اقتصاد

واقع مزر للكهرباء في السودان ومصدر رسمي يقلل من التشاؤم

2 مارس 2022
image_40.jpg
تظاهرات بسبب زيادة تعرفة الكهرباء (البيان)
محمد حلفاويصحفي سوداني

مع اقتراب فصل الصيف يدخل قطاع الكهرباء في السودان مرحلة جديدة بتزايد الاستهلاك، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة واعتماد أغلب السودانيين على أجهزة التبريد والخدمات الخاضعة لهذه الخدمة، والتي تتزايد في هذا الوقت من كل عام.

تحتاج المناطق المشمولة بشبكة الكهرباء إلى (3800) ميغاواط لوداع القطوعات 

وينتج السودان متوسط (2400) ميغاواط/ ساعة فيما يحتاج لـ(3800) ميغاواط/ ساعة لتغطية القطاعات السكنية والصناعية والزراعية بشكل كلي، والعام الماضي بدأت الحكومة المقالة برئاسة عبد الله حمدوك خطة إنتاج (400) ميغاواط بتركيب محطة "قري4" بالخرطوم بحري في مجمع قري لكن هذه الخطة عقب الإجراءات العسكرية التي اتخذها قائد الجيش في 25 تشرين الأول/أكتوبر؛ الماضي يكتنفها الغموض مع توقف الدعم الدولي والعجز المالي للحكومة القائمة.

وذكر مصدر من محطة قري بالخرطوم بحري في تصريح لـ"الترا سودان"، أن الوضع بقي كما هو عليه ولم تطرأ مستجدات في قطاع الكهرباء في الشهور الأخيرة، على الرغم من أن المطلوب هو تحسين الإمداد لمقابلة فصل الصيف.

وأضاف: "مع كل زيادة استهلاك قد تلجأ الشركة المشغلة لتوزيع الكهرباء إلى برمجة القطوعات لساعات في اليوم كما حدث العام الماضي".

ويحتاج القطاع المشمول بشبكة الكهرباء والذي يشكل نحو 40% من مساحة البلاد إلى (3800) ميغاواط/ساعة، يقولون محللون في الطاقة إن هذا الأمر يكلف نحو مليار دولار غير متوفر للحكومة.

بالمقابل يوضح مصدر من الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء، وهي شركة حكومية، أن الوضع ليس سوداويا وهناك مشاريع إسعافية قد تقدم حلول لمواجهة فصل الصيف إذا ما نفذت بالطريقة المطلوبة.

وأضاف: "نحاول تقديم إمداد مستقر خلال فصل الصيف وليس كل الواقع لأن البلاد تملك بنية تحتية مقبولة في قطاع الطاقة".

وتؤدي قطوعات الكهرباء إلى ارتفاع طلبات توليد الكهرباء من المولدات الخاصة في المصانع والقطاع السكني خاصة في المدن، ومع ارتفاع تكلفة الوقود منذ شهرين إلى أضعاف ما كان عليه العام الماضي فإن أزمة الطاقة قد تسبب ارتفاع في الخدمات التي تقدمها القطاعات الخاصة، في الصحة والتعليم والتجارة.

وقال طارق وهو مستثمر في السوق المركزي جنوب العاصمة لمبردات الفواكه في تصريح لـ"الترا سودان"، إن الإمداد الكهربائي يساعد المستثمرين على حفظ المنتجات بطريقة آمنة، لأن الاعتماد على المولد الخاص لساعات طويلة يرفع من أسعار السلع التي تخضع للتبريد خاصة المستوردة.

ورفعت الحكومة أسعار الوقود الشهر الماضي إلى (420) جنيهًا للتر البنزين و(405) جنيهًا للجازولين "الديزل"، عقب تمرير خطط التوزيع والاستيراد والبيع للقطاع الخاص منذ العام الماضي في إطار الاستجابة لشروط صندوق النقد الدولي.

ويتخوف مستهلكو الوقود في السودان من ارتفاع مرتقب للأسعار مع قفزات متتالية للنفط عالميًا بالتزامن مع الاجتياح الروسي لأوكرانيا نهاية الأسبوع الماضي.

وقال المحلل في قطاع الطاقة إيهاب محمد علي في حديث لـ"الترا سودان" إن الكهرباء في السودان ينتج بدعم من الحكومة بنسبة كبيرة رغم الزيادات الكبيرة التي فرضتها مطلع العام الماضي.

وذكر محمد علي أن "محطة بحري الحرارية" شمال العاصمة تحتاج سنويًا شحنات وقود بقيمة (160) مليون دولار.

وأضاف: "في حزيران/يونيو 2019 أجرى البنك الدولي دراسة عن الكهرباء في إفريقيا والسودان في ذلك الوقت ينتج الكيلو وات بقيمة (20) سنت و40% من الوقود المستورد يذهب لمحطات الكهرباء".

وأردف إيهاب محمد علي: "زيادة أسعار الكهرباء لن تؤدي إلى حل الأزمة في ذات الوقت لأن مشاريع تحتاج إلى استثمارات هائلة تقدر بمليارات الدولارات".

اقرأ/ي أيضًا

شهيدان في بحري وأمدرمان في مليونية 28 فبراير

 كرنفال نجاح لأحمد فاوسينو.. ما القصة؟

الكلمات المفتاحية

ميناء سواكن.jpg

سواكن.. فوضى الميناء تهدد اقتصاد السودان

نظرات ندم وحزن اعتلت عيني "أحمد بابكر" العائد إلى السودان، بعد خمس سنوات قضاها مغتربًا بالمملكة العربية السعودية، منبع هذه الأحاسيس ما تعرض له في ميناء سواكن، من معاملة أقل ما توصف بأنها سيئة من قبل بعض العمال الذين سرقوا أمتعته وخربوا أشياءه بصورة فظة، مثلما قال لـ"الترا سودان".


الذهب - قطاع التعدين.jpg

الموارد المعدنية لـ"الترا سودان": إنتاج البلاد من الذهب بلغ 13 طنًا في شهرين

كشفت الشركة السودانية للموارد المعدنية عن عودة أكثر من (65) شركة أجنبية للعمل في التعدين في البلاد، بعد مغادرتها بسبب حرب 15 نيسان/أبريل 2023.


الصمغ العربي.jpg

حرب السودان تهدد تجارة الصمغ العربي

يواجه الصمغ العربي السوداني، المكون الأساسي المستخدم في منتجات استهلاكية عالمية كالمشروبات الغازية والحلويات تهريبًا متزايدًا من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع


Wad Madani.png

ولاية الجزيرة.. منهوبات بمليارات الدولارات تحطم الطبقة الوسطى

خبير اقتصادي: عودة المواطنين إلى منازلهم لا تعني بداية حياة جديدة، بقدر ما أن هذه المرحلة قد تكون ضمن الصدمة الناتجة عن فقدان أحد أفراد العائلة، أو فقدان الممتلكات والأصول والأموال والذهب والحُلي

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert