كيف يدفع التضخم في السودان المعلمين إلى ترك المهنة؟
5 September 2021
ربما هذا العام تحديدًا ستلعب أجور المعلمين دورًا رئيسيًا في استقرار العام الدراسي الذي سيبدأ بحسب تأكيدات وزارة التربية والتعليم الإتحادية في الـ 20 من أيلول/ سبتمبر الجاري، وبرزت أزمة الأجور نتيجة ارتفاع مستوى التضخم في البلاد، ويخشى نقابيون من هجرة المعلمين للمدارس وطرق مهن أخرى تدر عليهم دخلًا مجزيًا لمواجهة التكاليف المرتفعة للمعيشة.
راتب معلم من الدرجة الأولى (30) ألف جنيه بينما تكلفة المعيشة أضعاف ذلك
من أبرز تحديات العام الدراسي طبقًا لأعضاء في نقابات التعليم ارتفاع نسبة التضخم وتآكل القيمة السوقية لأجور المعلمين، إذ أن المعلم في الدرجة الأولى "درجة مدير مدرسة" راتبه لا يتعدى (30) ألف جنيه، كما تقول لجنة المعلمين وهي لجنة نقابية عملت مع تجمع المهنيين في إسقاط النظام البائد.
اقرأ/ي أيضًا: التربية والتعليم تكشف عن موعد انتهاء أعمال تصحيح الشهادة السودانية
كما أن ارتفاع التضخم يلاحق المواطنين الذين يجدون صعوبة في تدبير نفقات الطلاب من وجبة الإفطار والحافلة وحتى المعينات المدرسية التي لا تغطي جميع أنحاء البلاد لأسباب ادارية.
ويؤكد الأمين العام للجنة التسييرية لنقابة عمال التعليم حامد محمود في تصريحات لـ"الترا سودان"، أن العام الدراسي سينطلق في موعده عقب تصريحات وكيلة وزارة التربية والتعليم الاتحادية تماضر الطريفي "الوزيرة المكلفة" جاهزية الوزارة لإعلان العام الدراسي في 20 أيلول/سبتمبر الجاري عقب التغلب على بعض العقبات من طباعة الكتاب المدرسي وإزالة التشوهات في أجور المعلمين.
ويوضح محمود أن الكتب ستكون جاهزة قبل 18 أيلول/سبتمبر الجاري حتى تصل الى جميع المناطق قبل بداية العام الدراسي، لافتًا إلى أن هناك مدارس حكومية تفرض رسومًا على الطلاب والتلاميذ يجب الضغط عليها للكف عن هذا التصرف.
واتهم محمود جهات لم يسمها بنشر الشائعات حول العام الدراسي وبث الإشاعات عبر الشبكات الاجتماعية مثل "واتس آب" و"فيسبوك"، والعمل على تقويض العام الدراسي.
وتعد بنود التعليم في الموازنة المالية غير المعلن عنها أقل بكثير من بنود مجلس السيادة والوزراء والمؤسسات السيادية، وبينما نال التعليم أقل من مائة مليون دولار نالت بعض المؤسسات العسكرية حوالي مليار دولار من الموازنة العامة.
وعقب تغلب الحكومة على تعطل طباعة الكتب المدرسية بسبب شح التمويل والإجراءات الفنية يبدو أنها ستواجه بمشكلة تدني أجور المعلمين مقارنة مع تكاليف المعيشة.
وذكرت دراسة أعدتها لجنة المعلمين أن تكلفة المعيشة من الحد الأدنى للمعلم وعائلته المكونة من خمسة أفراد شهريًا (177) ألف جنيه و(110) ألف في الحد الأدنى، بينما يتراوح متوسط الأجور بين (17) ألف إلى (30) ألف جنيه للمعلم.
ويقول عضو لجنة المعلمين كمال خالد في تصريحات لـ"الترا سودان"، إن أجور المعلمين لا قيمة لها مقارنة مع مستوى التضخم، وقال إن إزالة التشوهات من الهيكل الراتبي للمعلم لا تعني حل الأزمة، ولفت إلى أن تدني رواتب المعلمين سيؤدي إلى هجرة المعلم للمدارس والتحول إلى مهنة أخرى تدر عليه دخلًا مجزيًا.
ويدعو خالد الحكومة الانتقالية إلى النظر بعين الاعتبار للأجور المتدنية للمعلمين، وذكر أن الحكومة عالجت بعض المشاكل بتخصيص حوافز للوكلاء ومدراء المدارس بين (1500) جنيه و(2500) جنيه، لكنها حوافز عادية ولا تصمد أمام الغلاء المعيشي.
ويعتقد خالد أن المعلم هو العنصر الأساسي في العملية التعليمية، ويجب أن تحل جميع مشاكله حتى القضايا المتعلقة بالتأمين الصحي وضمان حصوله على حقوقه كاملة حد الرفاهية.
اقرأ/ي أيضًا: جادين يدعو العاملين بالكهرباء لمواكبة التطور وخدمة المواطنين
وعندما اندلعت الاحتجاجات الشعبية وأطاحت بالنظام البائد حاول المهتمين بالتعليم معرفة اتجاهات الحكومة الانتقالية حول مجانية التعليم وإنهاء سطوة القطاع الخاص، لكن شح التمويل الحكومي كانت بمثابة مؤشرات على هيمنة اقتصاد السوق على التعليم.
عضو لجنة المعلمين: البنك الدولي عادة لا يتدخل في معايير المناهج المدرسية
وتشدد عضو لجنة المعلمين قمرية عمر في إفادات لـ"الترا سودان"، على أن وزارة التربية والتعليم الإتحادية حريصة على انطلاق العام الدراسي في الموعد المقرر في 20 أيلول/ سبتمبر الجاري، وتشير قمرية إلى أنها فوجئت بالمعلومات حول رفض البنك الدولي طباعة الكتاب المدرسي بحجة احتوائه على شخصيات حزبية، وقالت إن البنك الدولي عادة لا يتدخل في معايير المناهج المدرسية. وتابعت: "يبدو أنها إشاعة".
وقالت عمر إن العام الدراسي سيكون في موعده لأن الجهات المكلفة أوفت بتعهداتها بطباعة (50)% من الكتاب المدرسي، مبينة أن مشاريع الإجلاس في المدارس مهمة الولايات.
اقرأ/ي أيضًا
الشيوعي: السلطة الانتقالية لن توافق على تسليم البشير وحسين للجنائية
حاكم وسط دارفور يكشف لـ"الترا سودان" تفاصيل جديدة حول أحداث زالنجي
الكلمات المفتاحية

سواكن.. فوضى الميناء تهدد اقتصاد السودان
نظرات ندم وحزن اعتلت عيني "أحمد بابكر" العائد إلى السودان، بعد خمس سنوات قضاها مغتربًا بالمملكة العربية السعودية، منبع هذه الأحاسيس ما تعرض له في ميناء سواكن، من معاملة أقل ما توصف بأنها سيئة من قبل بعض العمال الذين سرقوا أمتعته وخربوا أشياءه بصورة فظة، مثلما قال لـ"الترا سودان".

الموارد المعدنية لـ"الترا سودان": إنتاج البلاد من الذهب بلغ 13 طنًا في شهرين
كشفت الشركة السودانية للموارد المعدنية عن عودة أكثر من (65) شركة أجنبية للعمل في التعدين في البلاد، بعد مغادرتها بسبب حرب 15 نيسان/أبريل 2023.

حرب السودان تهدد تجارة الصمغ العربي
يواجه الصمغ العربي السوداني، المكون الأساسي المستخدم في منتجات استهلاكية عالمية كالمشروبات الغازية والحلويات تهريبًا متزايدًا من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.