اقتصاد

دال تقترب من شراء "زين السودان".. صفقة أسبابها الأزمة الاقتصادية

9 ديسمبر 2021
zain-sudan-hq.jpg__1160x774_q85_subsampling-2_upscale-true.jpg
زين السودان
محمد حلفاويصحفي سوداني

أوردت وسائل إعلام اليوم الخميس معلومات عن نية شركة دال شراء أسهم زين السودان من مجموعة بدر الخرافي الكويتية بقيمة (1.3) مليار دولار، في تطور يحدث في قطاع الاتصالات في السودان لأول مرة منذ عقود، لكن هذه المرة تقف الأزمة الاقتصادية في السودان وراء رغبة مجموعة بدر الخرافي الكويتية لبيع "زين السودان" على ما يبدو للتخلص من ارتفاع تكاليف التشغيل ونقص الأرباح جراء ارتفاع سعر الصرف إضافة لنقص الطاقة وارتفاع سعر الوقود.

وحققت عمليات زين السودان إيرادات نصف سنوية في أيار/مايو الماضي بقيمة (160) مليون دولار، وبلغت الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاكات 77 مليون دولار، وعكس ذلك هامش أرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاكات بنسبة 48%.

تأثرت "زين السودان" بتقلبات سعر الصرف وتحاول الشركة الرئيسية بيعها بصفقة تجنبها خسائر قادمة

وأشار التقرير النصف سنوي للشركة إلى أن الشركة سجلت أرباحًا صافية عن ذات الفترة بقيمة (41) مليون دولار، مقارنة بـ(15) مليون دولار في العام الأخير، ونمت إيرادات البيانات بنسبة 4% لتمثل 28% من إجمالي الإيرادات، بينما نمت قاعدة عملاء شركة زين السودان بنسبة 8%  لتصل إلى 17 مليون عميل.

اقرأ/ي أيضًا: تدفقات كبيرة للاجئين الإثيوبيين إلى معسكري الطنيدبة وبابكري

وقال التقرير الصادر عن مجلس إدارة زين، إن عمليات زين السودان تأثرت بالانخفاض الكبير في قيمة العملة مقابل سعر صرف الدولار، وانعكس ذلك على إيرادات الشركة بما يقارب (340) مليون دولار.

ونقلت وكالة رويترز عن زين قولها إن شركة دال عرضت عبر شركة مملوكة لها متخصصة في التكنولوجيا والاتصالات نحو (1.3) مليار دولار، لشراء أسهم زين السودان من مجموعة بدر الخرافي.

ويعد العرض الذي قدمته مجموعة دال المملوكة لرجل الأعمال السوداني أسامة داؤود لدراسته أولًا لأن الصفقة إذا تمت ستشتري دال نصيب مجموعة بدر الخرافي الكويتية، فيما هناك جزء من أسهم زين مملوكة لمجموعة عمانية.

وتأتي هذه التطورات في سوق الاتصالات السودانية عقب سلسلة من الأحداث التي تعرضت لها "زين السودان"، مثل تقلبات سعر الصرف وارتفاع قيمة الدولار في السوق السوداء وصعوبة تحويل الأرباح واضطرت هذه الشركة إلى شراء محاصيل من السوق المحلي لتصديرها والاحتفاظ بالعملات الصعبة خارج البلاد.

كما أن ابتعاد العضو المنتدب لزين السودان الفاتح عروة المقرب من الرئيس المعزول عمر البشير كان له أثر في أداء الشركة التي كانت تحصل على تسهيلات السنوات الماضية.

ويقدر خبراء في قطاع الاتصالات أن السوق السوداني للاتصالات يتداول نحو ستة مليار دولار سنويًا وأن هذا العرض مغر لشركة دال للتوسع في الاستثمارات المحلية لهذه الشركة التي تعمل ضمن نطاق الصناعات الغذائية بشكل رئيسي.

ويقول عاملون في شركة زين إن رجل الأعمال السوداني أسامة داؤود يتمتع بعلاقة جيدة مع المسؤولين في شركة زين السودان وأنه قد تلقى نصائح بشراء زين السودان خاصة مع الرغبة التي أظهرها الكويتيون في بيعها نتيجة تقلبات سعر الصرف وانخفاض الإيرادات من زين السودان.

