عودة التحويلات المصرفية الخارجية.. خبير اقتصادي: شرط نجاحها تعويم الجنيه
7 يناير 2021
بدأت بعض البنوك السودانية تبادل المراسلات المالية مع السودان منذ الشهر الماضي واستقبلت بنوك في العاصمة تحويلات رسمية بالعملة الأجنبية في خطوة تُنهي العزلة عن القطاع المصرفي السوداني.
عادت المراسلات البنكية بشكل طفيف لكن تفعيلها سيكون في انتظار هيكلة المصارف
وبدأت هذه الإجراءات بعد رفع الولايات المتحدة الأميركية اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب اعتبارًا من 15 كانون الأول/ديسمبر 2020، عقب انتهاء مهلة مُنحت للكونغرس لم يعترضها فيها على شطب السودان من قائمة الإرهاب.
اقرأ/ي أيضًا: وقفات احتجاجية أمام أربع مؤسسات حكومية للمطالبة بالعدالة لمعمر وميخائيل
وأبلغ مصدر من بنك السودان "الترا سودان" أن بعض البنوك الأميركية أرسلت تحويلات إلى البنوك السودانية هذا الأسبوع مشيرًا إلى أن البنك المركزي تلقى معلومات موثقة عن إتمام مراسلات مالية كانت متوقفة لـ(23) عامًا.
وأشار المصدر إلى أن الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي أصبحت ضمن نطاقات البنوك السودانية منذ شهر عقب رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب موضحًا أن السودانيين على مستوى الأفراد يمكنهم تحويل الأموال عن طريق البنوك الأميركية شريطة تعاملها مع بنوك سودانية كمراسلين لها.
وأضاف المصدر: "المعاملات المصرفية عادت لبعض البنوك والدول لكن حتى يتم تعيين مراسلين للبنوك السودانية بالخارج ينبغي أن يطوف وفد من البنك المركزي واتحاد المصارف على البنوك الخارجية لتعيين مراسلين وإجراء اتفاقات من هذا النوع".
وضربت العزلة البنوك السودانية منذ (23) عامًا واشتدت في العام 2006، حيث لجأت الولايات المتحدة الأميركية لتضييق الخناق على جميع البنوك حول العالم بالتشديد على إيقاف التعامل مع البنوك السودانية وتوقيع عقوبات رادعة عليها.
وتقدر خسائر القطاع المصرفي السوداني جراء هذا العقوبات بحوالي (40) مليار دولار كما تم حرمان القطاع المصرفي من التكنولوجيا المتقدمة لتشغيل أنظمة البنوك والتحويلات المالية وماكينات الصرف.
علاوة على ذلك لجأت الحكومة منذ سنوات إلى جلب الأموال من الخارج عن طريق الحقائب المحمولة بواسطة موظفي بنك السودان.
من جهته أشار مستشار رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية آدم حريكة في تصريح لـ"الترا سودان" أن السودان بمجرد وداع القائمة السوداء أصبح دولة طبيعية من حقها أن تتبادل المعاملات المصرفية مع دول العالم موضحًا أن الحكومة ستقوم بإجراءات داخلية لترتيب الأوضاع المصرفية ليكون هذا العام هو عام "الضرائب والمصارف".
لكن المحلل الاقتصادي حسام الدين إسماعيل قلل في تصريحات لـ"الترا سودان" من الأنباء المتداولة عن عودة المراسلات البنكية بين السودان ودول العالم مشيرًا إلى أن الإجراءات تتطلب إصلاحات جذرية في قطاع المصارف إلى جانب تعويم سعر الصرف للعملة المحلية حتى يكون جاذبًا للتحويلات.
وتابع إسماعيل: "واحدة من شروط مجموعة أصدقاء السودان والدول المانحة إجراء إصلاحات مصرفية ولا يمكن أن تضخ الولايات المتحدة أموالًا تقدمها إلى السودان إلى البنوك المحلية لأنها غير موثوقة ومجالس إدارتها تحت سيطرة أنصار النظام البائد".
وأردف: "ربما تُدار المنح والقروض التي تخصص للسودان عن طريق دول أخرى مثل الإمارات، لكن لا أعتقد أن المجتمع الدولي على استعداد لإرسال أموال إلى القطاع المصرفي المحلي".
وتوقع حسام الدين إسماعيل أن تقوم الحكومة الانتقالية بتعويم سعر الصرف وتعرفة الجمارك وتحديد سعرها حسب العرض والطلب حتى تجذب التحويلات المصرفية، وهي إجراءات في نظر المحلل الاقتصادي، ستؤدي إلى تفاقم الوضع المعيشي وربما أدت إلى اضطرابات اجتماعية وتزايد معدلات الجريمة لافتًا إلى أن أي إجراء اقتصادي "له ثمنه الفادح".
فيما رجح أمين العلاقات الخارجية باتحاد أصحاب العمل السوداني أسامة الطيب في تصريح لـ"الترا سودان" أن تبدأ المراسلات البنكية خلال خمسة أيام بصورة رسمية مشيرًا إلى أن زيارة مسؤولة بنك التصدير والاستيراد الأمريكي إلى الخرطوم تكسر عزلة مصرفية فرضت منذ العام 1993 على السودان واشتدت في العام 2006 عقب تشديد الولايات المتحدة للعقوبات المصرفية على البلاد.
اقرأ/ي أيضًا: تجميد العمل بالمقترحات المطروحة للمناهج الجديدة
ويؤكد أسامة الطيب أن إنهاء المقاطعة المصرفية بين السودان ودول العالم يساعد على استيراد المنتجات من بلد المنشأ لأن السداد سيكون عبر النوافذ البنكية بدلًا من التوجه إلى أسواق بديلة مثل السوق الإماراتي.
خبير اقتصادي: التحويلات البنكية الخارجية ستنعش العملة المحلية وتُنهي سلطة السوق الموازية للعملة
ويتوقع الطيب تلاشي السوق السوداء للعملات في السودان جراء عودة النظام المصرفي وقال: "إما أن يكيف القطاع الموازي وضعه ليكون مع النظام المصرفي أو عليه أن يكون مستعدًا للتلاشي".
ويقول أمين العلاقات الخارجية باتحاد أصحاب العمل السوداني أسامة الطيب إن المنح والقروض التي ستأتي إلى السودان عبر المراسلات المصرفية ستنعش الجنيه لأنه حتى تسليم التحويلات بالعملة الأجنبية يزيد من احتياط النقد الأجنبي بالتالي إنعاش الجنيه السوداني.
اقرأ/ي أيضًا
السودان يوقع رسميًا "اتفاقيات أبراهام" للتطبيع مع دولة الاحتلال
إجراءات حكومية لسيارات الـ"بوكو حرام" تدفع المئات إلى المبيت في قرِّي
الكلمات المفتاحية

سواكن.. فوضى الميناء تهدد اقتصاد السودان
نظرات ندم وحزن اعتلت عيني "أحمد بابكر" العائد إلى السودان، بعد خمس سنوات قضاها مغتربًا بالمملكة العربية السعودية، منبع هذه الأحاسيس ما تعرض له في ميناء سواكن، من معاملة أقل ما توصف بأنها سيئة من قبل بعض العمال الذين سرقوا أمتعته وخربوا أشياءه بصورة فظة، مثلما قال لـ"الترا سودان".

الموارد المعدنية لـ"الترا سودان": إنتاج البلاد من الذهب بلغ 13 طنًا في شهرين
كشفت الشركة السودانية للموارد المعدنية عن عودة أكثر من (65) شركة أجنبية للعمل في التعدين في البلاد، بعد مغادرتها بسبب حرب 15 نيسان/أبريل 2023.

حرب السودان تهدد تجارة الصمغ العربي
يواجه الصمغ العربي السوداني، المكون الأساسي المستخدم في منتجات استهلاكية عالمية كالمشروبات الغازية والحلويات تهريبًا متزايدًا من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.