اقتصاديون: موجة أسعار جديدة تلقي بالمواطنين إلى دائرة الفقر
15 September 2024
قال محللون اقتصاديون وعمال إنسانيون، إن موجة جديدة من الأسعار طرأت على السلع الاستهلاكية مع اشتداد الصراع المسلح في السودان، وتأثرت المناطق الواقعة تحت سيطرة الطرفين من التدهور الاقتصادي.
يؤدي سعر الوقود إلى مضاعفة تكلفة النقل والسلع الاستهلاكية
من مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان يعكس المواطن فتح الرحمن الوضع الاقتصادي ويقول إن أسعار السلع باتت خارج متناول المواطنين، مع تراجع الآمال بشأن الانفراج النسبي عقب وصول قوافل تجارية الأسبوع الماضي.
وكان متطوعون أطلقوا منصة لرصد الوضع الإنساني في مدينة الأبيض الواقعة على بعد حوالي (400) كيلو مترًا غربي العاصمة الخرطوم، وتتعرض طرقها البرية إلى حصار من قوات الدعم السريع.
وخاضت القوات المسلحة المكونة من الاحتياطي المركزي والجيش معارك عنيفة ضد قوات الدعم السريع غربي مدينة الأبيض، حيث تحاول قوات حميدتي إبقاء الجيش محاصرًا حتى لا ينتقل لشن هجمات في مناطق أخرى.
أما في مدينة الدويم بولاية النيل الأبيض، والتي تسيطر عليها القوات المسلحة والواقعة على الضفة الغربية للنيل، فإن سعر جالون البنزين وصل في السوق الموازي إلى (110) ألف جنيه وفق ما نقل معاوية من سكان المدينة لـ"الترا سودان".
ويرى معاوية أن أسعار الوقود تعكس الوضع المعيشي والاقتصادي في الولاية التي عانت من آثار النزوح والحرب، وقال إن الوضع الإنساني بلغ مرحلة حرجة ولا يمكن إجراء معالجات دون توقف الحرب وتدخل إنساني يسمح بالمساعدات العاجلة واستئناف الحياة العامة والأسواق.
وفي مدينة كسلا شرق البلاد لا تجلب (100) ألف جنيه، أي ما يعادل (30) دولارًا أميركيًا سوى أسطوانة غاز زنة خمسة كيلو غرام، بقيمة (40) ألف جنيه وبعض لترات من زيت الطعام، بينما يبلغ متوسط الأجور الشهرية في القطاع العام (120) ألف جنيه.
وتقول الناشطة في المجال الإنساني سوسن عبد الكريم في حديث لـ"الترا سودان" إن التفكير في كيفية تدبير المعيشة في هذا الوضع، قد يدفع البعض إلى حالة من "الجنون" مع شح الخيارات أمامهم وانسداد الأمل.
وتوضح أن الناس يدبرون المال بصعوبة، وتُنفق على أشياء صغيرة يشترونها من المتجر، وهناك عوامل لا تساعدهم على ضمان كسب المال نتيجة فقدان العمل في القطاع الخاص، جراء التدهور الاقتصادي وضعف الأجور وعدم الانتظام في القطاع العام وقد تستغرق عدة أشهر.
وتضيف سوسن عبد الكريم: "في الشهور الأولى للحرب كان البعض يبيع الذهب والأثاثات وحتى العقارات للحصول على المال، مع تقدم الحرب لعام ونصف انتهت هذه الحلول، المجتمعات في مدن كسلا وعطبرة وكوستي ودنقلا على سبيل المثال كانت تساعد النازحين في المراكز، لكن المعاناة بلغت ذروتها بالجميع.
وكان وزير المالية والتخطيط الاقتصادي جبريل إبراهيم أشار إلى تحسن طفيف على الإيرادات العامة بسبب توسع الضرائب أفقيًا، دون التعليق عما إذا كانت الإيرادات العامة قد تخطت 50% من نشاطها قبل الحرب.
وشن جبريل إبراهيم هجومًا على الحكومة الانتقالية خلال فترة عبدالله حمدوك، وقال إنها أغلقت الباب أمام الصين.
توقع خبير اقتصادي انتكاسة جديدة في سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الدولار الأميركي في السوق الموازي
فيما يتوقع الخبير الاقتصادي محمد إبراهيم ما أسماها بـ"الانتكاسة الجديدة" في سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الدولار الأميركي في السوق الموازي، وقال إن السوق يستعد لمضاربات جديدة مع رغبة الحكومة في شراء المعدات العسكرية والعتاد لبداية جولة جديدة من المعارك الحربية، بالتالي انخفاض الصرف على الخدمات الأساسية وبند الأجور في القطاع العام.
ويقول إبراهيم إن الحديث عن ارتفاع الإيرادات العامة غير منطقي، لأن المصدر الأساسي لتمويل الضرائب هي الأسواق، وأصبحت مشلولة بسبب الحرب وتراجع القوة الشرائية، وأثرت الفيضانات في المناطق الآمنة ونصف مساحتها زراعية منتجة على الوضع الاقتصادي والغذائي، بالتالي زاد عدد المتأثرين الإنسانيين، كل هذه العوامل لا تدعو إلى التفاؤل الذي أظهرته وزارة المالية.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن السلع المستوردة تخضع لضرائب حكومية باهظة جدًا لسد العجز في بنود تمويل المؤسسات الحكومية، خاصة القطاعات السيادية مثل مجلس السيادة وزارة الخارجية والداخلية والقوات المسلحة.
وأردف: "بسبب الضرائب الحكومية على السلع المستوردة عجز المواطنون في شرائها من الأسواق، وخرجت قطاعات اجتماعية من دورة التداول أي شراء السلع مقابل المال، لأنهم ببساطة لا يملكون النقود، وفي ذات الوقت لا يمكن شراء كمية صغيرة من دقيق القمح بسعر (50) ألف جنيه، بالتالي سترتد الضرائب إلى المالية من خلال تراجع حركة الاستيراد".
الكلمات المفتاحية

سواكن.. فوضى الميناء تهدد اقتصاد السودان
نظرات ندم وحزن اعتلت عيني "أحمد بابكر" العائد إلى السودان، بعد خمس سنوات قضاها مغتربًا بالمملكة العربية السعودية، منبع هذه الأحاسيس ما تعرض له في ميناء سواكن، من معاملة أقل ما توصف بأنها سيئة من قبل بعض العمال الذين سرقوا أمتعته وخربوا أشياءه بصورة فظة، مثلما قال لـ"الترا سودان".

الموارد المعدنية لـ"الترا سودان": إنتاج البلاد من الذهب بلغ 13 طنًا في شهرين
كشفت الشركة السودانية للموارد المعدنية عن عودة أكثر من (65) شركة أجنبية للعمل في التعدين في البلاد، بعد مغادرتها بسبب حرب 15 نيسان/أبريل 2023.

حرب السودان تهدد تجارة الصمغ العربي
يواجه الصمغ العربي السوداني، المكون الأساسي المستخدم في منتجات استهلاكية عالمية كالمشروبات الغازية والحلويات تهريبًا متزايدًا من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.