ود مدني.. من مركز نزوح إلى ساحة حرب
15 يناير 2024
تحولت الحياة، في مدينة ود مدني بشكلٍ كبير خلال الأسابيع الماضية، ولا يمكن المقارنة بين الوضع ما قبل هجوم الدعم السريع على المدينة منذ 19 كانون الأول/ديسمبر الماضي، وما بين الوضع الراهن في المدينة التي تشكل عاصمة ولاية الجزيرة، والتي تأوي نحو ثلاثة ملايين شخص عقب الحرب التي اندلعت منتصف نيسان/أبريل الماضي.
ومن مدينة صاخبة ومأهولة بالسكان، بسبب كثافة النزوح إلى شوارع خالية من المارة، وحركة السيارات، كما أغلقت المستشفيات أبوابها تجنبًا لتدهور الأوضاع الأمنية، ومقتل ثلاثة كوادر طبية على يد الدعم السريع، كما قالت النقابة الشهر الماضي.
الشهادات التي تصل من مدينة ود مدني، تتحدث عن ظروف صعبة، وأحوال اقتصادية بائسة في المدينة بعد وصول الحرب إليها
وبعد الحرب، أي منذ منتصف نيسان/أبريل الماضي، تحولت مدينة ود مدني إلى مركز اقتصادي بديل للعاصمة الخرطوم بسبب كثافة النزوح ونقل الأعمال التجارية، وكان مئات الآلاف من الشبان والنساء يعملون في التجارة الناشئة لمقابلة الحياة الاقتصادية، فيما اليوم نهبت جميع هذه الأعمال، وأصبح السوق الرئيسي مغلق الأبواب عندما تنظر إلى المتاجر.
أما شارع النيل الذي يقع على شاطئ النيل الأزرق تسير المركبات العسكرية، وهي تحمل جنودًا يحملون بسلاحهم، على مدار الساعة، وتحولت المقار الحكومية، إلى مواقع عسكرية لهذه القوات حسب مشاهدات المواطنين.
وغادر نحو نصف مليون شخص المدينة عقب هجوم الدعم السريع، لم تظهر الجموع النازحة للمدينة، ورغم النزوح المزدوج، رغبة في البقاء وانتظار ما تسفر عنه الأوضاع خاصة مع توسع رقعة الانتهاكات.
ويقول المعز الذي يقيم وسط ود مدني، إن الأوضاع ليست جيدة حاليًا، موضحًا: "لا أحد يضمن العودة إلى المنزل، إذا غادر لشراء بعض الاحتياجات من المتاجر في الأحياء التي عادت إلى العمل، لكن في ذات الوقت لا يمكن التطبيع مع الوضع الراهن".
والنظرة إلى مدينة ود مدني، تظهر المصانع والمتاجر والعديد من الأعمال التجارية ومقار شركات، لم يتبقى منها سوى المباني، التي نهبت بالكامل، كما شوهد فرع البنك المركزي مدمرًا بالكامل، حتى اختفت معالمه التي كانت ظاهرة للعيان وسط ود مدني.
يقول المعز الذي يقيم وسط ود مدني، إن الأوضاع ليست جيدة حاليًا، موضحًا: "لا أحد يضمن العودة إلى المنزل، إذا غادر لشراء بعض الاحتياجات من المتاجر في الأحياء التي عادت إلى العمل، لكن في ذات الوقت لا يمكن التطبيع مع الوضع الراهن"
ويقول أيمن عبد الله، الذي يعمل في غرف الطوارئ بمدينة ودمدني، إن المدينة تعيش مأساة حقيقة بسبب الأوضاع الأمنية وعدم وجود سلطة على الأرض لإدارة أوضاع المدنيين، سوى قوات عسكرية تنتشر في الشوارع وتغلق الممرات.
وأضاف عبد الله، أن السكان الذين يعيشون في ود مدني في الوقت الحالي، "فضلوا البقاء في حيرة من أمرهم حول كيفية التعامل مع الوضع خاصة مع توقف أعمالهم".
الكلمات المفتاحية

نيالا.. مدينة تخيم عليها أصوات السلاح والقتل
تعيش مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حالة من التدهور الأمني بسبب الاستهداف الذي يتعرض له التجار في الأسواق بغرض نهب الأموال، ما أدى إلى ظهور حركة عكسية لنقل الأنشطة التجارية إلى دول الجوار.

تكايا رمضان في السودان.. موائد الرحمة في زمن الصراع
من بحري إلى أم روابة، ومن القضارف إلى المدن والقرى التي أنهكها النزاع، تتكاتف الأيدي في تكايا رمضان لتوفير وجبات تُشعر الناس بكرامتهم

بالدفوف والطبول.. المسحراتية في كسلا يعودون إلى الشوارع
بالطرق على الدفوف والطبول، يطوف شبان من حي الميرغنية بمدينة كسلا شوارع الأحياء. ويعتقد مواطنون أن إحياء ظاهرة المسحراتي من الأمور التي تمنح الأمل بوجود حياة مغايرة للمجتمعات.

مصادر: الدعم السريع أحرقت قاعة الصداقة للتغطية على انسحاب منسوبيها
قالت مصادر إن قوات الدعم السريع أقدمت مساء اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 على تخريب وإحراق مبنى قاعة الصداقة في وسط مدينة الخرطوم، إثر معارك عنيفة دارت في المنطقة انسحبت على إثرها قوات الدعم بينما تقدم الجيش.

نجاة عبد الرحيم دقلو من غارة جوية في زالنجي
نجا قائد ثاني قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، من محاولة اغتيال بعد استهداف طيران الجيش السوداني للمنازل التي يقيم فيها بولاية وسط دارفور، زالنجي، يوم الإثنين 11 شباط/ فبراير 2025.

قاقرين.. قصة هتاف أوقف مسيرة الكرة السودانية وحل الأندية
تقول الحكاية إن مهاجم نادي الهلال العاصمي والفريق القومي السوداني، علي قاقرين كان السبب في إلغاء نظام الكرة السوداني في العام 1976 وإبداله بما عرف تاريخيًا بـ"الرياضة الجماهيرية"، وهي المرحلة المتهمة بإقعاد الكرة السودانية وإضعافها لسنوات طويلة.

قوات الدعم السريع تجتاح قرى شمال النيل الأبيض وتمارس انتهاكات واسعة
أفاد التحالف الديمقراطي للمحامين، بتعرض سكان وحدة نعيمة الإدارية وما جاورها شمال ولاية النيل الأبيض – حوالى 22 قرية – إلى اجتياح بواسطة قوات الدعم السريع المنسحبة من ولاية الجزيرة على متن المركبات العسكرية المدججة بالأسلحة الفتاكة.