آدم رجال لـ"الترا سودان": تعليق أطباء بلا حدود أنشطتها بمعسكر زمزم كارثي

وصف الناطق الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين "غير حكومية"، آدم رجال، قرار تعليق منظمة أطباء بلا حدود أنشطتها بمعسكر زمزم بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان بـ"الكارثي"، مؤكدًا أنه يفاقم معاناة النازحين.

آدم رجال: القرار سيتأثر به الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل في ظل انعدام الغذاء وانتشار سوء التغذية والأمراض

وقررت منظمة أطباء بلا حدود، يوم الإثنين 24 شباط/فبراير 2025، تعليق أنشطتها في مخيم زمزم للنازحين، المنكوب بالمجاعة في شمال دارفور بالسودان، بسبب تصاعد الهجمات والقتال داخله وفي محيطه.

وقال آدم رجال لـ"الترا سودان": "إن القرار سيتأثر به الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل في ظل انعدام الغذاء وانتشار سوء التغذية والأمراض".

وأشار إلى أن المتقاتلين داخل المعسكر مجردون من الإنسانية والأخلاق، وأجبروا المنظمة على تعليق أنشطتها بعد أن أصبح المخيم ميدانًا للقتال، مبينًا أن قوات الدعم السريع تهاجم المعسكر بطريقة سيئة بحجة وجود بعض عناصر القوة المشتركة داخله.

وتتهم قوات الدعم السريع القوة المشتركة بالاحتماء بمعسكرات النازحين، خاصة معسكر زمزم، الذي شنت عليه هجومًا كبيرًا في 9 شباط/فبراير الجاري، وهو هجوم بري أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأفراد.

وتنفي القوة المشتركة وجود قواتها داخل معسكرات النازحين، وقال الناطق الرسمي للقوة المشتركة، أحمد حسين مصطفى، في تصريح سابق لـ"الترا سودان": "إن الحديث الذي يطلقه مرتكبو الإبادة الجماعية لا أساس له من الصحة، وإن أماكن تواجد قواتنا يعلمها هؤلاء الأوباش تمامًا"، مضيفًا: "ليس هناك سبب لوجود القوة المشتركة داخل معسكرات النازحين".

ونادى رجال المتحاربين في الفاشر بضرورة الابتعاد عن مخيمات النازحين، مؤكدًا أنهم ليس لهم علاقة بالحرب العبثية.

وحمل المقاتلين مسؤولية الأرواح التي أُزهقت، والممتلكات التي أُحرقت، وعمليات النهب التي أدت إلى زيادة النقص في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.

وطالب آدم رجال المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في أحداث زمزم لمعرفة الجناة الحقيقيين وتقديمهم لمحاكمة عادلة، بعد أن حولوا معسكر زمزم إلى ساحة للمعارك.

يعاني النازحون في مخيم زمزم شمال دارفور غربي السودان من أوضاع إنسانية سيئة، نتيجة للهجمات شبه اليومية وعمليات القصف المدفعي المكثف التي تشنها قوات الدعم السريع عليهم منذ كانون الأول/ديسمبر 2024، عقب حصار دام لأكثر من ثلاثة أشهر.

وأدت الهجمات على مدينة الفاشر إلى مقتل عشرات المدنيين ونزوح أكثر من 100 ألف شخص، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، بعد التدهور المعيشي، فضلًا عن توقف شبكة الاتصالات ومحطة الكهرباء والمياه.

وفي حزيران/يونيو 2024، دعا مجلس الأمن الأطراف المتحاربة إلى إنهاء الحصار العسكري على الفاشر. في حين حملت القوات المسلحة قوات الدعم السريع مسؤولية الهجمات العنيفة على المرافق المدنية والمواطنين، لم تكترث الأخيرة للدعوات الأممية والقرارات الصادرة في هذا الشأن.

وتطالب جهات أممية ودولية بإنهاء الحرب، التي تقترب من عامها الثاني، تجنبًا لكارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.