اقتصاد

الجنيه يخرج عن السيطرة والانتقادات تلاحق وزير المالية

25 September 2023
الدولار-الجنيه-السودان.jpg
محمد حلفاويصحفي سوداني

في السوق الموازي المتعدد بولايات السودان، خرج الجنيه السوداني عن السيطرة منذ أسبوعين، ووصل إلى (900) جنيه مقابل واحد دولار أمريكي، مُسرعًا في الارتفاع منذ بداية القتال بين الجيش والدعم السريع، حيث كان في ذلك الوقت (580) جنيهًا لواحد دولار أمريكي في السوق الموازي.

يقول خبير اقتصادي إن الحل الوحيد لإيقاف تدهور الجنيه إيقاف الحرب بشتى الطرق والأقرب هو الحل السلمي 

ووسط غياب للإجراءات الحكومية كما يقول الخبير الاقتصادي محمد إبراهيم لـ"الترا سودان"، فإن الجنيه يخسر يوميًا أمام الدولار الأمريكي، وهناك عجز حكومي بائن في السيطرة على الأمور، لأن المؤسسات الاقتصادية شبه متوقفة منذ اندلاع الحرب قبل ستة أشهر.

يرى إبراهيم أن الحرب تنعكس على الوضع الاقتصادي أولًا قبل كل شيء لأن تكلفة الأزمة الإنسانية نفسها تدار عبر الاقتصاد، وفي هذا الصدد يقول إن الحكومة القائمة في السودان "تحتاج إلى معجزة" للسيطرة على ارتفاع العملات الأجنبية مقابل العملة الوطنية.

وأضاف: "من الواضح أن تكلفة الحرب اليومية انعكست على العملة المحلية، إذ لم تعد الأمور كما كانت قبل شهرين، لأن التكلفة عالية جدًا لبلد لا يتلقى دعمًا دوليًا منذ عامين".

ويعتقد إبراهيم أن الحرب تكلف الخزانة العامة شهريًا ما لا يقل عن (200) مليون دولار في حدها الأدنى، لذلك السؤال هل سيبقى الدولار الأمريكي عند هذا الحد؟ ويجيب: "لا أعتقد ذلك".

ويقول  الخبير الاقتصادي إن تكلفة الحرب لا تقاس فقط بتمويل العمليات العسكرية، بل أيضًا هناك توقف تام للحياة الاقتصادية، وهناك مصارف شبه مشلولة ومصانع تقع في دائرة القتال لا تعمل منذ ستة أشهر، مقابل طلب كبير على استيراد السلع الاستهلاكية.

 ويعاني السودان من "نقص مريع" في العملات الصعبة ما أدى إلى ارتفاع الدولار الأمريكي في السوق الموازي الذي يتحكم في العرض والسعر، بينما كان البنك المركزي على وشك إعادة الحياة إلى الجنيه، وبلغ الاحتياطي من النقد الأجنبي في العام 2021 نحو (1.7) مليار دولار قبل أن يتولى الجيش السلطة عقب الإطاحة بالمدنيين في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021.

بانر الترا سودان

وقال نائب محافظ البنك المركزي في تصريح سابق لـ"الترا سودان"، إن الخطة المالية للبنك المركزي قبل الانقلاب العسكري كانت تقتضي تخفيض الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني إلى (325) جنيهًا في العام 2022، وذلك عبر سلسلة إجراءات كانت تعمل على تنمية الاحتياطي لدى بنك السودان، لكن الانقلاب "انتهى من كل هذه الخطط".

واليوم بعد ستة أشهر من الحرب بين الجيش والدعم السريع ينتقل السودانيون إلى مرحلة جديدة من الأزمة الاقتصادية التي تلاحقهم منذ سنوات، وهذه المرة قد تكون الأسوأ حسب الخبير الاقتصادي محمد أبشر، والذي يرى أن وقف التدهور يكون بإيقاف الحرب والعمل على معالجات حقيقية بإبعاد الطاقم الحكومي الاقتصادي واستقطاب تمويل من المجتمع الدولي وإعادة الاستثمارات بسياسات جديدة.

ويتوقع أبشر في حديث لـ"الترا سودان" ارتفاعًا غير مسبوق للتضخم في السودان نظرًا لارتفاع سعر الصرف وانعكاسه على أسعار السلع الاستهلاكية المستوردة من دول الجوار والعابرة للحدود.

ويعتقد أبشر أنه أن وزير المالية جبريل إبراهيم ليس المسؤول المناسب لتنفيذ سياسات اقتصادية تنعش الجنيه، بالإضافة إلى أن الإدارة الحكومية للاقتصاد شبه متوقفة بسبب الحرب ولا توجد حلول. 

ويؤكد: "لقد ذهب قطاع النقد الأجنبي بأكمله إلى السوق الموازي في أيدي "تجار العملة"، ما يعني أن الجنيه خرج عن السيطرة".

وقال أبشر أن الذهب سجل ارتفاعًا أيضًا وبلغ الجرام (55) جنيهًا، وكان في حدود (35) جنيهًا قبل الحرب، وبرجع الارتفاع لتراجع الإنتاج فيما كانت تعتمد وزارة المالية على الذهب لالتقاط أنفاسها أمام الدولار الأمريكي.

وجراء ارتفاع سعر الصرف في السوق الموازي وضعت البنوك زيادة على سعر الصرف التأشيري بواقع (668) جنيهًا لواحد دولار أمريكي للبيع، و(663) جنيهًا للشراء.

خبير: ارتفاع الدولار في السوق الموازي سبب أزمة في الوقود

ويعتقد الخبير الاقتصادي محمد إبراهيم أن ارتفاع الدولار في السوق الموازي سبب أزمة في الوقود لأن السعر التأشيري لم يتم تعديله، وقد تضطر وزارة الطاقة إلى زيادة سعر الوقود لإنهاء طوابير السيارات أو الاستسلام للأزمة مقابل التخلي عن فكرة زيادة الوقود حتى تسيطر على أسعار السلع الاستهلاكية.

الكلمات المفتاحية

ميناء سواكن.jpg

سواكن.. فوضى الميناء تهدد اقتصاد السودان

نظرات ندم وحزن اعتلت عيني "أحمد بابكر" العائد إلى السودان، بعد خمس سنوات قضاها مغتربًا بالمملكة العربية السعودية، منبع هذه الأحاسيس ما تعرض له في ميناء سواكن، من معاملة أقل ما توصف بأنها سيئة من قبل بعض العمال الذين سرقوا أمتعته وخربوا أشياءه بصورة فظة، مثلما قال لـ"الترا سودان".


الذهب - قطاع التعدين.jpg

الموارد المعدنية لـ"الترا سودان": إنتاج البلاد من الذهب بلغ 13 طنًا في شهرين

كشفت الشركة السودانية للموارد المعدنية عن عودة أكثر من (65) شركة أجنبية للعمل في التعدين في البلاد، بعد مغادرتها بسبب حرب 15 نيسان/أبريل 2023.


الصمغ العربي.jpg

حرب السودان تهدد تجارة الصمغ العربي

يواجه الصمغ العربي السوداني، المكون الأساسي المستخدم في منتجات استهلاكية عالمية كالمشروبات الغازية والحلويات تهريبًا متزايدًا من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع


Wad Madani.png

ولاية الجزيرة.. منهوبات بمليارات الدولارات تحطم الطبقة الوسطى

خبير اقتصادي: عودة المواطنين إلى منازلهم لا تعني بداية حياة جديدة، بقدر ما أن هذه المرحلة قد تكون ضمن الصدمة الناتجة عن فقدان أحد أفراد العائلة، أو فقدان الممتلكات والأصول والأموال والذهب والحُلي

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert