متأثرًا بالحرب.. الجنيه السوداني يسجل تراجعًا أمام العملات الصعبة
17 September 2023
سجل الجنيه السوداني تراجعًا ملحوظًا أمام الدولار الأمريكي في السوق الموازي واقترب من (800) جنيه لواحد دولار للبيع و(810) جنيهات للشراء، فيما توقع خبراء اقتصاديون تخطي الدولار حاجز الألف جنيه في غضون شهرين ما لم تتخذ تدابير ناجعة من البنك المركزي.
اقتصادي يحذر من وصول الدولار الأمريكي إلى ألف جنيه سوداني في غضون شهرين
كما ارتفع الريال السعودي أمام الجنيه السوداني وبلغ (205) جنيهات للبيع و(210) جنيهات للشراء في السوق الموازي، نتيجة تزايد الطلب على العملات الصعبة كما يقول محمد الولي المتعامل في النقد الأجنبي.
آثار الحرب
الولي الذي يتخذ من ساحة رئيسية في مدينة بورتسودان مقرًا لتجارة العملة قال لـ"الترا سودان"، إن الطلبات كثيرة على النقد الأجنبي بسبب السفر إلى الخارج، إضافة لارتفاع الاستيراد للسلع الاستهلاكية بسبب توقف مصانع العاصمة الخرطوم منذ منتصف نيسان/أبريل الماضي، إثر نشوب النزاع المسلح بين الجيش والدعم السريع.
وقال الولي إن بداية خدمة إصدار الجوازات أيضًا من أسباب الارتفاع بسبب السفر إلى مصر والخليج ودول الجوار، ويأتي المسافرون لشراء الدولار من السوق الموازي، لذلك نحن نعمل على توفير كميات كبيرة على مدار اليوم، ويستغل المضاربون هذا المناخ لرفع السعر.
ورغم الارتفاع المتسارع للدولار الأمريكي، إلا أن سعر الصرف يتفاوت من مدينة إلى أخرى في السودان، ويبيع بعض التجار في السوق الموازي الدولار الأمريكي في مدينة ودمدني بسعر أعلى من مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، ويرتفع السعر أيضًا في بورتسودان.
تفاوت بين المدن
نصرالدين وهو تاجر عملات في مدينة ودمدني، قال لـ"الترا سودان" إن الطلب في ودمدني مرتفع أكثر من بقية المدن، والسعر متساو هنا مع بورتسودان بسبب التواصل بين السوق الموازي لتحديد السعر اليومي.
ويرى نصر الدين أن ارتفاع سعر الصرف في السوق الموازي نتيجة طبيعية لانخفاض العملات الصعبة لدى القطاع المصرفي العمومي، وذلك بسبب توقف النشاط الاقتصادي في العاصمة الخرطوم وعدم إيجاد بدائل في المدن التي فر إليها النازحون بما في ذلك بورتسودان مقر الحكومة.
وجراء الارتفاع المتواصل للدولار الأمريكي في السوق الموازي ارتفعت أسعار تذاكر الطيران والسلع الاستهلاكية في المدن، وتضاعفت الأعباء المعيشية كما يقول المواطن والموظف في القطاع العام أحمد عبدالله الذي يعيش في مدينة عطبرة.
أولويات الاستيراد
يضيف عبدالله قائلًا: "لاحظت ارتفاع الأسعار عما كانت عليه قبل شهرين لدرجة الاستغناء عن العديد من السلع مثل الحليب واللحوم، وفي ذات الوقت هناك إغراق للأسواق بالسلع المستوردة، والتي يجب أن تخضع إلى ضوابط، فلا يمكن استيراد شحنات من المكسرات رديئة الصنع بالعملة الصعبة من بعض دول الجوار".
ويرى عبدالله أن الولايات يجب أن تمنح صلاحيات لوضع الأولويات في عمليات استيراد السلع من دول الجوار أو عبر الشحن الجوي والبحري، وهذا هو الوقت المناسب لاتخاذ تدابير فعالة، فلا يمكن في بلاد تخوض حربًا أن تستورد كل شيء بحجة سد النقص.
ومنذ منتصف نيسان/أبريل الماضي، ومع نشوب القتال، سجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا متواصلًا أمام العملة المحلية، من (560) جنيهًا حتى وصل عتبة الـ(800) جنيه.
مرحلة "الثقب الأسود"
يقول الباحث في الشأن الاقتصادي محمد إبراهيم لـ"الترا سودان"، إن الوضع الاقتصادي دخل مرحلة "الثقب الأسود"، ويعني أن معالجة الأزمة تتطلب جراحة كبيرة في جميع أنحاء البلاد، وذلك بالنظر في قائمة السلع المستوردة وترتيب الأولويات وفقًا لحاجة السكان.
ويتابع قائلًا: "كما يجب السيطرة على إنتاج الذهب وتعويض النقص في العملات الصعبة من خلال إيرادات الذهب والحوكمة الاقتصادية عبر وزارة المالية للإيرادات المالية، وتشغيل موانئ بورتسودان لأنه على ما يبدو فإن هنالك نقصًا كبيرًا في الإيرادات بسبب عدم كفاءة الموانئ وتراجع إنتاج الذهب خلال الحرب".
وأردف محذرًا: "إذا ترك السوق الموازي للعملات الصعبة دون معالجات هيكلية للاقتصاد لن يتوقف الدولار الأمريكي عن الصعود، موجهًا الضربة القاضية للجنيه السوداني".
باحث: المتوقع إذا استمرت الأمور بهذه الوتيرة أن ينهار الاقتصاد كليًا
ويوضح إبراهيم أن العجز في الميزان التجاري قبل الحرب كان يتراوح بين ثلاثة إلى أربعة مليارات دولار سنويًا، من جملة (11) إلى تسعة مليارات دولار وهي القيمة الكلية للاستيراد في السودان، والمتوقع إذا استمرت الأمور بهذه الوتيرة أن ينهار الاقتصاد كليًا.

الكلمات المفتاحية

سواكن.. فوضى الميناء تهدد اقتصاد السودان
نظرات ندم وحزن اعتلت عيني "أحمد بابكر" العائد إلى السودان، بعد خمس سنوات قضاها مغتربًا بالمملكة العربية السعودية، منبع هذه الأحاسيس ما تعرض له في ميناء سواكن، من معاملة أقل ما توصف بأنها سيئة من قبل بعض العمال الذين سرقوا أمتعته وخربوا أشياءه بصورة فظة، مثلما قال لـ"الترا سودان".

الموارد المعدنية لـ"الترا سودان": إنتاج البلاد من الذهب بلغ 13 طنًا في شهرين
كشفت الشركة السودانية للموارد المعدنية عن عودة أكثر من (65) شركة أجنبية للعمل في التعدين في البلاد، بعد مغادرتها بسبب حرب 15 نيسان/أبريل 2023.

حرب السودان تهدد تجارة الصمغ العربي
يواجه الصمغ العربي السوداني، المكون الأساسي المستخدم في منتجات استهلاكية عالمية كالمشروبات الغازية والحلويات تهريبًا متزايدًا من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.