اقتصاد

تحسن الصادرات واستمرار تدهور الجنيه.. كيف يحدث ذلك؟

14 September 2021
119048935_1316102555242682_5066350202081317090_n.jpg
بنك السودان المركزي (سونا)
محمد حلفاويصحفي سوداني

جاء التقرير الصادر عن البنك المركزي محفزًا للرأي العام فيما يتعلق بتحسن الصادرات المحلية والوصول إلى عتبة 2 مليار دولار في النصف الأول للعام 2021.

وفي ذات الوقت كانت بيئة الصادرات تشكو من شح الوقود وسوء الإدارة والتهريب وإعادة السعودية نحو (40) باخرة من الماشية خلال عام، فما الذي أدى إلى ارتفاع حصائل الصادرات رغم الأزمات التي تحاصر البلاد؟ هل تبدو بيانات البنك المركزي غير واقعية؟

لم يتطرق التقرير إلى توريد حصائل الصادر في حسابات البنوك المحلية 

للإجابة على هذا السؤال لم يتطرق التقرير عما إذا كانت حصائل الصادر التي بلغت (2.5) مليار دولار قد عادت إلى البنوك المحلية وظلت تحت سيطرة إدارة النقد الأجنبي في البنك المركزي وضخها في الأسواق وإنعاش الجنيه السوداني.

اقرأ/ي أيضًا: اجتماع بين مجلس الوزراء ونقابة المعلمين يُنهي أزمة تدني الأجور

وفي شباط/فبراير الماضي نفذ البنك المركزي سياسة تحرير العملة بطريقة تحكمية وقفز بها من (55) جنيهًا إلى (380) جنيهًا، ثم لاحقًا السوق الموازية إلى (447) جنيهًا وفق تعاملات يوم الاثنين الماضي ويتحرك سعر الصرف في نطاق محدود صعودًا وهبوطًا.

كما أن عدم انتظام التعاملات المصرفية بين السودان ودول العالم لا يتيح مجالًا لضمان الحصول على عائدات الصادر بشكل سلس، وعلى ما يبدو أن تقرير البنك المركزي "تجاهل جوانب مهمة" لتقديم تقرير من جانب واحد.

ورفض رئيس غرفة المصدرين السودانيين محمد سليمان الإدلاء بمعلومات عندما سأله محرر"الترا سودان" عن تحسن الصادرات بحسب تقرير البنك المركزي، مبررًا  انشغاله باجتماع.

ويقول المحلل الاقتصادي محمد إبراهيم في حديث لـ"الترا سودان"، إن تقرير البنك المركزي حول تحسن الصادرات للنصف الأول من العام الجاري قد يكون صحيحًا من حيث الأرقام لكن على الأرض لا تزال الصادرات دون المستوى المطلوب عالميًا، إلى جانب تصدير المواد الخام بلا رقابة ملموسة ما يعني أن الصادرات التي يتحدث عنها المركزي قد تشمل جميع أنشطة الصادرات.

ويؤكد إبراهيم ان بيئة الصادرات ليست مواتية، مقللًا من الأرقام الواردة في تقرير بنك السودان بـ(2.5) مليار دولار، وقال إن الرقم متواضع مع الموارد المتاحة محليًا.

وأضاف: "إذا تحققت إصلاحات ملموسة في جميع القطاعات بما في ذلك القطاع الأمني يمكن أن ترتفع الصادرات إلى سبعة مليارات دولار سنويًا، وإغلاق عجز الميزان التجاري بنسبة (90)%، ويمكن أن أقول أن الدولار الأمريكي سيباع بمائة جنيه بدلًا عن (447) جنيهًا".

ولا تزال الأسواق الموازية تتوارى أمام استقرار طويل الأمد لسعر صرف العملة الوطنية مقابل الدولار الأمريكي، لكن لا تزال المخاوف موجودة من نمو السوق السوداء مجددًا.

اقرأ/ي أيضًا: إضراب لأساتذة جامعة الخرطوم احتجاجًا على تدني الأجور

ويوضح المحلل في التعاملات المالية والصادرات مجدي حسن في تصريح لـ"الترا سودان"، أن بيانات المركزي بشأن الصادرات التي بلغت (2.5) مليار دولار للنصف الأول من 2021، جاءت لتثبيت واستدامة استقرار العملة الوطنية مؤخرًا في السوق السوداء ولإعادة الثقة الى الأسواق ومجتمع رجال الأعمال، سيما بالتزامن مع زيارة رجال الأعمال السعوديين للخرطوم.

محلل: تحسنت الصادرات ومع ذلك بقيت السوق السوداء تنتظر لحظة ترجح كفتها  

واستدرك: "التقرير لم يعكس واقعًا إيجابيًا على الاقتصاد العام مثل تراجع الدولار الأمريكي في السوق الرسمي، وحوى أيضًا على استيراد أدوية بأكثر من (240) مليون دولار بينما حجم استهلاك السودان سنويًا من الأدوية في العام أقل من (300) مليون دولار، وخلال الستة أشهر الماضية ضرب الشح الدوائي البلاد، بالتالي كيف استورد السودان أدوية بقيمة (240) مليون دولار وفي نفس الوقت الأدوية معدومة".

وتابع: "إذا تحسنت الصادرات لماذا يرتفع الدولار الأمريكي في المصارف والسوق السوداء معًا دون أن يتأثر بنمو الصادرات؟ إن الحديث عن استقراره ليس مقنعًا ربما هناك إجراءات أمنية هي التي كبحت السوق الموازي مؤقتًا".

اقرأ/ي أيضًا

المطالبة بتوجيه تهمة جرائم ضد الإنسانية للمتهمين بقتل الشهيد محجوب

النيابة تفرج عن اثنين من مقاومة أمبدة هتفوا أثناء احتفال حضره حميدتي بأمبدة

الكلمات المفتاحية

ميناء سواكن.jpg

سواكن.. فوضى الميناء تهدد اقتصاد السودان

نظرات ندم وحزن اعتلت عيني "أحمد بابكر" العائد إلى السودان، بعد خمس سنوات قضاها مغتربًا بالمملكة العربية السعودية، منبع هذه الأحاسيس ما تعرض له في ميناء سواكن، من معاملة أقل ما توصف بأنها سيئة من قبل بعض العمال الذين سرقوا أمتعته وخربوا أشياءه بصورة فظة، مثلما قال لـ"الترا سودان".


الذهب - قطاع التعدين.jpg

الموارد المعدنية لـ"الترا سودان": إنتاج البلاد من الذهب بلغ 13 طنًا في شهرين

كشفت الشركة السودانية للموارد المعدنية عن عودة أكثر من (65) شركة أجنبية للعمل في التعدين في البلاد، بعد مغادرتها بسبب حرب 15 نيسان/أبريل 2023.


الصمغ العربي.jpg

حرب السودان تهدد تجارة الصمغ العربي

يواجه الصمغ العربي السوداني، المكون الأساسي المستخدم في منتجات استهلاكية عالمية كالمشروبات الغازية والحلويات تهريبًا متزايدًا من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع


Wad Madani.png

ولاية الجزيرة.. منهوبات بمليارات الدولارات تحطم الطبقة الوسطى

خبير اقتصادي: عودة المواطنين إلى منازلهم لا تعني بداية حياة جديدة، بقدر ما أن هذه المرحلة قد تكون ضمن الصدمة الناتجة عن فقدان أحد أفراد العائلة، أو فقدان الممتلكات والأصول والأموال والذهب والحُلي

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert