"حكومة الظل" تقترح تبني نظام التمويل المصرفي للدراسة الجامعية
7 يناير 2023
دفع وزير التعليم العالي في حكومة الظل التابعة لحزب بناء السودان معتز الحلو، بمقترح لتفادي قضية الرسوم في الجامعات الحكومية، بالسماح للبنوك بتمويل الطلاب على أن تسترد قروضها عقب انخراطهم في سوق العمل.
وقال الحلو في تصريحات صحفية اليوم السبت، إن الجامعات تحتاج إلى الموارد المالية التي تمكنها من تغطية تكاليف ما تقدمه من خدمات حالية، وفي ذات الوقت تحتاج الى المزيد من التطوير والتوسع لتحسين جودة مخرجاتها الحالية.
خبير تربوي: الاقتصاد وسوق العمل في السودان لايسمحان بنجاح مشاريع التمويل المصرفي للدراسة الجامعية
وأضاف الحلو: "حزب بناء السودان يسعى إلى إعادة رسم سياسات التعليم العالي بحيث لا يتحمل الطالب أو عائلته أي تكاليف مالية للدراسة أو المعيشة والسكن أثناء فترة الدراسة، وإنما يتم عن طريق الاقتراض من البنوك على أن يسددها الطالب بعد شروعه في العمل".
وتابع بالقول: "من خلال استقطاع القروض في شكل دفعات مع ضريبة الدخل بعد إجراء الإصلاحات اللازمة على النظام الضريبي أيضًا، بينما تتكفل الدولة بكل المصاريف الإدارية لهذه القروض، والتي يتم تقييم مخاطرها عن طريق مؤسسات متخصصة". ولفت إلى أن هذا المشروع يحتاج إلى وضع برامج تساعد البنوك الممولة للطلاب لحل إشكالات الديون الهالكة على الطلاب، حال حدوثها، على أن يتم تعميم هذا النظام تدريجيا خلال خمس سنوات.
وأشار الحلو إلى أن حزب بناء السودان بهذا الطرح يهدف إلى جعل الجامعات مؤسسات ذات طابع مستقل إداريًا وماليًا، لفتح الباب أمام تحويلها إلى "مجتمعات معرفة" مما يترتب عليه تغييرات جذرية.
وقال إن البقاء في نفس الخانة دون تجديد أو تطوير والعمل في ظل الممارسات التقليدية قد أضعف البنية التحتية للبحث العلمي، مما أدى لانفصال الجامعات عن واقعها وسوق العمل.
وقال الحلو إن حرية المجتمع الأكاديمي هي كلمة السر، ويسعى من خلالها حزب بناء السودان إلى إيجاد بيئة تنافسية للجامعات تقوم على دعائم رؤية استراتيجية واضحة، ووفقًا لآليات إدارية، تتسم بالمرونة والابتكار، لتمكنها من استقطاب أفضل القيادات، وأساتذة الجامعات.
وأردف: "من خلال هذا المشروع يمكن انتقاء أفضل الطلاب، ومنحهم الاستقلالية والحرية في التعيين والانتخاب ووضع نظم قبول الطلاب، وتحديد رواتب وامتيازات الأساتذة، ومكافأة المتميزين منهم، وحرية تصميم برامجها وفقًا لمتغيرات السوق الدولية المتغيرة، ليكون الاستقلال الذاتي جسرًا لمنافسة الجامعات عالميًا".
وقال الحلو إنه من خلال هذا المقترح الذي يقدمه حزب بناء السودان، نهدف للعمل بمبدأ مجانية التعليم العالي عند نقطة التلاقي - لحظة ترقي الطلاب للدراسة الجامعية (Free at the point of access).

وتواجه الجامعات الحكومية شبه الإغلاق بالتزامن مع اضطرابات واحتجاجات تستمر منذ أسبوع، وذلك على خلفية زيادة الرسوم الدراسية للعام 2022-2023 وتتزامن الزيادات مع أزمة اقتصادية طاحنة يعيشها السودانيون.
وحينما سأل مراسل "الترا سودان" الخبير التربوي حسين خليفة عن مقترح حكومة الظل فيما يتعلق بتمويل البنوك للرسوم الجامعية على أن تستقطع من رواتب العمل بعد سنوات أجاب قائلًا: "سوق العمل في السودان لا تستوعب جميع الخريجين، فلن توافق المصارف على تمويل مئات الآلاف من الطلاب مقابل انتظارهم سنوات. ويمر الاقتصاد السوداني بفترات متقلبة وغير مستقرة".
وأضاف: "النموذج الغربي أو النظام المطبق في أوروبا والولايات المتحدة نجح لأن اقتصاداتها مستقرة، إلى جانب وفرة الوظائف، عكس السودان الذي لا يقارن وضعه بهذه الدول، لذلك فإن تنفيذ هذا النظام يحتاج إلى اقتصاد مستقر وسوق عمل".
وأضاف: "يجب معالجة قضية الرسوم الجامعية في إطار مجانية التعليم والصحة … هذا العمل يشبه مثل شخص ينتشل شخصًا من الحفرة، عليك أن تنقذه أولًا قبل أن تفرض عليه نظامًا مستوردًا وهو قابع في الحفرة".
وعانت الجامعات السودانية من اضطرابات منذ العام 2018 بسبب الاحتجاجات الشعبية، حيث أغلقت لشهور طويلة قبل أن تستأنف الدراسة، لتغلق مرة أخرى في العام 2020 بسبب جائحة كورونا ما أدى إلى تراكم الدفعات في الكلية الواحدة لثلاثة أضعاف.
وتقول الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم، إن التمويل الحكومي للتعليم العالي تقلص إلى (50) مليون دولار متراجعًا عن (500) مليون دولار في العام 2007.
وفي ظل تدني الأجور والكساد الذي يضرب الأسواق في السودان والبطالة المرتفعة وارتفاع التضخم، فإن عشرات الآلاف من طلاب الجامعات يواجهون صعوبة في سداد الرسوم الجديدة.
تقول إدارات الجامعات الحكومية إن التمويل الحكومي تراجع عما كان عليه واضطرت الجامعات لوضع رسوم جديدة
بالمقابل تقول إدارات الجامعات الحكومية إن التمويل الحكومي تراجع عما كان عليه، واضطرت الجامعات لوضع رسوم جديدة على الطلاب لمقابلة تكاليف تشغيل لتحقيق الاستقرار الأكاديمي.
وقالت جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا في بيان الأسبوع الماضي، إن الطالب يكلف أكثر من (1.4) مليون جنيه سنويًا، والرسوم الجديدة لا تقارن مع هذه التكلفة. وقالت إنها لجأت إلى الخيارات الصعبة لإنجاح العام الدراسي.
الكلمات المفتاحية

سواكن.. فوضى الميناء تهدد اقتصاد السودان
نظرات ندم وحزن اعتلت عيني "أحمد بابكر" العائد إلى السودان، بعد خمس سنوات قضاها مغتربًا بالمملكة العربية السعودية، منبع هذه الأحاسيس ما تعرض له في ميناء سواكن، من معاملة أقل ما توصف بأنها سيئة من قبل بعض العمال الذين سرقوا أمتعته وخربوا أشياءه بصورة فظة، مثلما قال لـ"الترا سودان".

الموارد المعدنية لـ"الترا سودان": إنتاج البلاد من الذهب بلغ 13 طنًا في شهرين
كشفت الشركة السودانية للموارد المعدنية عن عودة أكثر من (65) شركة أجنبية للعمل في التعدين في البلاد، بعد مغادرتها بسبب حرب 15 نيسان/أبريل 2023.

حرب السودان تهدد تجارة الصمغ العربي
يواجه الصمغ العربي السوداني، المكون الأساسي المستخدم في منتجات استهلاكية عالمية كالمشروبات الغازية والحلويات تهريبًا متزايدًا من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.