أدى إلى اتساع رقعة الاحتجاجات شرقًا حتى تخوم ولاية الجزيرة المجاورة للولاية.
اقرأ/ي أيضًا: معرض الخرطوم الدولي ينطلق الشهر القادم وتوقعات بمشاركة دور نشر كبيرة
وكان وزير مجلس الوزراء خالد عمر يوسف أعلن في مقطع فيديو بثه على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الحكومة الانتقالية تعتزم ابتدار حوار سلمي لحل قضايا شرق السودان دون استثناء أي طرف.
ويعد تصريح خالد عمر يوسف متناقضًا مع مطلب ترك الذي يشترط إلغاء مسار الشرق بالكامل وهو الاتفاق الذي تدعمه مجموعات قبلية أخرى، وتخشى الحكومة من اضطرابات مناهضة حال إلغاء المسار استجابة لشروط ترك.

وفي هذا الصدد يقول الناشط في قضايا شرق السودان خالد محمد نور في تصريح لـ"الترا سودان"، إن الحل هو فتح منبر تفاوضي لرئيس عموديات البجا محمد الأمين ترك مع اشتراط الحكومة على عدم إلغاء مسار الشرق في اتفاق جوبا حتى لا تلجأ المجموعات الأخرى للتصعيد.
ويعزو نور الاضطرابات في شرق السودان إلى غياب التنمية منذ سنوات طويلة وصعود القبلية بحجة تحقيق التنمية والتنافس القبلي بين المكونات الاجتماعية وهو صراع أشبه بالبقاء في القمة يتصارع فيه كل طرف اجتماعي.
ويرى خالد محمد نور أن شرق السودان شهد (16) اقتتالًا أهليًا في العامين الأخيرين، ثلاثة أحداث منها وقعت بسبب مسار الشرق في اتفاق السلام. مضيفًا أن المواجهات القبلية وقعت في مدن بورتسودان والقضارف وكسلا وخشم القربة.
اقرأ/ي أيضًا: "الفوط الصحية".. قضية في واجهة الأحداث
ويشير خالد محمد نور إلى أن بيان الإدارات الأهلية الجمعة جاء ردًا على شروط ترك، ويستبطن بيانها تحذيرًا للحكومة الانتقالية إذا ما أقدمت على إلغاء مسار الشرق في اتفاق السلام استجابة لشروط ترك.
خالد محمد نور: يمكن للحكومة أن تتبنى اتفاقًا جيدًا مع ترك مع إبعاد الأصوات العنصرية
ويعتقد نور أن الزعيم الأهلي محمد الأمين ترك يمثل مكونًا اجتماعيًا بشرق السودان، ويجب أن تتفاوض الحكومة معه دون أي إقصاء او تجاهل.
وتابع: "يمكن للحكومة أن تتبنى اتفاقًا جيدًا مع ترك مع إبعاد الأصوات العنصرية".
أما المحلل في قضايا شرق السودان محمد عباس، فيعزو الاضطرابات الشعبية التي تقف وراءها مجموعات إثنية في الإقليم إلى غياب الحكومة الانتقالية تمامًا في المنطقة وانزواء القوى السياسية نحو المركز في صراع عنيف حول كيكة السلطة، مشيرًا إلى أن الفراغ جعل المواطن يلجأ إلى القبيلة للمطالبة بحقوقه.

لكن خالد محمد نور يوضح أن الاحتجاجات في شرق السودان تتركز في بورتسودان باعتبارها الميناء الرئيسي، لافتًا إلى أن بورتسودان تنقسم إلى قسمين؛ مجوعات مع المقاومة المدنية ومجموعات أخرى ولاؤها للقبيلة.
وأضاف: "نحن نعتقد أن هناك طبقتين للمقاومة الشعبية في بورتسودان، طبقة مع الحراك المدني السلمي ولجان المقاومة وقوى الثورة، وطبقة لديها ولاء للإثنيات والقبائل، واعتقد في نهاية المطاف الحراك المدني قادر على تنظيم نفسه مستقبلًا".
ويقول خالد محمد نور إن الحشود الأخيرة التي يقودها ترك ليست مثل الاحتجاجات السابقة، وهناك ضعف واضح في الحشود، لكن يجب عدم الرهان على هذا الأمر لأن المقاييس في الاحتجاجات دائمًا ما تمر بحالات الصعود والهبوط الشعبي للتظاهرات.
ويحذر خالد محمد نور من اصطدام المكونات الاجتماعية في شرق السودان جراء تأخر الحكومة الانتقالية في حل الأزمة بعقلانية.
اقرأ/ي أيضًا: تورط رجل أعمال في المتاجرة بأدوية مهربة داخل الخرطوم
ويتفق محمد عباس المحلل في قضايا شرق السودان مع "تحذيرات من وقوع صدام قبلي في الإقليم"، مطالبًا الحكومة الانتقالية بالانفتاح نحو القضايا هناك بالتنمية وعدم تكرار طريقة سيناريو "توزيع الكيكة على الحركات المتمردة".
تحذير من تأثر حركة الملاحة بميناء بورتسودان من الاضطرابات الشعبية
ويشير عباس إلى أن أزمة شرق السودان لا تحتمل الانقسام العسكري المدني، بل يجب على السلطة الانتقالية بجميع تشكيلاتها التوجه نحو مخاطبة أزمة الشرق وتحقيق تنمية ملموسة تسحب البساط من الإدارات الأهلية في فترة وجيزة.
ويرى عباس أن غياب التنمية والذراع الحكومي في شرق السودان هو الذي يمنح ماكينة الإثنية قوتها في التهديد المستمر للدولة، خاصة في منطقة استراتيجية مثل شرق السودان الذي يقع فيه الميناء الرئيسي.
ويحذر عباس من أن اضطرابات شرق السودان قد تنعكس على حركة الملاحة البحرية، ورفض السفن الإبحار إلى الميناء بحجة عدم توفر الأمن كما فعلت قبل شهور.
اقرأ/ي أيضًا
الكلمات المفتاحية

جنوب السودان.. مأزق قطرة النفط وصراع السلطة الحاكمة
يقول باحث سياسي إن السودان، أحد ضامني اتفاق السلام في جنوب السودان، لم يعد قادرًا على لعب دور جديد؛ لأنه غارق في صراع مسلح

الحكومة الموازية.. توسع دائرة الرفض الإقليمي والدولي
اصطدمت فكرة الحكومة الموازية التي تنوي قوات الدعم السريع، إعلانها في مناطق سيطرتها بموجة واسعة من الرفض الإقليمي والدولي، وعد الأمر بأنه نواة لتقسيم السودان، فيمَا وقفت دول أخرى موقف الحياد.

صحيفة كولومبية تروي تفاصيل رحلات المرتزقة من أبوظبي إلى الفاشر
وصف جنود كولومبيون كانوا يشاركون كمرتزقة في حرب السودان، في صفوف الدعم السريع، النزاع الدائر بالجحيم الممتلئ بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.