اقتصاد

اقتصادي: "الركود التضخمي" وراء انخفاض الدولار في السوق الموازي 

30 مايو 2022
GettyImages-80793885.jpg
محمد حلفاويصحفي سوداني

ذكر متعاملون في السوق الموازي للنقد الأجنبي، أن ركود الأسواق في قطاع السلع التموينية، والخدمات والنقل، والوقود، انعكس على سوق العملات، ولم يعد هناك طلب مرتفع على الدولار الأمريكي، لغرض الاستيراد.

وتطابق سعر الصرف الدولار الأمريكي، وسعر الصرف في البنوك، وبلغ واحد دولار أمريكي في السوق الموازي (569) جنيها بينمًا في البنوك بـ (567) جنيه.

تخلى المواطنون عن شراء المنتجات واكتفوا بالضروريات القصوى 

وكان الدولار الأمريكي، انخفض بمقدار ثلاثة جنيهات منذ يومين، وستة جنيهات منذ مطلع أيار/مايو الجاري.

وقال موظف في شركة كبيرة معنية بإنتاج وتوزيع الأغذية، لـ"الترا سودان"، إن الشركة لاحظت تنامي ركود لمنتجاتها في الأسواق، وسجلت القوة الشرائية تراجعًا كبيرًا عما كانت عليها في مثل هذا الوقت من العام الماضي.

تيليغرام

ولا زالت الأسواق تشهد انخفاضًا للقوة الشرائية، بحسب هذا الموظف متأثرةً بتدني الأجور، مقابل تضخم غير مسبوق، قائلًا إن الأعمال التجارية، والصناعية، مهددة بالتآكل إذا استمر الوضع هكذا.

ويلجأ المواطنون، مؤخرًا إلى شراء المستلزمات الضرورية، من الأسواق الأسبوعية التي تطوف حول أحياء العاصمة، بينما يحذر محللون اقتصاديون من أن الوضع المعيشي بالولايات على درجة عالية من التدهور.

مثلًا كان سعر "عبوة" من زيت الطعام، العام الماضي بـ (2500) ألف جنيه ما يعادل (4.5) دولار أمريكي، واليوم تُباع بـ (6) آلاف جنيه ما يعادل (13) دولار أمريكي، بينما ظلت الأجور ودخل الأفراد في القطاعين العام والخاص شهريًا في حدود (25) ألف جنيه في المتوسط، أي ما يعادل (44) دولارًا أمريكيًا.

وشهدت مؤسسات حكومية، في العاصمة والولايات إضرابات عمالية، احتجاجًا على تدني الأجور، كما تنامى السخط في بعض المؤسسات الحكومية مثل السلطة القضائية والجامعات، على خلفية حصر زيادة الأجور على الوظائف العليا.

ويقول عمال وموظفي السلطة القضائية، وعمال الجامعات الحكومية ومؤسسات التعليم العالي، الذين انخرطوا في إضراب، الأسبوع الماضي إن: "الأجور لم تعد تكفي للعمل".

وقبل أن ينفذ قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الإجراءات العسكرية التي سماها بـ "التصحيحية"، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كان السودان على بعد خطوات من الحصول على ملياري دولار، إضافة إلى مساعدات دولية في حدود (1.5) مليار دولار، جميع هذه المساعدات عُلقت عقب الإطاحة بحكومة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك.

وينوه الموظف في شركة غذائية تسيطر على السوق السوداني، إلى أن: "الأشخاص ذوي الدخل المنخفض يشكلون الغالبية في هذا البلد ولا يملكون أدنى استعداد لشراء منتجات غير ضرورية حتى لو كانت غذائية مهمة مثل حليب الأطفال لأن المال لا يكفيهم لسداد فواتير الكهرباء والأشياء الضرورية الأخرى".

ويحذر المحلل الاقتصادي محمد إبراهيم، من أن الأسواق تشهد ما يسمى في مثل هذه الأحوال "الركود التضخمي"، أي ارتفاع الأسعار وتوقف القوة الشرائية، في ذات الوقت.

وأوضح إبراهيم في حديث لـ"الترا سودان" أن الرغبة في شراء غالبية الخدمات منخفضة أو تكون معدومة، لأن الأجور لا تكفي لتغطية البنود الأولية، ناهيك عن العلاج والتعليم والترفيه والادخار.

وأضاف: "من الواضح أن الركود التضخمي، وقلة رغبة المستوردين في شراء الدولار الأميركي وراء انخفاضه في السوق الموازي".

وتابع إبراهيم: "الحياة العامة سواء اقتصاديًا واجتماعيًا شهدت تراجعًا مريعًا الشهور الماضية، وهناك تغييرات ظهرت على المجتمعات المتأثرة بالغلاء وعددهم يشكل حوالي 70% من سكان البلاد".

محلل: الأزمة سياسية في المقام الأول ولا حل سوى التسوية الشاملة 

ويرى محمد إبراهيم، أن الأزمة سياسية في المقام الأول، ويجب إنهاء هذا الوضع المضطرب داخل منظومة السلطة بتسوية شامل، لمعالجة الخلل الاقتصادي، والانتقال إلى دولة ذات "مركز موحد للقرار" إلى جانب إنهاء تعدد الجيوش لأنها تحصل على ميزانيات ضخمة على حساب التنمية.

الكلمات المفتاحية

ميناء سواكن.jpg

سواكن.. فوضى الميناء تهدد اقتصاد السودان

نظرات ندم وحزن اعتلت عيني "أحمد بابكر" العائد إلى السودان، بعد خمس سنوات قضاها مغتربًا بالمملكة العربية السعودية، منبع هذه الأحاسيس ما تعرض له في ميناء سواكن، من معاملة أقل ما توصف بأنها سيئة من قبل بعض العمال الذين سرقوا أمتعته وخربوا أشياءه بصورة فظة، مثلما قال لـ"الترا سودان".


الذهب - قطاع التعدين.jpg

الموارد المعدنية لـ"الترا سودان": إنتاج البلاد من الذهب بلغ 13 طنًا في شهرين

كشفت الشركة السودانية للموارد المعدنية عن عودة أكثر من (65) شركة أجنبية للعمل في التعدين في البلاد، بعد مغادرتها بسبب حرب 15 نيسان/أبريل 2023.


الصمغ العربي.jpg

حرب السودان تهدد تجارة الصمغ العربي

يواجه الصمغ العربي السوداني، المكون الأساسي المستخدم في منتجات استهلاكية عالمية كالمشروبات الغازية والحلويات تهريبًا متزايدًا من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع


Wad Madani.png

ولاية الجزيرة.. منهوبات بمليارات الدولارات تحطم الطبقة الوسطى

خبير اقتصادي: عودة المواطنين إلى منازلهم لا تعني بداية حياة جديدة، بقدر ما أن هذه المرحلة قد تكون ضمن الصدمة الناتجة عن فقدان أحد أفراد العائلة، أو فقدان الممتلكات والأصول والأموال والذهب والحُلي

قاعة الصداقة.jpeg
أخبار

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها

قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

عبدالرحيم دقلو 4.jpg
أخبار

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي

نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.


علي قاقرين.jpg
منوعات

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية

تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

سوق في ولاية النيل الأبيض.png
أخبار

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة

أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.

advert