ولعبت الأوضاع السياسية أيضًا دورًا في ظهور ملامح هذه الصفقة لأن دال تحاول الانتقال في الاقتصاد جنبًا إلى جنب مع الوضع السياسي إذ أن استثمارات هذه المجموعة ترتبط بالاستقرار السياسي.

ويرى أحد المطلعين على الأوضاع الاقتصادية لمجموعة دال في تصريح لـ"الترا سودان"، أن صفقة شراء زين السودان قد تكون الأكبر في الإقليم، متوقعًا قبول الشركة الكويتية للعرض المقدم من دال حتى تتجنب الخسائر في "زين السودان" لأن تقلبات سعر الصرف خفضت التوقعات بنسبة (340) مليون دولار هذا العام كما أن زين الرئيسية لديها مشغلات في دول أخرى بالنسبة لها أفضل حالات من ناحية الأرباح وانخفاض تكلفة التشغيل.

وانعكست الأزمة الاقتصادية في السودان على شركات الاتصالات، وهي ثلاثة شركات رئيسية، إذ أدت فترات طويلة من انعدام الوقود وشح الطاقة وتذبذب الكهرباء إلى انخفاض كفاءة التشغيل وتدني الخدمات التي تقدمها هذه الشركات.

وتغطي شبكة الـ"4G" أقل من 20% فقط من مساحة البلاد بينما يخطو العالم نحو الجيل الخامس من تقنية الاتصالات وتعزو شركات الاتصالات رداءة شبكات الاتصالات إلى عدم انتظام سلاسل الوقود وانعدام الكهرباء في بعض المناطق والتي تشكل غالبية من مساحة السودان إضافة للتوترات الأمنية في مناطق النزاعات.

ورغم ارتفاع عدد مشتركي "زين السودان" إلى (17) مليون مشترك بحسب تقرير للشركة الرئيسية، وزيادة أسعار تعرفة المكالمات وخدمات الإنترنت، إلا أن هذا الأمر لم يؤدي إلى تعافي الأرباح من تكاليف التشغيل وأدى أيضا في ذات الوقت إلى سخط العملاء على أداء الشركة كل هذه العوامل تجعل "زين السودان" في فترة وجيزة ضمن شركات مجموعة دال عبر شركتها المتخصصة في هذا القطاع ولديها مقر في الإمارات.

اقرأ/ي أيضًا

البرهان: بعض البعثات الأجنبية تحرض الشعب ضد الجيش

 وزير المالية يؤكد تعليق التمويل الدولي بعد الانقلاب العسكري

الكلمات المفتاحية

ميناء سواكن.jpg

سواكن.. فوضى الميناء تهدد اقتصاد السودان

نظرات ندم وحزن اعتلت عيني "أحمد بابكر" العائد إلى السودان، بعد خمس سنوات قضاها مغتربًا بالمملكة العربية السعودية، منبع هذه الأحاسيس ما تعرض له في ميناء سواكن، من معاملة أقل ما توصف بأنها سيئة من قبل بعض العمال الذين سرقوا أمتعته وخربوا أشياءه بصورة فظة، مثلما قال لـ"الترا سودان".


الذهب - قطاع التعدين.jpg

الموارد المعدنية لـ"الترا سودان": إنتاج البلاد من الذهب بلغ 13 طنًا في شهرين

كشفت الشركة السودانية للموارد المعدنية عن عودة أكثر من (65) شركة أجنبية للعمل في التعدين في البلاد، بعد مغادرتها بسبب حرب 15 نيسان/أبريل 2023.


الصمغ العربي.jpg

حرب السودان تهدد تجارة الصمغ العربي

يواجه الصمغ العربي السوداني، المكون الأساسي المستخدم في منتجات استهلاكية عالمية كالمشروبات الغازية والحلويات تهريبًا متزايدًا من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع


Wad Madani.png

ولاية الجزيرة.. منهوبات بمليارات الدولارات تحطم الطبقة الوسطى

خبير اقتصادي: عودة المواطنين إلى منازلهم لا تعني بداية حياة جديدة، بقدر ما أن هذه المرحلة قد تكون ضمن الصدمة الناتجة عن فقدان أحد أفراد العائلة، أو فقدان الممتلكات والأصول والأموال والذهب والحُلي

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert